ب صندوق و4 كوبيات.. "عبلة" على نصبة شاي في عزبة الهجانة: نفسي الريس يدعمني

بين العمال والفواعلية، داخل أحد "المواقف" ب"عزبة الهجانة"، تحمل "عِدّة الشغل" طيلة أكثر من 30 عامًا في قفص بلاستيكي أصفر اللون، تحضر إلى الموقف قبل آذان الفجر وتغادر قبيل أذان العصر، حتى أصبح عمرها 60 عامًا، تحمّلت الكثير من المضايقات والمطاردات كونها بائعة جائلة، لتتحول كل تلك المشاعر بين ليلة وضحاها إلى طاقة أمل ترى اقترابه، بعدما عرفت بموقف الرئيس عبدالفتاح السيسي الإنساني، أمس في أثناء تفقده لأعمال تطوير منطقة الكيلو 4.5 بطريق السويس، حين قابل زميلتها أم صابر وقرر توفير أحد المحال لها وعلاجها على نفقة الدولة.
"عبلة": 30 سنة ببيع الشاي وعندي تضخم في الكبد.. نفسي أتعالج ويبقالي مكان ثابت أبيع فيه
عبلة راشد، التي توفي عنها زوجها منذ أكثر من 13 عامًا، تاركًا لها ثلاث من الإناث وولد، تابعت عملها في "نصبة الشاي" التي لا تتعدى مساحتها المتر مربع، تحاول أنَّ تدبر قوت يوم عائلتها، بحرص شديد على أن يتلقى أبنائها قسطًا وافيًا من التعليم "جوزي كان أرزقي واليوم بيومه، ومن قبل ما يموت وأنا بنزل أعمل شاي في ميدان 4 ونص، وجهزت بنتين واتجوزوا، وباقي بنت بجهزها، وابني اتخرج من الجامعة من عمايل الشاي".

بين عمال السوق وسائقي الموقف، تبدأ "عبلة" عملها بصلاة الفجر، قادمة من العزبة، ليتوالى إعدادها الشاي لمدة 10 ساعات، بعدّتها البسيطة التي تتكون من 4 أكواب فقط "قاعدة جار السوق، ومعايا جردل المية، ومابقتش قادرة على جري زمان، وعلى طول خايفة يجيوا يقوموني"، بحسب روايتها ل"الوطن"، مضيفة "كل شوية يقوموني وأرجع أحط حاجتي وأقعد.. نفسي في حاجة أثبت فيها".

تربية الأبناء وتعليمهم كان كل ما تفكر فيه السيدة الستينية، حتى أنَّها لم تكتشف إصابتها بفيروس "سي"، إلا من خلال الحملة القومية التي بدأتها وزارة الصحة قبل أشهر لكشف الأمراض المتوطنة والقضاء على الفيروس، ومن خلال الحملة بدأت العلاج ولا تزال تتلقاه، لكنها أيضًا اكتشفت تضخم الكبد "أنا تعبانة نفسي أتعالج من تعبي زي ما الريس قابل زميلتي وحقق لها اللي عايزاه واشتغل وأنا متطمنة علشان أكمل جهاز بنتي"، وبصوت يملأه الأمل أضافت "الريس قال لجارتي في نصبة الشاي ليكي مكان، وإحنا عنينا ليكي وأتمنى أكون زيها".