«الصيف المقبل سيكون مظلماً، وانقطاع التيار الكهربى لن يقل عن ثلاث ساعات يومياً». هكذا تحدث الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء فى حكومة المهندس إبراهيم محلب، ألقى «شاكر» كلماته ومضى، دون أن يلتفت لما يمكن أن تحدثه تلك الكلمات لدى مواطنين كانوا يأملون أن تنتهى أزمة الظلام فى أقرب فرصة، وفى نفس الوقت لم يعتادوا على تصريحات رسمية لا تبث الطمأنينة فى قلوبهم، لكن تدهور أوضاع محطات الكهرباء، ونقص الوقود وضعف استجابة المواطنين لمناشدات ترشيد الاستهلاك منذ ثلاث سنوات لم تكفِ لحل الأزمة، فباتت المكاشفة هى السبيل الوحيد. لم تكن مصادفة أن تختار حكومة المهندس إبراهيم محلب «شاكر» الملقب ب«عميد استشاريى الكهرباء على مستوى الشرق الأوسط»، فى ظل انهيار البنية التحتية التى يعانى منها قطاع الكهرباء، فحصوله على الدكتوراه عام 1978 فى الهندسة الكهربائية من جامعة إمبريال كوليدج البريطانية بعد تخرجه فى كلية الهندسة جامعة القاهرة، بجانب حصوله على جائزة هيئة مهندسى الكهرباء البريطانية « IEE» عام 1985 بمجال العلوم والتكنولوجيا، ربما تؤهله لحل أكثر المشكلات تعقيداً، وتدفعه بالتوصل لبدائل تحمى مصر من الظلام. مسيرة علمية كبيرة خاضها «شاكر» طيلة فترة حياته، فتقلد مناصب عدة، حتى أصبح أستاذاً فى مجال هندسة القوى الكهربائية بكلية الهندسة جامعة القاهرة منذ عام 1979، وأصبح من أهم الاستشاريين لمحطات القوى الكهربائية على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وشارك فى تنفيذ العديد من المشروعات الهندسية على المستوى الدولى فى مجال الكهرباء والطاقة، إلا أنها لن تغفر له التقاعس عن مواجهة أزمة الكهرباء بحلول جذرية خلال الأشهر المقبلة. بدأ «شاكر»، بحسب تقدير البعض، أول هذه الحلول بإصدار قرارات لتغيير عدد من الموظفين داخل وزارته أملاً فى تغيير قطاع الكهرباء من الداخل لتحسين قدراته فى مواجهة التحديات، وتلبية احتياجات المواطنين، قرارات لن يشعر بها المواطن بصورة مباشرة، لكنها حتماً ستضيف الكثير للقطاع الذى فقد كثيراً من كفاءته وقدراته. دفعت خبرات «شاكر» للإدلاء بتصريحات تظهر التوقيت المحدد لإنهاء أزمة قطاع الكهرباء التى لن تقل عن ثلاث سنوات لتحسين كفاءة وحدات الكهرباء، وتشغيل بعض المحطات الجديدة التى أنفق القطاع عليها مليارات، وتعطل تشغيلها منذ سنوات فى ظل تزايد أزمة الوقود وتهالك المحطات. لا يزال الكثيرون يعولون على الوزير الجديد، الذى أعلنها صراحةً بأنه لا يمتلك عصا سحرية، لإعلان خطة قصيرة أو طويلة الأمد لإنهاء أزمة انقطاع التيار الكهربى خلال تاريخ محدد، وسيتحمل حينها المواطن عندما يشعر بأن الشفافية تلقى على عاتقه جانباً من تحمل المسئولية لمواجهة أزمة تعانى منها مصر منذ أربع سنوات.