سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أزمة الفتنة فى أسوان: ارتفاع عدد القتلى إلى 26.. وقطع «مؤقت» للاتصالات و«الإنترنت» النائب العام ينتقل إلى أسوان لمتابعة التحقيقات فى أحداث «بنى هلال» و«الدابودية»
توفى أمس «شاذلى. ش. خ»، 31 سنة، من أبناء «بنى هلال» فى أسوان، متأثراً بإصابته بحروق بنسبة 95% خلال تجدّد الاشتباكات الدامية السبت الماضى مع قبيلة «دابود» النوبية التى شهدتها منطقة السيل الريفى، وتم نقله إلى مشرحة أسوان العمومية، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 26 قتيلاً. شهدت شوارع أسوان، أمس حالة من الهدوء فى اليوم الثانى لفرض الهدنة بين أبناء النوبة وأبناء بنى هلال، وعادت الحياة إلى كورنيش النيل، الواجهة السياحية للمدينة، فيما كثّفت قوات الشرطة من وجودها فى شوارع المدينة بالتزامن مع قطع الاتصالات الخاصة بشبكات التليفونات المحمولة والأرضية وخدمة الإنترنت وتوقفت أعمال البنوك والمحلات التجارية وحجز تذاكر القطارات والطيران. وتمكن «أجاويد الخير» من تسلم آخر 8 جثامين لأبناء بنى هلال ودفنها بالمقابر الفاطمية بطريق السدات، وسط حراسة أمنية مشددة فى الوقت الذى رفض فيه أبناء بنى هلال حضور الجنازة واكتفوا بإرسال أحد أبنائهم ليرشد المشاركين إلى مكان الدفن الخاص بهم. وكثف رجال الأمن من نشاطهم لفرض السيطرة الأمنية على الشارع ب10 سيارات أمن مركزى و5 مصفحات للشرطة و3 مدرعات للقوات المسلحة، وسيارتى إطفاء ومرور، لتمشيط مداخل وخارج المحافظة والشوارع الرئيسية لإعادة الانضباط. كما تم الدفع بمئات من رجال الشرطة والقوات المسلحة والعشرات من المدرعات والمصفحات التابعة لوزارتى الدفاع والداخلية، وانتشرت الخيام الخاصة بالأمن المركزى بمركز شباب بدر بوسط مدينة أسوان بعد امتلاء المعسكرات، وظهرت عناصر القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية فى محيط الأحداث بالسيل الريفى ومنطقة شرق مدينة أسوان. وعقب دفن جثامين ضحايا الأحداث من قبيلتى الدابودية وبنى هلال، قام المحافظ بتقديم واجب العزاء لعائلات المتوفين بكل من جمعية الدابودية بعزبة الحدود، وجمعية بنى هلال بالسيل الريفى يرافقه الدكتور منصور كباش، رئيس جامعة أسوان، وعواقل وقيادات القبائل العربية. حيث أكد المحافظ لأسر الضحايا أن الدولة تقف بجانبهم لعبور المحنة، وأن هناك متابعة أولاً بأول من رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، للاطمئنان على استقرار الأوضاع. وأشاد بالدور الحكيم والشجاع لقيادات وشباب القبيلتين فى التصدى لهذه المحاولات الدنيئة والهدّامة، مشيراً إلى بدء أعمال لجنة تقصى الحقائق بالتعاون مع الأجهزة الأمنية. ووجه المحافظ الجهات المعنية إلى ضرورة تكثيف عقد الندوات والبرامج لتوعية الشباب والنشء داخل الجامعة والمدارس ومراكز الشباب بضرورة الابتعاد عن العنف والتعصب القبلى والطائفى لتحقيق الاستقرار والسلام الاجتماعى والتكاتف والترابط الذى يعتبر السمة السائدة بين أهل أسوان على مستوى الجمهورية. فيما استمر توقف الدراسة فى 55 مدرسة بمحيط الأحداث بعد إصدار اللواء مصطفى يسرى، محافظ الإقليم، قراراً بإغلاق 25 مدرسة بمنطقة شرق المدينة، علاوة على امتناع طلاب 30 مدرسة أخرى عن الذهاب إلى مدارسهم. توجه النائب العام المستشار هشام بركات، أمس، إلى محافظة أسوان، لمتابعة سير التحقيقات التى تجريها النيابة العامة فى أحداث الاشتباكات بين قبيلتى «بنى هلال» و«الدابودية» التى أسفرت عن قتل وإصابة العشرات خلال الأحداث التى اندلعت الأربعاء الماضى. وقالت مصادر قضائية إن النائب العام اجتمع فور وصوله بفريق التحقيقات الذى يتابع الأحداث، بإشراف المستشار بهاء الوكيل، وستعرض سير التحقيقات بدءاً من إخطار النيابة بالأحداث، واطلع على محاضر التحقيقات ومعاينات النيابة ومناظرة جثامين القتلى ومحاضر أقوال الشهود والمصابين الذين استمعت لهم النيابة عن الأحداث.