تقطع الشارع ذهاباً وإياباً يومياً، تبحث «فيروز لبيب» عن الباعة الجائلين منذ فتح باب مقار حملة المشير السيسى، يجدها المار تارة إلى جوار بائع البطاطا، وأخرى على عربة فول، فى محاولة منها لإقناع الباعة بترك عرباتهم لمدة دقائق، حتى يذهبوا إلى أقرب شهر عقارى من أماكنهم لتحرير توكيلات «السيسى» حباً فيه: «أنا مش باغصب على حد حاجة، كل دورى إنى باوعيهم بس، الناس دى محتاجة اللى يفهمهم عشان مصر يتصلح حالها». لا تأنف السيدة الأربعينية تكرار مهمتها، وإنما تؤكد أن جولاتها مع الباعة تتكرر فى اليوم أكثر من 6 مرات: «باصحى بدرى قبل شغلى وبافضل أعدى عليهم فى أكتر من منطقة، وكمان وانا راجعة من شغلى لحد ما اطمن أن السيسى فى أمان، وهما يفهموا الصح». وأضافت: «فيه ناس باعدى عليها كتير بتسمع منى وبتوافقنى، وأوقات لو ماعنديش حاجة باروح معاهم يعملوا التوكيل للسيسى عشان ممكن حد يضحك عليهم، ومرة بياع البطاطا قالى أنا مستنى أبيع بس عشان يبقى معايا فلوس أعمل التوكيل، وقتها فهمته أن التوكيل ببلاش وجه معايا وكان مبسوط جداً، وقتها اتأكدت أنهم ناس غلابة ومحتاجين حد جنبهم». قررت «فيروز» أن تكثف عدد الساعات التى تمر فيها على الباعة لتنصحهم بتوكيل «السيسى» قبل انتهاء المدة «عشان أعرف أوصل لأكبر عدد، ما هما لو مالحقوش يعملوا التوكيل أقلها هيفهموا أن صوتهم أمانة فى الانتخابات الرئاسية اللى جاية، ولازم ينزلوا ويختاروا حياتهم هتبقى على إيد مين، عشان السيسى يستاهل لأنه بيحس بيهم وهياخد حقهم من اللى بيسرق فلوسهم».