شددت القوات الأمنية من إجراءاتها على الكمائن المنتشرة بين الشيخ زويد والعريش، حيث ما زال كمين الخروبة يغلق أبوابه أمام المارة والمتجهين إلى مدينة العريش بشكل نهائي، وذلك لليوم الثاني على التوالي. فيما زامن هذا قطع للشبكات منذ ساعات الصباح الأولى وخروج حملة أمنية موسعة انتشرت في أكثر من 12 منطقة جنوب الشيخ زويد وغرب وجنوب مدينة رفح، حيث سُمع إطلاق رصاص بشكل كثيف بتلك المناطق. وشوهدت مدرّعات الجيش تسير بشكل مكثف على الشوارع الدولية العامة بين الشيخ زويد ورفح. فيما قامت مدرعات الشرطة بتأمين 4 ميكروباصات بها جنود الإجازة انطلقت من مدينة رفح باتجاه العريش مرورًا بالشيخ زويد، حيث قامت 3 مدرعات للشرطة بحراسة الجنود حتى وصولهم إلى مدينة العريش ومنها إلى محافظات الوادي. وأغلقت القوات الأمنية بمدينة الشيخ زويد شارع السوق المؤدي إلى منطقة الموقف الجديد، ما أجبر معظم السيارات للالتفاف من الشوارع الأخرى المؤدية إلى مناطق وسط المدينة. وفي شان آخر متصل، استاء معظم سكان الشيخ زويد من البيان الذي قامت سيارة مجهولة بتوزيعه في الشارع العام لمدينة الشيخ زويد لما يدعو له البيان من التخلي عن السنة النبوية، حيث قال محمد أحمد، أحد مدرّسي اللغة العربية والشريعة الإسلامية بالشيخ زويد: "لا يحق لأي إنسان مهما كان أن يطالب الناس بترك السنن النبوية والفرائض فهذه دعوة للكفر بشكل صريح"، فيما طالب محمد علي أن تتعقّب القوات الأمنية ناشري ذلك البيان ومحاسبتهم على إساءتهم لتعاليم الإسلام، منوهًا بأنه من حق أي إنسان أن يوزّع بيانات تطالب الآخرين بحسن السير والسلوك وتحريم القتل ونشر الحب بين الناس. وانتشرت القوات الأمنية بشوارع الشيخ زويد الرئيسية بشكل مكثف حتى ساعات الفجر الأولى، حيث قالت مصادر إن القوات انتشرت بعد وصول معلومات بقيام سيارات مسلحين بالتجول داخل مدينة الشيخ زويد بشكل يومي، وذلك لليوم الرابع على التوالي، وبعد قيام عدد من الناس بمطالبة القوات الأمنية بعمل دوريات ليلية داخل مدينة الشيخ زويد وعدم الاكتفاء بالحملات والمداهمات نهارًا. فيما يشار إلى أن سيارات مسلحين تنتشر بشكل كبير في مناطق حيوية بمدينتيّ الشيخ زويد ورفح، وتلاحق المتعاونين مع القوات الأمنية من الأهالي، ونتج عن ذلك قتل أكثر من 6 مواطنين بشكل سري في الشيخ زويد وجنوب رفح من الأهالي المتعاونين مع القوات الأمنية وإلقاء جثثهم في الطرق العامة بعد إحداث إصابات بها نتيجة التعذيب قبل القتل، بحسب مصادر قبلية. وفي الشأن نفسه فقد أفرجت القوات الأمنية عن عدد من الذين أُلقي القبض عليهم خلال حملة السبت بوسط الشيخ زويد، فيما يخضع عدد منهم للتحقيقات في الكتيبة "101" بالعريش، بعد تحويل معظم المقبوض عليهم إلى معسكرات الأمن والأجهزة السيادية لمعرفة مدى تورطهم في مهاجمة الأكمنة والقوات الأمنية من عدمه. وأفاد أقارب المقبوض عليهم بأن أولادهم ليسوا متورطين وأن وجود شباب "ملتحٍ" ليس بالضرورة أن يكون من ضمن المجموعات المسلحة أو من أولئك الذين يهاجمون القوات الأمنية بقرى ومدن شمال سيناء.