مفاجأة فى قضية «قتيل المقبرة الأسمنيتة»: المتهمون الهاربون ارتكبوا 3 جرائم قتل مماثلة.

المتهم المقبوض عليه: دفنّا الضحية بعد 3 أيام.. والمتهمون أكلوا فوق المقبرة.

ظهرت مفاجأة جديدة فى التحقيقات التى تجريها نيابة الجيزة فى واقعة مقتل سائق ودفنه فى مقبرة أسمنتية، أفادت التحريات والتحقيقات وأقوال المتهم الذى أُلقى القبض عليه، بأن المتهمين الهاربين 3 أشخاص يعملون معه فى المقاولات، وأنهم ارتكبوا 3 جرائم مماثلة بينها جريمتا قتل.
وقالت مصادر أمنية ل«الوطن» إن أجهزة الأمن فى الجيزة حددت المتهمين الثلاثة، وتبين أن أحدهم من أسيوط، وبالتحديد من قرية المعابدة التابعة لأبنوب شرق مدينة أسيوط، وأن المتهمين الثانى والثالث من المنطقة الجبلية القريبة من التجمع الخامس ومدينة نصر فى القاهرة. وشرحت المصادر أن المتهم المقبوض عليه لا يعرف أسماء المتهمين الهاربين كاملة، ولا يعرف أرقام هواتفهم المحمولة.
وأضافت تحقيقات أحمد صديق وكيل نيابة الجيزة الكلية أن المتهم المقبوض عليه، مهند محمد 16 سنة، كان دوره استدراج المجنى عليه، محمد على نصار 25 سنة، للمتهمين الهاربين، وقال المتهم فى التحقيقات إنه كان حسن النية وإنه اشترك فى دفن الجثة فقط بعدما أطلق المتهمون على القتيل الرصاص، وفوجئ ثالث أيام الواقعة بحضور المتهم الهارب حمادة إلى منزل خطيبته، وأعطاه مبلغ 150 جنيها، وقال له «روح اشترى أسمنت وزلط واعمل صبّة على قبر المجنى عليه».
وأضاف المتهم، فى أقواله فى التحقيقات التى جرت بإشراف المستشار مجاهد على مجاهد المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، أنه ذهب إلى المنزل وصبّ خرسانة على قبر الضحية واستغرقت العملية أكثر من 5 ساعات، وأنه لم يذهب إلى المنزل منذ تلك اللحظة، وأقام فى منزل خطيبته حتى القبض عليه.
وشرح المتهم أنه كان فى رحلة بحث خلال تلك الأيام لبيع السيارة مقابل حصوله على مبلغ 5 آلاف جنيه من المتهمين، كما وعده المتهم الرئيسى، حمادة، بأن يساعده لكى يتمكن من العلاج من مرض السكر ويتزوج.
تابع المتهم فى التحقيقات أنه ذهب إلى منزل حمادة فى أسيوط وأنه شاف عفاريت هناك، وعندما سأل حمادة قال له «إن فيه واحد هوّ قتله فى الأوضة بسبب خلافات ثأرية»، وأنهى المتهم كلامه بأن المتهمين قالوا له أنهم ارتكبوا 3 جرائم مماثلة، وأضاف أنه تأكد من ذلك بعد ارتكابهم لواقعة القتل، فقال لمحقق النيابة: «والله يا يبه انا كنت مستغرب من المتهمين، لأنهم بعد ما دفنوا الضحية اشتروا أكل وفضلوا قاعدين فى البيت لمدة ساعتين أكلوا وشربوا «مياه غازية» وبعدها غادروا المنزل، وقال لى حمادة إنت مهمتك بيع السيارة علشان تاخد 5 آلاف جنيه».
واستمعت النيابة لأقوال خطيبة المتهم التى قالت فى التحقيقات: المتهم من ثالث يوم العيد وهو بيجى يبات عندنا، وعندما سألت قال لى «أصلى باخاف انام لوحدى»، ومش هاروح البيت ده تانى، ومش هاسكن فيه.. احنا هناخد منزل جديد. وأضافت فى التحقيقات أن المتهم كان «بيرتعش وهوّ نايم»، وإنه طول الفترة دى كان بيقول أنا عندى سيارة عايز أبيعها.
وأمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار باقى المتهمين، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، واستعجلت تقرير الطب الشرعى الخاص بالمجنى عليه لبيان سبب الوفاة.
ومن ناحية أخرى، أمر اللواء أحمد سالم الناغى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة بتشكيل فرق بحث وتحرٍّ موسعة بقيادة اللواءين طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية، للقبض على المتهمين، وانطلقت 5 مأموريات بقيادة العميد جمعة توفيق رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، والعقيد مصطفى كمال مفتش المباحث، والمقدم أحمد الدسوقى رئيس المباحث، والنقيب حسام العباسى معاون المباحث، استهدفت الأماكن التى يقيم فيها المتهمون بأسيوط والقاهرة الكبرى.
وقال نصار، شقيق القتيل، ل«الوطن» إن الشرطة ظلت تحطم المقبرة الأسمنيتة قرابة 12 ساعة لتستخرج جثة شقيقه، وأوضح أنه وأشقاءه الثلاثة وجيرانهم كوّنوا فريق بحث وكمائن ونصبوها فى الشوارع، وتتبعوا السيارة ومعارض بيع وشراء السيارات حتى وصلوا للمتهم «مهند» واقتادوه إلى قسم بولاق الدكرور.