ارتفاع أسعار الذهب في مصر: زيادة ملحوظة بجميع الأعيرة    استقرار أسعار الدولار اليوم الثلاثاء 11 يونيو 2024    أسعار الحديد والأسمنت اليوم 11 يونيو.. عز يتراجع والاستثماري ب 38 ألف    تصويت الكنيست لصالح تمديد إعفاء الحريديم من التجنيد يعمق الانقسام في إسرائيل    انتشال عدد من الشهداء من تحت أنقاض منازل استهدفها الاحتلال بمدينة غزة    الدفاع الروسية: بدء مناورات نووية تكتيكية مشتركة مع بيلاروسيا    موعد مباراة منتخب مصر القادمة في تصفيات كأس العالم 2026 والقنوات الناقلة    عبد العال: تغييرات حسام حسن تأخرت كثيرًا أمام غينيا بيساو    حالة الطقس في مصر: ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة    أحدهم مجهول الهوية.. مصرع 3 أشخاص وإصابة 2 آخرين في حادث سيارتين بأسيوط    تراجع محدود في أسعار الفراخ اليوم 11 يونيو.. والبيض مولع    شغل في القاهرة.. بحوافز وتأمينات ورواتب مجزية| اعرف التفاصيل    بث مباشر.. طلاب شعبة الأدبي بالثانوية الازهرية يستكملون الامتحانات اليوم    للإطمئنان على صحته.. آمال ماهر تشارك محمد عبده في دويتو غنائي عفوي    حكم الشرع في ارتكاب محظور من محظورات الإحرام.. الإفتاء توضح    دراسة ترصد زيادة كبيرة في معدلات تناول المكملات اللازمة لبناء العضلات بين المراهقين في كندا    ذاكرة الكتب.. كيف تخطت مصر النكسة وبدأت حرب استنزاف محت آثار الهزيمة سريعًا؟    استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 8 آخرين في الضفة الغربية    واجهة المكتبات    هل يجوز الاضحية بالدجاج والبط؟ عالم أزهري يجيب    عيد الأضحى 2024.. الإفتاء توضح مستحبات الذبح    مصطفى كامل يتعرض لوعكة صحية خلال اجتماع نقابة الموسيقيين (تفاصيل)    زيلنسكي يصل إلى برلين للقاء شولتس    عمرو أديب: مبقاش في مرتب بيكفي حد احنا موجودين عشان نقف جنب بعض    ضياء السيد: تصريحات حسام حسن أثارت حالة من الجدل.. وأمامه وقتًا طويلًا للاستعداد للمرحلة المقبلة    عيد الأضحى في تونس..عادات وتقاليد    إيلون ماسك يهدد بحظر استخدام أجهزة "أبل" في شركاته    احتفالا بعيد الأضحى، جامعة بنها تنظم معرضا للسلع والمنتجات    التجمع الوطني يسعى لجذب اليمينيين الآخرين قبل الانتخابات الفرنسية المبكرة    صحة الفيوم تنظم تدريبا للأطباء الجدد على الرعاية الأساسية وتنظيم الأسرة    تعليق ناري من لميس الحديدي على واقعة تداول امتحانات التربية الوطنية والدينية    بعد 27 عاما من اعتزالها.. وفاة مها عطية إحدى بطلات «خرج ولم يعد»    إنتل توقف توسعة مصنع في إسرائيل بقيمة 25 مليار دولار    مصر ترحب بقرار مجلس الأمن الداعي لوقف دائم لإطلاق النار في غزة    عيد الأضحى 2024.. إرشادات هامة لمرضى النقرس والكوليسترول    الحق في الدواء: الزيادة الأخيرة غير عادلة.. ومش قدرنا السيء والأسوأ    زكي عبد الفتاح: منتخب مصر عشوائي.. وما حدث مع شوبير جريمة    تحذير عاجل ل أصحاب التأشيرات غير النظامية قبل موسم حج 2024    «جابوا جون عشوائي».. أول تعليق من مروان عطية بعد تعادل منتخب مصر    أحمد عبدالله محمود: «الناس في الشارع طلبوا مني أبعد عن أحمد العوضي» (فيديو)    إخماد حريق داخل حديقة فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. إبراهيم فايق يوجه رسالة ل حسام حسن    إبراهيم عيسى: طريقة تشكيل الحكومة يظهر منهج غير صائب سياسيا    قصواء الخلالي: وزير الإسكان مُستمتع بالتعنت ضد الإعلام والصحافة    أحمد كريمة: لا يوجد في أيام العام ما يعادل فضل الأيام الأولى من ذي الحجة    رئيس خطة النواب: القطاع الخاص ستقفز استثماراته في مصر ل50%    بالصور.. احتفالية المصري اليوم بمناسبة 20 عامًا على تأسيسها    وفد من وزراء التعليم الأفارقة يزور جامعة عين شمس .. تفاصيل وصور    هل خروف الأضحية يجزئ عن الشخص فقط أم هو وأسرته؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)    منتخب السودان بمواجهة نارية ضد جنوب السودان لاستعادة الصدارة من السنغال    الاستعلام عن حالة 3 مصابين جراء حادث مروري بالصف    وزيرة الثقافة تفتتح فعاليات الدورة 44 للمعرض العام.. وتُكرم عددًا من كبار مبدعي مصر والوطن العربي    «شيلنا من دماغك».. نجم الزمالك السابق يفتح النار على حسام حسن    هل تحلف اليمين اليوم؟ الديهي يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة (فيديو)    مصر ضد غينيا بيساو.. قرارات مثيرة للجدل تحكيميا وهدف مشكوك فى صحته    أخبار 24 ساعة.. الحكومة: إجازة عيد الأضحى من السبت 15 يونيو حتى الخميس 20    أستاذ اقتصاد: حظينا باستثمارات أوروبية الفترة الماضية.. وجذب المزيد ممكن    عالم موسوعي جمع بين الطب والأدب والتاريخ ..نشطاء يحييون الذكرى الأولى لوفاة " الجوادي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نكشف قصة الانفراد بتسجيلات مبارك.. نشرنا مانراه حقا للقارئ.. وراعينا خصوصية المصدر وحقه فى الاعتراض ولم نحجب إلا ما يهدد الأمن القومى والعلاقات الدولية والعربية.. ولهذا نفدت الأعداد حتى الحلقة الرابعة
نشر في اليوم السابع يوم 19 - 09 - 2013

◄كل المجد الصحفى يُبنى على مثل هذه النوعية من «التسريبات» ويجب أن تخرج للنور
◄قدمنا كل ما فى التسجيلات بأمانة ومهنية شديدتين ولم نتدخل فى شىء ولا نبتغى من وراء ذلك سوى الله ومجد المهنة
◄تحدثنا ل«الديب» ليطلب موافقة موكله على نشر باقى الحلقات.. فكانت المفاجأة بموافقة «مبارك» لأول مرة
◄اتهامات «ده مش أخلاقى ومش قانونى ومش مهنى».. البعض يطرحها بحسن نية وكثيرون يطلقونها بدافع «الحقد والنفسنة»
عزيزى القارئ اسمح لى أن أوجه لك بعض الأسئلة: هل سمعت وقرأت «تسجيلات» الرئيس الأسبق مبارك والتى انفرد بنشرها «اليوم السابع» على مدار 4 حلقات؟.. هل وجدت فيها شيئاً مختلفا؟.. هل سمعتها من قبل؟.. هل أضافت إليك جديداً وكشفت لك أسراراً لم تعرفها من قبل؟.. إذا كانت الإجابة ب«نعم».. فأنا شخصياً أشكرك.
المكسب الحقيقى لأى صحفى هو اعتراف القارئ - أى قارئ - بأهمية ما ينشره وتشجيعه له.. التشجيع يكون فى الاستمرار والإصرار على القراءة.. تنفد الأعداد فى الحلقة الأولى.. ثم فى الحلقة الثانية والثالثة وحتى الرابعة بتوفيق من الله.. هذا يعنى بكل بساطة وقوفك وإدراكك لأهمية ما نشر وتقدير قيمته.. هذا ما نبغيه نحن لكن يرفضه بعض أبناء المهنة.. لماذا؟ لأن الأسطورة تقول بكل بساطة: «تميزك يكشف ضعف الآخرين ويُعريهم مهنياً».. هنا أتحدث بشكل عام بعد أسئلة وحديث من نوعية: «ده مش أخلاقى ومش قانونى ومش مهنى»..
بعضهم يطرحها بحسن نية لعدم علم بهذه النوعية من القضايا الحساسة.. وكثيرون يطلقونها بدافع «الحقد والأغراض والنفسنة».. أقول لتلك الفئتين: نحن أمام انفراد أزعم أنه تاريخي.. لديك تسجيلات مؤثقة بالصوت من رئيس مصر الأسبق.. هنا لديك مشكلتان الأولى قانونية والأخيرة أخلاقية مهنية.. بعد الرجوع لمستشار الجريدة القانونى فالأولى لم تكن بها مشكلة ففى النهاية المسؤولية تقع على من سرب واخترق وليس من نشر.. ووفقا للأدبيات الإعلامية فكل المجد الصحفى يُبنى على مثل هذه النوعية من «الانفرادات».. تأمل تاريخ الأستاذ والزميل يسرى فودة فى «سرى للغاية» ونشر فيديوهات وحوارات أعضاء تنظيم القاعدة فى وقت كانوا فيه مطلوبين من المخابرات الأمريكية.. انظر أيضاً إلى وثائق ويكليكس التى فضحت العالم وملأته بالضجيج حول فساد ورشاوى واتصالات سرية بين حكومات وأشخاص.. وفى تاريخنا الصحفى قضية شهيرة مثل الأسلحة الفاسدة فى حرب فلسطين عام 1948 لإحسان عبدالقدوس، وفى صحافة العالم الغربى انفراد الكشف عن فضيحة ووترجيت الأمريكية التى أدت إلى استقالة الرئيس الأمريكى نيكسون، وانفراد الكشف عن فضيحة سجن أبوغريب فى العراق..
إذا فأنت أمام سوابق تاريخية هامة تجبرك على التعامل مع هذه التسجيلات.. يبقى المشكلة الأخيرة وهى مهنية وأخلاقية بالأساس وهو ما مثل لنا أزمة فعلية حقيقية.. القرار الذى أخذناه فى هذا الشأن أن ننشر ما لدينا باعتبار أن ما يقال حقاً على المصريين معرفته.. ويجب أن يخرج للنور.. شهادة مهمة على العصر وللتاريخ.. وفى حالة اعتراض أو رفض الرئيس الأسبق لهذه الحلقات وما بها من تسجيلات عليه أن يخطرنا رسمياً عبر محاميه القانونى الأستاذ فريد الديب ووقتها سنتوقف على الفور وكان هذا هو المخرج الوحيد إذا ما ساءت الأمور..
ما كنا نحسبه حدث بالفعل.. بمجرد الإعلان عن الحلقة الأولى وربما قبل نشرها أثارت ضجة كبيرة وردود فعل واسعة النطاق.. اتصالات من هنا وهناك جهات مختلفة السيادية منها والعادية.. شخصيات وإعلاميين زملاء.. وحدث ما نخشاه حيث قال فريد الديب محامى الرئيس الأسبق إن موكله يرفض نشر هذه التسجيلات لأنه يعتبرها تمت دون موافقته أو رغبته ومن ثم فهى غير قانونية أو أخلاقية.. تحركنا وفق الخطة الموضوعة وطلبنا منه خطابا رسميا بهذا المعنى موجها من الرئيس الأسبق أو من ينوب عنه يتطلب وقف النشر.. أرسل الأستاذ فريد الديب الخطاب بعد ساعات من مداخلته التلفزيونية مع الإعلامى أحمد موسى فى برنامجه «الشعب يريد» على قناة التحرير إلى رئيس التحرير.
وقتها تطرق إلى أذهاننا فكرة تضمن لنا المعادلة الصعبة: نشر التسجيلات بموافقة مبارك لنتحرر من الحرج الأخلاقى.. تحدث رئيس التحرير للأستاذ فريد الديب وأبلغ الأول الأخير أنه لا يضير الرئيس الأسبق شىء إذا ما نشرت هذه التسجيلات وقرأ عليه أبرز ما فيها.. فاستأذن الديب رئيس التحرير بضع ساعات حتى يستشير موكله فى ذلك.. وعاد لنا بما هو أهم من الانفراد فى وجهة نظرى.. موافقة مبارك على النشر لتصبح «اليوم السابع» وأنا - بتوفيق من الله - أول من ننشر تسجيلات صوتية للرئيس الأسبق تكشف معلومات خطيرة ورأيه فى قضايا محلية وإقليمية وأحداث متتابعة.
خلال ثلاثين عاما، شهدت مصر فيها الكثير من الأحداث، والعديد من الأسرار والحكايات، بعضها عرفنا عنه شيئا، وبعضها عرفنا عنه أشياء، وبعضها ظل مطويا حبيس الصدور والمكاتب والقاعات المغلقة، كنز من الأسرار لا يعرف عنه أحد شيئا، لابد من الوقوف طويلاً وكثيراً.. فأنت أمام كنز من الحكايات والكواليس لا يعرفها أحد.. لم يتحدث صاحبها من قبل.. كل ما ينشر على لسانه غير موثق إلا قليلاً.. المشهد يجبرك على التركيز: التوقيت والدلالة والمكان لهم أهمية.. وعلامات الاستفهام أيضاً على مر أكثر من 30 عاماً قضاها مبارك فى السلطة تحتاج إلى إجابات..
وكما قلت مسبقاً أختلف أو أتفق مع مبارك.. بسياساته وحكمه وسلبياته وإيجابياته إن كنت من المؤيدين أو المعارضين، فكلنا هذا الرجل، لكن ما لا ينكره أحد أن مبارك كان حاكما لمصر، وأن ثلاثين عاما من عمر مصر كانت معلقة بين يدى هذا الرجل، وهو ما يجعل الصغير قبل الكبير فى غاية التهلف لمعرفة ماذا قال هذا الرجل عن حكمه وعهده؟ علاقته بابنيه علاء وجمال ووزير داخليته اللواء حبيب العادلى.. رأيه فى صدام حسين والشيخ زايد والعدوان على العراق وأمريكا وإسرائيل.. مفاجآت وأسرار مهولة تذهل منها.. ماذا قال أيضاً عن 25 يناير.. وهل يراها ثورة أم لا؟.. رأيه فى المجلس العسكرى وقيادته البلاد؟ ماذا قال عن المشير طنطاوى وكيف يرى الفريق سامى عنان؟ وكيف وصل مرسى للحكم ومصر تحت قبضة الإخوان؟ وما علاقة الجماعة بحركة حماس وما يثار حول مسؤوليتهم عن الإرهاب فى غزة؟ وحتى بعد خروجه الأمر لا يزال يحتاج مزيداً من التوضيحات، والأهم من هذا كل هو رأيه فى الفريق أول عبدالفتاح السيسى، ماذا جرى فى التحقيقات المتعددة التى أجرتها النيابة معه، من زاره وكيف كان يعامل؟ الأزمات التى شهدتها مصر فى عهده، والأزمات التى شهدتها مصر بعده؟ ما رأيه فى قرض صندوق النقد الدولى؟ وكيف كان ينظر إلى أزمة مياه حوض النيل وسد النهضة.. وغيرها..
أخيراً بقيت أزمة.. لا تتعلق بالقانون أو الأخلاق بل تتعلق بالأمن القومى.. أنت أمام خيارين أحلاهما مر.. إما أن تتمكن منك شهوة السبق الصحفى فتتورط فى نشر معلومات خطيرة تضمنتها التسجيلات فتتسبب فى توتر دولى فى العلاقات بين مصر وشقيقاتها العربية من جهة.. وبينها وبين حلفاء إقليميين من جهة أخرى.. معلومات من قبيل كيف تصرفت مصر مع دول أفريقيا فى خضم أزمة مياه النيل.. فضائح بحجم «ووتر جيب» جديدة.. وسطاء وأسماء رؤساء كانت تتلقى مبالغ مالية لعدم التوقيع على اتفاقية عنتيبى بما يهدد بموجة غضب هناك بل ومحاكمات من شعوب تلك الدول لرؤسائهم بتهمة الخيانة العظمة والتآمر على مصالح البلاد العليا.. معلومات تزلزل الأرض من تحت قدميك وتهدم الصورة التاريخية للعرب فى حرب أكتوبر عندما تعلم أن من سرب توقيت المعركة هو رئيس راحل يفترض أن يكون فى أول صفوف القتال.. فنتأكد أن مصر فى غنى عن كل ذلك الآن.
هنا وعلى صفحات «اليوم السابع» عبر حلقات امتدت عدة أيام استطعت عزيزى القارئ أن تقرأ وتتلمس ما يمكن وصفه ب«الانفراد التاريخى» مكتمل الأركان لمذكرات مبارك عبر تسجيلات صوتية لأكثر من 3 ساعات كاملة يتحدث فيها عبر توقيتات مختلفة بدءًا من 20 يونيو الماضى أى قبل الثورة الأخيرة، وما بعدها حتى أغسطس الماضى وقت إخلاء سبيله ووضعه تحت الإقامة الجبرية..
الشاهد فى هذا الانفراد التاريخي.. أنك ستجد نفسك أمام شخصية تجاوزت الخمسة وثمانين عاماً من عمرهاً.. لكنها تتمتع بحيوية ذاكرة شاب فى العشرينيات.. يدقق ويحكى بتفاصيل شديدة الترتيب.. يضرب الأمثال ويدلل على صحة كلامه.. على دراية كاملة بما يدور حوله.. يتناقش مع الآخرين حول أسعار الخضراوات والفاكهة والمواصلات والصرف الصحى والحياة ويستمع لآرائهم فى الأحداث السياسية والاقتصادية والدولية.. يتابع ما ينقل عنه وما يحدث فى وسائل الإعلام من مظاهرات ومؤتمرات وفعاليات.. يضحك ويحزن كثيراً.. لديه رغبة كبيرة فى السرد والتذكير والتوضيح.. ربما لكثرة ما يضيق به صدره من الأسرار أو لتبرئة نفسه أمام التاريخ من جهة وتحسين صورته أمام الرأى العام من جهة أخرى..
عزيزى القارئ قدمنا لك كل ما فى التسجيلات بأمانة ومهنية شديدتين لم نتدخل فى شىء - حتى وإن اختلف مع قناعاتنا - إلا فيما يتعلق بحساسية الأمن القومى للبلاد، وهو عرف يجعل من الصحفى يده مغلولة أمام ما يضر سلامة الوطن.. يمكنك الرجوع إلى النص الأصلى وهو متاح كاملاً أول بأول لم نكن نبتغى من وراء ذلك سوى الله ثم الوطن ومجد المهنة حتى وإن نالتنا سهام الاتهام دون غرض أو هوى شخصى.
مؤرخون يؤكدون أهمية تسجيلات المخلوع فى كتابة التاريخ وضرورة تحليلها بدقة لكشف أخطاء النسيان والتبرير
أكد عدد من المؤرخين والباحثين التاريخيين أن التسجيلات التى نشرتها جريدة «اليوم السابع» للرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك من الممكن اعتبارها أحد المصادر المهمة لكتابة التاريخ خلال فترة حكم المخلوع، والتى استمرت طوال ثلاثين عاما، خاصة بعد موافقته على نشر التسجيلات بالجريدة، مما يؤكد صدق تلك التسجيلات، وما شملته من تحليلات وآراء وقرارات مصيرية تخص العلاقات المصرية الإسرائيلية، إضافة إلى الدور الذى لعبته مصر فى المنطقة العربية، وكذلك العلاقات الأمريكية المصرية المشتركة، كما ستفيد تلك التسجيلات فى الكشف عن جوانب جديدة من أحداث الثورة المصرية، وما تبعها من تغيرات سياسية، ونجاح جماعة الإخوان المسلمين فى السيطرة على الحكم، ولكن يجب النظر إلى تلك التسجيلات بحذر، ومقارنتها بالمصادر الموثقة الأخرى، وذلك حتى نتجنب الوقوع فى فخ التبريرات والآراء الشخصية التى حفلت بها تسجيلات المخلوع.
يقول المؤرخ دكتور عاصم الدسوقى، إن هناك أمرا لابد من التأكد منه أولا، وهو صحة نسب التسجيلات إلى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، فرغم إعلان فريد الديب، محامى الرئيس المخلوع، موافقته على استمرار نشر التسجيلات بالجريدة، فإنه عند الدراسة التاريخية العلمية للتسجيلات ينبغى التأكد من صدقها عن طريق تحليل البصمة الصوتية التى تشبه تحليل ال«دى إن إيه»، أو البصمة الوراثية للإنسان، وفى الدراسات التاريخية نستخدم منهج نقد النقد، والذى يعنى السعى الدائم للتأكد من مصداقية الوثيقة، فالتزوير فى المصادر التاريخية وارد، وبرامج «الفوتو شوب» تساهم فى تزوير الفيديو، فماذا عن الصوت؟!
ويذكر المؤرخ عاصم الدسوقى واقعة تزوير شهيرة لمذكرات أدولف هتلر، والتى حدثت فى الثمانينيات من القرن الماضى، حيث أعلنت إحدى الجرائد الألمانية نشرها مذكرات سرية لهتلر بخط يده عثر عليها فى أحد الأحياء القديمة بألمانيا، وحصلت عليها الجريدة عن طريق أحد مصادرها، وبعد النشر كشف أحد المؤرخين الألمان زيف تلك المذكرات، بعد اكتشافه ورود عدد من التعبيرات بها، والتى ما كانت تستخدم فى عصر هتلر، وتبين بعد مراجعة الجريدة لمصدرها أنه عامل بناء كان يمر بضائقة مادية، وقرر تزوير المذكرات، وقام بدفنها، والعثور عليها بعد أسبوع، وبيعها للجريدة.
ويختلف دكتور عاصم الدسوقى حول انعكاس حالة المخلوع الصحية على دقة التسجيلات، مؤكدا أن صوت المخلوع كان واضحًا، وعبارته منظمة، الأمر الذى يوحى بإمكانية الاعتماد على ما ورد فى التسجيلات من معلومات، ويؤكد أيضا أنه كان يدعى المرض خلال محاكمته بتهم قتل المتظاهرين، لكسب تعاطف الشارع.
ويقول جمال شقرا، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، إن ما صرح به الرئيس المخلوع يدخل فى إطار ما يسمى بشهادات المعاصرين والمشاركين فى الأحداث، وإن شهادته بما احتوتها من تفاصيل تخضع لمنهج البحث العلمى، والنقد والتاريخى، حيث ستخضع لمقارنة بينها وبين آلاف من الروايات الأخرى عن نفس الأحداث التاريخية التى تناولها المخلوع، كما يمكن اعتبار تسجيلات المخلوع مادة علمية تساهم فى استرداد الوقائع التاريخية، ولا تثبتها بشكل قاطع، مثال على ذلك ما ذكره المخلوع بشأن اتهامه لإسرائيل بأنها تسعى إلى دفع سكان غزة إلى سيناء، حيث قال إنه قبل الثورة بستة أشهر جاء نتنياهو، رئيس وزراء دولة الكيان الصهيونى السابق، ومعه خريطة، وقال للمخلوع إنه يريد إدخال سكان غزة إلى سيناء، وقتها رفض المخلوع ذلك، مؤكدا أنه لا يملك التصرف فى حدود مصر.. المعلومة السابقة لا يمكن الاعتماد عليها فى كتابة التاريخ إلا بعد مقارنتها بالروايات الإسرائيلية والأمريكية وروايات المحيطين به من مستشارين ومسؤولين، كما يلزم الاطلاع على الرسائل المتبادلة بين كل من الخارجية المصرية والإدارة الأمريكية من جانب، والإدارة الأمريكية ودولة الكيان الصهيونى من جانب آخر، إضافة إلى الاطلاع على المكاتبات المصرية الإسرائيلية خلال تلك الفترة التاريخية، ومن خلال كل ذلك يمكننا توثيق صدق كلام المخلوع أو نفيه.
كما أن التسجيلات تحمل عيوب كتب الذكريات، والتى تختلف عن المذكرات فى كونها أقل دقة ومصداقية، فاليوميات أو المذكرات تكتب خلال وقوع الأحداث، بهدف تسجيلها، ولا يعلم صاحبها خلال كتابتها أن الباحثين سيطلعون عليها، ويهتمون بدقة أحداثها، فى حين أن كتب الذكريات يضعفها- كما يضعف شهادة المخلوع- الذاتية والتبرير وعدم الدقة، خاصة أنها تحكى عن وقائع بعد سنوات من حدوثها، وربما تكتب على فراش المرض، كحال تسجيلات المخلوع، هنا يكون الخطأ واردا.
أما ما ذكره المخلوع عن سلفه الرئيس المعزول محمد مرسى فيجب الاعتماد عليه بحذر، لأن المعزول يمثل له خصمًا سياسيًا، وقد يشوب شهادة المخلوع عنه شىء من الرغبة فى الثأر والانتقام، نفس الأمر بالنسبة لباقى خصوم الرئيس المخلوع، إلا إذا كان رأيه حولهم يتفق مع آراء أخرى، ويعبر عن اتفاق عام.
وترى الدكتورة زبيدة عطا الله، أستاذة تاريخ العصور الوسطى، عضو اتحاد المؤرخين العرب، أن أهم ما فى تسجيلات الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك أن المخلوع حكم مصر طوال فترة 30 عاما، حدث خلالها الكثير من التغيرات على المستويين الاجتماعى والسياسى، ليس فى مصر وحدها، ولكن فى جميع دول الوطن العربى المحيطة.
وتؤكد «زبيدة» أنه بالرغم من أن التسجيلات أبرزت حرص الرئيس المخلوع على السيادة الوطنية للبلاد، والحفاظ على حدود مصر ضد أى تدخل أجنبى، الأمر الذى سيساعد باحثى الشؤون السياسية، خاصة بالنسبة للعلاقات الإسرائيلية المصرية خلال حكم المخلوع، فإن شهادته يجب التعامل معها بحذر، مع تحليلها بدقة، تماما كما حدث مع مذكرات الزعماء السياسيين السابقين، من أمثال سعد زغلول، وأدولف هتلر.
مثقفون: يجب أن نأخذ تصريحات «مبارك» بجدية وحذر
أثار ما انفردت به «اليوم السابع» من تسجيلات تضمنت العديد من التصريحات المهمة للرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك آراء العديد من الأدباء والمثقفين. وقال الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى إن مبارك لم يعد له الحق فى أن يتحدث عمن يجب أن يحكم مصر، لأنه هو نفسه لم يلتزم بالقواعد التى يجب الالتزام بها، وجلس فى الحكم حتى أخرجه الشعب، مضيفا أنه ينصح مبارك بأن يكتب مذكراته ويشكر المصريين لأنهم تعاملوا معه بأدب، ولا يمكن أن ننكر دوره فى حرب أكتوبر 73 وأنه لم يهرب إلى خارج مصر، ولكن ممارسته للسلطة شىء آخر، مؤكدا أن المصريين لن يقبلوا حكم العسكر، ولا الضباط يمكن أن تكون لهم رغبة فى السلطة، وأننا بحاجة إلى الديمقراطية، ومبارك لم يعد له الحق فى التوصية أو النصح فيمن يحكم مصر.
وقال الروائى صنع الله إبراهيم إننا كشعب مصرى ندرك الدور التخريبى الذى كان يقوم به الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وما فعله فى حياة مصر، وأن كل تصريحاته يجب أن ننظر إليها بكل حذر، مؤكدا أننا حاليا بحاجة إلى رئيس يدرك ويستجيب لمطالب ومصالح الشعب المصرى، سواء أكان رجلا عسكريًا أم مدنيًا، فليست هذه المشكلة، إنما المشكلة هو أن يحقق مطالب هذا الشعب، فمطالبه إلى الآن غير محققه.
بينما قال الكاتب الروائى سعيد الكفراوى إن الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك يحاول التوسل للشعب المصرى لرحمته فى شيخوخته، موضحا أن مبارك لم يأت بجديد، فهو غائب عن المعلومات وعن الشارع، وتصل له شائعات يضيف لها تعليقًا، ويطلق هذه الكلمات التى لا تعنى شيئا. وأوضح الكفراوى أن الجديد الذى أتى به مبارك هو طلب نتنياهو عندما قال له «لو سبنا بتوع غزة يروحوا على سيناء»، والتمجيد فى وزير داخلتيه حبيب العادلى، وأنه كان يحكم بقبضة من حديد.
وأعرب الكفراوى عن رفضه لما أسماه حكم العسكر، وتحت أى ظرف من الظروف.
بينما قال الروائى يوسف القعيد إن كلام الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك بأن الرئيس المقبل لابد أن يكون حاكمًا عسكريًا هو لأنه أحد أبناء المؤسسة العسكرية، ودائما ما ينحاز أبناء المؤسسة العسكرية إليها، موضحا أننا لابد أن نلقى نظرة على الحياة المدنية، ونعطى للشعب فرصة ليختار رئيسًا مدنيًا وسيكون أفضل لنا جميعًا. وأكد «القعيد» أنه إذا ظل البلد فى حالة الغياب الأمنى والإرهاب فلا مفر من كلام حسنى مبارك، وسيقبل الشعب بقبول حاكم عسكرى، ويتحقق كلام مبارك.
وقالت الكاتبة فتحية العسال، إن ما قاله مبارك فى تسجيلاته التى انفردت بنشرها «اليوم السابع» سبب إضافى يزيد كرهنا له ولفترة حكمه ولأتباعه الذين يفخر بهم فى حديثه، ويجعلنا لا نرضى بمثله أن يكون رئيسًا لمصر.
وأكدت «العسال» أن «مبارك» و«مرسى» هما أتباع الأمريكان، ويعملان لصالح إسرائيل، وحفظ أمنها، وهذا ما يرفضه الشعب المصرى، ولن يقبله مرة أخرى.
وقال الشاعر عبدالمنعم رمضان، فى تصريحات خاصة ل«اليوم السابع»: برأيى أن «مبارك» يدافع عن نفسه، وعن زمنه، وعن اختياراته، ويعتبرها اختيارات صائبة، ولولا تلك المؤامرة التى شاركت فيها القوى الكبرى فى العالم وهى أمريكا، ما سقط نظامه، فهكذا يتصور، الغريب والمدهش أنه بعد الموجة الثانية للثورة، وهى موجة 30 يونيو، خرج علينا كثيرون يقولون ما قاله «مبارك»، وهؤلاء يحتلون مساحة كبيرة من المشهد السياسى الآن، ولا أظن أن ما يقوله «مبارك» يمكن أن يكون محل اعتبار من الفكر السياسى الذى نريد له أن ينتصر.
وأشار «رمضان» إلى أن للكاتب الكبير فتحى غانم رواية اسمها «الغبى» وفيها يصل بطله الغبى إلى أعلى المناصب، ربما لأنه صاحب هدف واحد، والأذكياء دائمًا هم أصحاب أهداف كثيرة، يضيعون معها، وربما لأن «الغبى» لا يثير غيرة أحد، فلا يحاربه أحد، لو أن فتحى غانم كتب هذه الرواية هذه الأيام لتصورت أنه كان يقصد «مبارك» ثم تصورت أنه كان يقصد محمد مرسى.
وقال الكاتب الدكتور عمار على حسن إن حديث مبارك حول الثورة أنها كانت تعد منذ 2005 بمساعدة الأمريكان هو إدانة له، لأنه لو كان حاكمًا رشيدًا كان أجرى إصلاحات سياسية واجتماعية لتسد الطريق أمام ما يسميها المؤامرة، لكن مبارك تشبث بالسلطة وتوريثها، وأى نفى لنية التوريث من جانبه هو محض كذب وافتراء لأن جمال كان يعامل معاملة الرئيس، وكان ضالعا فى إدارة شؤون الحكم منذ عام 2005 بل كان بعض الوزراء ينظرون إليه على أنه الرئيس الحقيقى مع توعك صحة مبارك وذهابه لشرم الشيخ.
إفيهات مبارك.. السيسى «عُقر».. وبن جاسم «دلدول».. وأردوغان «ملوش صاحب»..و«بتوع أفريقيا كانوا بييجوا يتفسحوا»
«عقر»، «دلدول»، «خلص ولزق»، «كبر مخك»، «ملوش صاحب»، لم تكن هذه الإفيهات فى أحد أفلام نجوم الكوميديا، بل ألفاظ وإفيهات، تحدث بها الرئيس الأسبق حسنى مبارك، خلال التسجيلات التى انفردت «اليوم السابع»، بنشرها.
تعليقات مبارك فى تسجيلاته تحدث فيها بتلقائية لأن الرئيس المخلوع استخدم هذا الأسلوب من قبل فى خطابات ومحافل رسمية عدة، وفى مواقف كذلك.. عبارات تحولت إلى أيقونات لثورة 25 يناير لن ينساها التاريخ مثل «كبر مخك» أو «خليهم يتسلوا».
«السيسى طلع عقر»
خلال التسجيلات المسربة للرئيس الأسبق مبارك، وصف الفريق أول عبدالفتاح السيسى بأنه «عقر» حيث يتحدث الطبيب الخاص لمبارك قائلاً: «شفت أهوه السيسى مطلعش إخوان».. فى إشارة إلى أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع ساند الجماهير، وانحاز للثورة ضد الرئيس محمد مرسى، وأطاح بالإخوان المسلمين.. فأجاب مبارك ضاحكاً: «لا ده طلع عقر».
«حمد بن جاسم دلدول»
خلال هذه التسجيلات أيضا وصف حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى، بأنه دلدول، وحين سأل الطبيب المعالج، عن بن جاسم رد مبارك: «الشيخة موزة مبتحبوش.. هتسيبه شوية وهتشيله، لأنه الدلدول بتاعهم – وهو لفظ شعبى دارج يدل على أنه شخصية تابعة وليس مستقل الإرادة فى القرارات».. ويتابع مبارك: «أنا كنت راكب معاه العربية مرة وقولتله إنت حرامى الدوحة».
«دول ولاد....»
يقول مبارك: «الخليج كله واقف معانا ما عدا الملعونة قطر».. فيرد طبيبه: «والله دول إمبارح بعتولنا شحنة غاز».. فيرد مبارك: «ما يبعتوا.. دول ولاد «...» بيصرفوا على الإرهابيين».
«خلص خلص ولزق فى الكويز»
وفى تعليقه على اتفاقية الكويز قال مبارك «وزير التجارة رشيد محمد رشيد قعد يقولى خلص خلص ولزق فى الكويز، لكن أنا فى النهاية أخذت اللى أنا عايزه، أنا كنت عايز أصدر، ومش عايز منهم حاجة، والبعد عن الشر غنيمة، وضحكت عليهم».
«الكونجرس الملعون»
يقول الرئيس الأسبق: مرة جالى وفد من الكونجرس الأمريكى الملعون بيقولى إحنا عايزين نخفض المعونة العسكرية من مليار و300 مليون دولار إلى 700 مليون، قولتلهم انتوا حرين ديه فلوسكو وانتو أحرار، عايزين تاخدوها خدوها.. و«بتوع أفريقيا كانوا بييجوا يتفسحوا»
«أردوغان ملوش صاحب»
وفى تعليقه على رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، قال إنه مالوش صاحب حين سأله طبيبه الخاص: «هو علشان أردوغان إخوان صرف يعنى.. النهارده أعلنوا وقف كل العلاقات والاتفاقيات مع مصر».. يسأل مبارك: «مين اللى وقفوا».. يجاوب الطبيب: «هما الأتراك أعلنوا.. رغم إن مصر بقيت سوبر ماركت تركى، سوق كويس بالنسبه لهم.. تخش أى حاجة تلاقيها تركيا.. جزء تركى وجزء صينى.. فأردوغان واقف وقفة شديدة مع مرسى».. يقاطعه مبارك: «ده كان بيصدرولنا من غير جمارك.. أحسن إنهم وقفوا كل حاجة.. وبعدين أردوغان ده ملوش صاحب.. قبل كده كان هو وسوريا أصدقاء جدا.. لكن قلب عليهم». طريقة مبارك فى استخدام الألفاظ العامية لم تقتصر على هذه التسجيلات، وإنما كان يتبع هذا الأسلوب حتى فى خطاباته الرسمية قبل الثورة.
«خليهم يتسلوا»
«خليهم يتسلوا» أشهر عبارات مبارك التى قالها قبل الثورة فى خطاب افتتاح آخر برلمان فى عهده عام 2010، تعليقا على تشكيل حركات ضده، وقال مبارك «إننا نسعى خلال المرحلة المقبلة لتحرك لتطبيق اللامركزية مش برلمان موازى، لا.. أوعوا تصدقوا» متابعا «خليهم يتسلوا».
«كبر مخك»
هو أنا هقعد أفر فى كل حاجة يا راجل كبر مخك، عبارة أخرى أضافها مبارك لرصيده فى الخطابات، قالها خلال مؤتمر الحزب الوطنى.
عبارة أخرى.. «ولاد الكلب دول يا حسام هروك ضرب»، أثناء استقبال مبارك للمنتخب المصرى خلال عودته بكأس بطولة الأمم الأفريقية عام 1998، قال مبارك لكابتن الفريق حسام حسن «ولاد الكلب دول هروك ضرب يا حسام»، إلا أن التليفزيون المصرى قام بحذف هذه الجزئية من الفيديو لاحقاً.
لغة مبارك فى الحوار واستخدامه لهذه الألفاظ، انتقده الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الذى أشار فى الحلقة السابعة من كتابه «مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان»، أنه كان يستغرب من لغة مبارك فى الحوار، وما كان يقوله من ألفاظ لا تليق به كرئيس دولة، مثل كلمة «لا مؤاخذة»، وأن مبارك أوضح له أن سبب غرابة ألفاظه البيئة العسكرية التى تعود عليها. وحكى هيكل أن الرئيس السابق أخبره بأن زوجته سوزان، حينما لاحظت غرابة ألفاظه بعد زواجهما، عملت على تربيته من جديد، وأنها نجحت فى ذلك بعض الشىء، إلا أن هيكل أكد أن سوزان لم تنجح فى تربية الرئيس السابق ولا شىء.
وأضاف مبارك قائلا: سوزى حاولت تربينى من جديد، منذ زواجى بها، وقد نجحت إلى حد ما، وأنه واع لهذه المشكلة، وحريص ألا تفلت منه كلمة أثناء خطاب عام».
على الفيس بوك منافسة بين أبناء مبارك والثوار والإخوان فى التعليق على التسجيلات
ما بين شيطان يعظ وخبير يحلل وأب اشتقنا لسماع صوته، تباينت ردود أفعال النشطاء والقراء على شبكات التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر على تسجيلات الرئيس الأسبق مبارك، والتى انفردت بنشرها «اليوم السابع» على مدار 3حلقات ماضية.
فقال أحد مشتركى «تويتر» تسريب تسجيلات مبارك حول مصر وعلاقاتها وثورتها، هى بلا شك رسائل إلى الأصدقاء والأعداء على حد سواء، وبعلمه وليست عفوية، وإنما هى تسجيلات مدروسة ومحبوكة.
بينما قال أحد المتابعين على الفيس بوك والذى وصف نفسه بأنه من أبناء مبارك، إن التسجيل الصوتى الذى تنشره «اليوم السابع» سجل بخسة وندالة حيث سجله طبيب دون علم الرئيس مبارك، حينما يتبادلون الحديث، ولكن كل ما قيل على لسان الرئيس مبارك يثبت وطنيته وحبه لمصر، وأهم ماقاله أنه لم يكن يفكر فى ابنه رئيساً لمصر، لأن رئيس مصر يجب أن يكون من أبناء القوات المسلحة.
ليأتيه سيل من التعليقات منها مبارك أصبح الآن الرجل البطولى ونسى أنه غير الدستور، وزور الانتخابات علشان ابنه يكون مكانه فى الوسية بتاعة أبوه، وكانت سوزان صاحبة الكلمة، وجمال وعلاء سرقوا البلد والقصور فى بريطانيا وأمريكا وسويسرا غير شرم الشيخ، وكل دول العالم، مع إنى ما سمعت فى يوم من الأيام أن جمال وعلاء فتحوا شركه صغيرة ثم أصبحت كبيره ولكن فتحوها كبيرة على طول.
ويضيف آخر: ولمن تم تعديل المادة 76 من دستور 1971 لجمال مبارك طبعا.
وقال آخر تشعر من تعليقات المخلوع وتحليلاته أن هذا الرجل كان يدير مصر بالبركة بدون فكر أو إدارة أو أى شىء، وواضح جداً أن معلوماته كلها يستقيها بالسمع من اللى حواليه.
وتحت عنوان «وقتك انتهى» قال احد المتابعين على تويتر، «ياريت يا مخلوع تروح تونس، المعزول فى السجن، وتكدبوا على بعض هناك إحنا قرفنا منك ومن الخرفان اللى إنت كنت تخوف بيهم الأمريكان، لو شالوك يبقى حيتعاملوا مع إرهابيين، يا ريت تركن يا كنز إسرائيل الاستراتيجى جنب صاحبك حبيب بريز».
بينما ذكرت صفحة هنا الميدان «مسجد كنيسة وبرلمان» عددا من انجازات المشير عبدالحليم أبوغزالة وزير الدفاع الأسبق الذى قال عنه مبارك، إنه وافق على إنشاء قاعدة عسكرية خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية فى محافظة الشرقية، فى الوقت الذى رفض مبارك الفكرة، وقام بإقالة أبو غزالة، ومن إنجازات أبو غزال بحسب الصفحة، قام بتصنيع وتطوير قنابل الدفع الغازى والتى تنتمى لعائلة القنابل الارتجاجية، وهى بمثابة قنابل تكتيكية دون تأثير إشعاعى، وردا على عنف الداخلية وجبروت حبيب العادلى وزير داخلية مبارك، قال أحد القراء، الشخصية المصرية اتغيرت بعد ثورة 25 يناير، ومبارك هو من أضاع ثلاثة أجيال من المصريين، وإن كان قدم لمصر شيئا، فأخذ أضعاف أضعافه، مقارنة بمن قدموا كل شىء حتى روحهم، ولم يحصلوا حتى على حقهم المشروع.
مفيد فوزى: التسجيلات شهادة للتاريخ ومكرم محمد أحمد نشر أخباراً دون موافقة مبارك
وصف الإعلامى الكبير والمحاور البارز مفيد فوزى، انفراد «اليوم السابع» بتسجيلات مبارك، بأنها شهادة للتاريخ، مشددا على أن اتجاه الرئيس الأسبق لعدم مقاضاة الزميل الصحفى محمود المملوك، يعبر عن احترامه لحرية الصحافة، حتى وهو سجين، وقال فوزى، فى تصريحات خاصة ل«اليوم السابع»، إن مكرم محمد أحمد، أغضبه ذات مرة حينما نشر أخبارا طلب منه ألا ينشرها.
وحلل الإعلامى الكبير والمحاور البارز مفيد فوزى انفراد «اليوم السابع» بقوله: «مبارك نفسه عقر، لأنه استطاع أن يكشف وهو وراء الأسوار حقائق كثيرة، وهو على حق عندما قال إن العادلى يقدر يلم البلد». وتابع الإعلامى الكبير: «أنا أثق فى العادلى لمعرفته بملفات الإخوان وسلوكهم وطقوسهم وألاعيبهم، ويقدر يلمهم بالفعل، ولو كان العادلى وزيراً للداخلية الآن، لما رأينا أى مظاهرة».
ويضيف «فوزى» : «تصريحات مبارك فيها الكثير من الصواب والقليل من المبالغة، ومن هنا أرى أنه لا ينبغى أن نأخذ تصريحاته على أنها مجرد أوهام، ولكن الجالس وراء الأسوار يرى ويستطيع تكوين أفكار ويصدر أحكاماً عليها».
ويتابع مفيد فوزى: «أنا شخصيا كمحاور، الرئيس السابق مبارك كان يقول لى بعض الأخبار ويطلب منى عدم نشرها وكنت ألتزم بقاعدة الأمانة، وأكبر غضب غضبه مبارك على صحفى، كان مكرم محمد أحمد، حينما نشر شيئا طلب منه مبارك ألا ينشره».
ويتحدث الإعلامى الكبير عن أهمية التسجيلات بقوله: «التسجيلات مثلت شهادات للتاريخ. وأضاف «فوزى»: «كنت أتمنى أن يتكلم مبارك لآخر مرة فى عمل معى أو مع غيرى لكى يقول رأيه للتاريخ، لأنه من الأمانة أن نسمع صوت الرجل قبل أن يصبح مبارك خبراً».
من جانبه، أكد الدكتور صفوت العالم، الخبير الإعلامى، أن انفراد «اليوم السابع» الخاص بتسجيلات الرئيس السابق مبارك، حقق درجة كبيرة من المتابعة وأثرى مستوى النقاش العام حول جوانب مهمة طرقتها التسجيلات. وأضاف «العالم» فى تصريحات خاصة ل«اليوم السابع»، «الرأى العام فى الأماكن العامة وفى الحوارات بين الأشخاص العاديين وفى وسائل المواصلات يتحدث عن كل ما أثير بشأن التسجيلات مع مبارك، ويجب الرجوع إلى تلك التسجيلات لأنها تمثل انطباعات دقيقة وحقيقية للرئيس السابق بعيداً عن البرلمان الإعلامى».
اهتمام عالمى بانفراد «اليوم السابع»
الصحف الغربية والإسرائيلية تنقل مقتطفات من أحاديث مبارك.. ورفضه عرض نتنياهو بإعادة توطين الغزاويين فى سيناء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.