هدوء حذر بعد يوم دامٍ انشغلت خلاله الأجهزة الأمنية بتفريق المعتصمين أمام مبنى مديرية أمن أسوان بمحافظة أسوان، ومهاجمة قاطعى طريق الكورنيش على المارة، اشتباكات فردية انتهت بجروح قطعية وإصابات خطيرة فى الطرفين، تم حجزهم على أثرها داخل مستشفى أسوان العام، محلات ومقاهٍ أغلقت أبوابها بعد مشاهدة أصحابها حريق المحلات المجاورة له. «النوبيين خرجوا من لانش فى النيل وكان معاهم جراكن بنزين واتخانقوا مع ولاد الهلايل اللى بيشتغلوا على حناطير، وبعدين ولعوا لهم فيها» يتحدث عدلى سمير أحد شهود العيان على حريق 8 عربات حنطور على كورنيش النيل بأسوان، مواصلاً: «كثرة أعداد النوبيين أجبرت أصحاب العربات على الهرب، خصوصاً أن الاشتباك بينهما وقع بالقرب من اعتصام أهالى النوبة أمام مديرية أمن أسوان، فقام بعض الشباب بإشعال النيران فى العربات والاستيلاء على الخيول». يضيف الرجل الخمسينى: «تدخل بعض أبناء الهلايل مع أقاربهم زاد من حدة الاشتباك بين الطرفين، وبمجرد رحيلهم قاموا بتحطيم واجهة شركة سياحة يمتلكها نوبى وإحداث تلفيات ببعض السيارات التى كانت توجد أمامها». أما مصطفى حسين صاحب مقهى مجاور لسوبر ماركت يمتلكه أحد أبناء قبيلة بنى هلال بجوار محطة سكك حديد أسوان، اشتعلت النيران فى جميع أرجائه، فيقول: «رأيت ما يزيد على 200 شخص نوبى قادمين من اتجاه الكورنيش، وأشعلوا النيران فى المحل بعد ضرب صاحبه بالعصى، وقام بعض الصبيان برمى واجهاته الزجاجية بالحجارة دون أن يتعرض أحدهم للمحلات الملاصقة لمحل الهلالى». وأضاف «أسرعنا للاستنجاد بقوات الأمن التى تحيط بمبنى محافظة أسوان لتأمينها، ولكنهم رفضوا بحجة عدم صدور أوامر إليهم بترك أماكنهم، وهو ما دعا شباب النوبيين إلى الالتفاف حول المحل، لحين انتهاء النيران من حرق كل محتوياته التى تقدر بعشرات الآلاف من الجنيهات، نظراً لكونه أحد أكبر محلات السوبر ماركت فى ميدان المحافظة». وجود أمنى مكثف حول مبنى مديرية أمن أسوان، ومجمع المحاكم القريبة منه على كورنيش النيل، حركة خفيفة لأصحاب اللانشات المائية والمقاهى الموجودة على ضفاف النيل بعد أن أطفأوا أنوارها وقرروا الرحيل، وألسنة نيران استمرت فى الصعود من منازل القبيلتين حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى. يقول زينهم عبدالله أحد شهود العيان على حرق منزل يمتلكه نوبى وسط أبناء قبيلة الهلالية، بمجرد عودة أحد المصابين من أبناء بنى هلال إلى منزله، قام أشقاؤه وأبناء عمومته بالتعدى على نوبى وأفراد عائلته بالضرب، وحاولوا إشعال النيران فيهم، لولا تدخل أحد العقلاء من أبناء بنى هلال، أقنع عائلة النوبى بترك منزله لينقذ حياة أسرته، وبمجرد خروجه قام بعض شباب الهلاليين بإشعال النيران فى جميع أنحاء المنزل بعد أن قاموا بإخراج أسطوانات الغاز. وأضاف الشاب الثلاثينى: «إشعال النيران فى منازل القبيلتين لم يتوقف منذ اشتعال الأزمة، وخلال زيارة محافظ أسوان للقرية، أخبرناه بما يحدث، فكان رده البيوت تتعوض، المهم انتوا انفدوا بروحكم، لذلك أقدم الكثير من أبناء القبيلتين على حمل أمتعته والرحيل بها إلى أقاربه فى أى مكان آخر خوفاً من اشتعال الأزمة أكثر من ذلك، فى ظل التوعدات المستمرة من قِبل شباب القبيلتين بتفجير القرية فور الانتهاء من دفن جثثهم».