رسالة إلي القوى السياسية المدنية تحية طيبة وبعد.. أرجو من سيادتكم الإجابة على سؤال واحد فقط يمكن أن ينير لي الكثير من النقاط المظلمة في ذهني حتى الأن وهو لماذا أنتم دائمًا متأخرين؟ وللإيضاح مايلي: لقد ثار الشعب للمرة الثانية في خلال 3 سنوات، ولم يبخل عليكم بالنزول إلى الشوارع والوقوف إلى جانبكم ودعمكم لتحسين وتطوير بلده وترك لكم العنان وأطلق أيديكم لتحقيق حلم هذا الشعب المظلوم دائما لقد خلصكم من حكم مبارك الفاسد، والذي لم يكن أحدكم يجرأ على أن يتفوه ببنت شفة إلا من رحم ربي فخلصكم منه وإزاحة وترك لكم الساحة لكي تحققوا ما وعدتم به قبل أن تصلوا لصناعة القرار ولا حياة لمن تنادي أضعتم الفرصة. ولقد استعاد الشعب للمرة الثانية زمام الأمور وعزل جماعة الإخوان ورئيسها ومواليها ووضعهم في حجمهم ومكانهم وترككم لكي تديروا أمر البلاد مرة أخرى، وهذا لا يتوافر كثيرًا أن تأخذ الفرصة مرتين فالله سبحانه وتعالى يعطي الفرصه للإنسان مرة واحدة في حياته؛ ليثبت أنه عبٌد صالح ويستحق جنة الخلد أو سعير جهنم، ولا يبعث الإنسان مرة أخرى لكي يصحح أخطائه.. أما الشعب فلقد أعطاكم قبلة الحياة وبعثكم من الموت لمرتين متتالتين في سنوات قليلة.. فماذا أنتم فاعلون ؟ لقد انتقدتم سياسة مبارك في الحكم وأظهرتم كل مساوئها على الملئ، وعندما جاء دوركم لكي تصلحوا وتعوضوا الشعب عن كل ما مر به من ظلم وفساد واستبداد تواريتم، ولم تكونوا مستعدين لعمل أي شئ مما كنتم تقولون ولا تصحيح ما كنتم تنتقدون، وتركتم الساحة خالية لكي يرمح فيها الإخوان (الفصيل المنظم) ويستولي على كل ما يريد وأنتم مجرد مشاهدون لا تفعلون فقط تنتقدون، وبعد زوال حكم الإخوان مازلتم تشاهدون وتترددون وترتعشون ولا تقررون، أنتم موتورون. وبالنسبة لموقف المؤسسة العسكرية فلقد دعمتكم في الثورتين الأولى ضد مبارك لم تقدموا أنفسكم ببرامج وأهداف حقيقية ورؤية مستقبلية لهذا البلد، وتركتم الإخوان يستولوا على المعادلة بالكامل، ويقدموا أنفسهم على أنهم هم من يمثلوا الشعب كله وأنتم مازلتم مرتعشون، وها انتم تكرروا نفس أخطائكم بعد سقوط نظام الإخوان ووقوف المؤسسة العسكرية للمرة الثانية معكم وسلمتكم زمام الأمور يدًا بيد بدون وسائط أو شروط وبسم الله ما شاء الله نفس الغباء والتردد والارتعاش ألا تستطيعوا أن تكونوا فاعلين وكل ما تجيدوه أن تكونوا منتقدين؟ هل هذا تمامكم ؟ إذًا وبدون تردد أو بطئ أو حتى تفكير.. أريد أن أُزف إليكم خبر فشلكم الذريع وخيبتكم التقيلة وقلة حيلتكم وسلبيتكم الرائعة وبدون تحيز أو تحامل عليكم.. أنتم فشلة كما الإخوان تمامًا.. الفرق الوحيد بينكما هو أنهم جماعة لها أهداف شيطانية، وتسعى بدأب لتحقيقها، أما أنتم فوطنيين ولكن لا تصلحون إلا في برامج "التوك شو" لكي تملؤها بالعويل والصياح والنقد بدون فعل شئ كالذي يجلس بجانب سائق السيارة الدائم الانتقاد لقيادته، وعندما يجلس على عجلة القيادة يبدأ في سب من رصف الشارع ومسؤول الإنارة في الطريق وعدم التخطيط الجيد لدورانات الطريق وهو حتى لم يضع المفتاح في الكونتاكت.