«مبارك ما زال يحكم».. الجملة الأكثر انتشاراً الآن على مواقع التواصل الاجتماعى، بعد طلة الرئيس المخلوع مبارك، 3 مرات فى أقل من أسبوع، تارة على لسان المشير «السيسى» فى أحد الفيديوهات المسربة، وأخرى فى حوار صحفى مع الكاتب مجدى الدقاق، وتصريحات فى إحدى الصحف، كلها أحدثت ضجة، غير أنها طرحت على الرأى العام سؤالاً شائكاً: لماذا ظهر مبارك هذه الأيام بتكثيف، اعتبره البعض مقصوداً من الرئيس الأسبق، خاصة أن الكثيرين رأوا أن هذا الظهور أصاب المشير السيسى بضرر بالغ، لاسيما حين نادى مبارك بضرورة انتخاب «السيسى» باعتباره «رجل المرحلة ومفيش غيره». وسخر «وليد» من مكالمة هاتفية أجراها الصحفى مجدى الدقاق مع الرئيس المخلوع، «تصدق كانت أيام حلوة»، فيما قال «محمد كامل»: «مبارك ما زال يحكم للأسف.. رحمة الله على كل من ضحى فى سبيل الثورة»، وعلقت «منال»: «المجانين فى نعيم»، وانتقد «هشام شفيق»، «الدقاق» قائلاً: «ده إنت ناقص تقول لمبارك اترشح يا سيادة الريس.. لا إله إلا الله.. مش نسيب بقى الماضى ونشوف مصلحتنا أحسن». يرى د. يسرى العزباوى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن ظهور مبارك «ظاهرة طبيعية»، مشيراً إلى أن الحديث المتبادل بين الرئيس المخلوع والمشير السيسى عبارة عن تحية عسكرية متبادلة من قائدين خرجا من مؤسسة واحدة، وهى نقطة ذكاء من المشير: «السيسى ومبارك تعاملا عسكرياً وليس سياسياً، وده فى شىء من الحيادية والاتزان اللى بيتمتع بيهم السيسى، لأن لكل شخص سلبيات وإيجابيات»، مؤكداً أن ذكر السيسى لدور مبارك فى خطابه رسالة شديدة اللهجة للمؤسسة العسكرية، بعدم نكران الجميل واحترام الرموز، مثلما فعل مع المشير طنطاوى فى احتفالات 6 أكتوبر. ويؤكد «العزباوى» أن طلة مبارك لها آثار سلبية على «السيسى»، وهى استخدام معارضيه للتسريبات، مثلما فعل حمدين صباحى وأنصاره، وفق قوله، للتأكيد على: «أن مؤسسات الدولة هتفضل قمعية والعهد مش هيتغير، لكن الإيجابى أن القاعدة الشعبية التى يتمتع بها المشير السيسى ستحول تلك الهجمات إلى سحابة صيف وهتعدى». ولكن أنصار مبارك استغلوا هذا الظهور للترويج له، حيث أصبح هاشتاج «ولا يوم من أيامك يا مبارك»، الأكثر انتشاراً على «تويتر»، للتأكيد على وجود قاعدة شعبية ترحب بالمخلوع، فجاء رد «سامى الفرماوى»: «مهما كتبنا وقلنا، لن نوفيك حقك يا بطل الأبطال، يا زعيم ويا قائد، ولا يسعنا إلا أن نقول آسفين يا ريس 100 مليون مرة»، وقالت بسمة خالد: «هما مستغربين ليه إن مبارك بيتكلم، طبيعى راجل عسكرى وبيحيى رجالته، صحيح هذا الشبل من ذاك الأسد».