المصلحة وأوهام السيطرة على العالم، هى العمود الفقرى للفكرة التى يشترك فيها أصحاب العمائم الإيرانية وتنظيم الإخوان الإرهابى، وهو ما حمل الطرفين على التوافق التام طوال عقود، رغم الاختلاف الطفيف فى بعض المواقف. بدأت العلاقة بين الطرفين أثناء المحاولات المستميتة للإخوان، لمحاولة التقريب بين السنة والشيعة، وبذل حسن البنا مؤسس الجماعة، جهوداً كبيرة هذا الشأن، وأسس لجنة للتقارب بين المذاهب عام 1948، وتمّت زيارات متبادلة بين الإخوان وقيادات إيرانية، حيث زار روح الله مصطفى الموسوى عام 1938، مقر الجماعة بالقاهرة، والتقى عدداً من قيادات "الإخوان"، وزار رجل الدين الشيعى نواب صفوى، سيد قطب، عام 1954، لمناقشة قضية التقريب. ومع نجاح الثورة الإيرانية عام 1979، انتقلت العلاقة إلى التأييد المطلق من قِبل "الإخوان" لحلفائهم من عمائم إيران، وتوطدت العلاقة بين الجانبين بعد ثورة 25 يناير، حيث رأى الإيرانيون فى "الإخوان" قوة حاكمة قادمة، ووكيلاً لها فى المنطقة العربية، وكان المرشد الإيرانى على خامنئى، أول المهنئين للإخوان، بنجاح ثورة 25 يناير، وبعد فوز محمد مرسى برئاسة مصر، ظهرت العلاقة بين طهران والإخوان بشكل معلن أمام العالم كله، وتم تتويج هذه العلاقة بقيام الرئيس الإيرانى حينها أحمدى نجاد بزيارة لمصر، وزيارته مسجد الإمام الحسين، فى الوقت الذى أعلنت فيه الحكومة الإخوانية، التى حكمت مصر فى هذا الوقت عن فتح الباب على مصراعيه للإيرانيين والشيعة، للوجود وممارسة طقوسهم فى مصر. واستمرت العلاقات بين الجماعة الإرهابية وإيران، وأصبحت إيران ملاذاً آمناً لعدد من القيادات الإخوانية الهاربة من مصر، بعد ثورة 30 يونيو، وجاءت الأحداث الأخيرة بعد مقتل قاسم سليمانى، ليقف قيادات الإخوان وحركة حماس فى مراسم عزاء "سليمانى"، ليبكوه ويطلقوا عليه وصف شهيد القدس، رغم ما قام به ضد المسلمين السنة فى سوريا والعراق. "أبوالسعد": "حماس" بكت "سليمانى" قاتل الفلسطينيين فى مخيم اليرموك قال طارق أبوالسعد، القيادى الإخوانى المنشق، ل"الوطن"، إن العلاقة بين الإخوان والنظام الإيرانى وطيدة وليست هامشية، فمؤسس الإسلام السياسى السنى هو حسن البنا، ومؤسس الإسلام السياسى الشيعى هو الخمينى، ف"الإخوان" ونظام الخمينى كلاهما يقوم بدور وظيفى متكامل، وبعد نجاح ثورة 79 الخمينية، كانت أول طائرة تنزل لمطار طهران هى طائرة الخمينى، قادمة من فرنسا، ثم طائرة وفد الإخوان، بقيادة يوسف ندا للمباركة والتأييد. وأضاف "أبوالسعد": "العلاقة بين الطرفين قائمة على فلسفة واحدة، وهى الوصول إلى الحكم عبر استخدام الدين لتحقيق المصالح السياسية، فكل قادة المجاهدين الأفغان والقاعدة، يهربون إلى إيران رغم ما يُقال على الشاشات من الخلاف والعداء السنى الشيعى، فتلك مقولات إعلامية، لكن الحقيقة كلاهما يستخدم الآخر لتحقيق مصالحه. وتابع "أبوالسعد": "(الإخوان) تنظر إلى نظام الخمينى على أنه دولة مسلمة وأحد نجاحات الإسلام السياسى فى تأسيس وإنشاء دولة، ويجب الاستفادة من تجربتها، ورغم الاختلاف الذى حدث بين حماس وإيران حول سوريا، فإن حماس بكت قاسم سليمانى ووصفته بشهيد القدس، رغم أنه قام بقتل الفلسطينيين فى مخيم اليرموك بسوريا، وقتل مئات الفلسطينيين". "الزعفرانى": فكر "الإخوان" خليط بين السنة والشيعة والخوارج وقال خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى المنشق، إن "الإخوان" ونظام الخمينى قائمان على مبدأ التقية والسمع والطاعة، ففكرهم قائم على الأمة قبل الدولة، وإقامة الإسلام عن طريق التنظيمات المسلحة، وأول من أسهم فى إنشاء النظام الإيرانى السياسى هو حسن البناء حينما التقى وفداً إيرانياً فى السعودية ووفداً آخر فى زيارته لمصر، كذلك كانت الجماعة أول المباركين بثورة الخمينى. وأوضح "الزعفرانى" أن "الإخوان" هاجمت الرئيس أنور السادات بسبب استضافة مصر لشاه إيران، وأخرجت مظاهرات لرفض وجوده ودعم ثورة إيران، لذلك دائماً ما أقول إن فكر "الإخوان" قائم على الخليط بين السنة والشيعة والخوارج. "عيد": الجماعة طلبت دعم إيران لتنفيذ تجربة الحرس الثورى بمصر وقال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن العلاقات الإخوانية الإيرانية ضاربة فى العمق، وهو ما حمل إيران على عرض 100 مليار دولار أثناء حكم الإخوان فى مصر، حتى يكون للشيعة دور أكبر فى مصر، وتكوين حزب شيعى قوى تكون له كلمة مسموعة فى أروقة الحكم، وقد وافقت الجماعة، وكان المخطط يقضى باستقبال السياح الشيعة، ثم توسيع الدور شيئاً فشيئاً، وقد أدى رفض التيار السلفى للأمر إلى عرقلة المخطط أو تهدئته، ثم جاءت 30 يونيو لتجتثه تماماً. وأضاف: حضرت قيادات كبرى من الجانب الإيرانى، لتقديم المشورة والدعم للنظام الإخوانى فى مصر، وطلبت منهم الجماعة المساعدة والدعم فى تنفيذ تجربة الحرس الثورى فى مصر، وتجهيز مجموعات عسكرية وإقامة المعسكرات فى سيناء، وعمل جيش موازٍ مثل الحرس الثورى، لكن الدولة المصرية أوقفت كل تلك المخططات.