ما أن أعلن التشكيل الجديد للحكومة الفرنسية بقيادة مانويل فالس حتى توالت ردود الأفعال اليوم ما بين التفاؤل في عيون الحزب الاشتراكي الحاكم، وانتقادات من جانب اليمين المعارض، وتنبؤ بالفشل من ناحية اليمين المتطرف. ورحب جون بييربيل، رئيس مجلس الشيوخ (الاشتراكي)، بتشكيل ما وصفه بأنه "فريق متماسك ومتكافىء، 8 وزراء و8 وزيرات، بقيادة مانويل فالس". وأضاف "بيل"، في بيان صحفي، أنه مع 16 وزيرا، ستستمر الحكومة في العمل على الفور لتسريع الإصلاحات وتحقيق العدالة الاجتماعية. مضيفا أن وزارة "فالس" ستحشد جهودها لمواجهة البطالة وتحقيق التعافي الاقتصادى من خلال تطبيق "ميثاف التضامن" الذى أعلن عنه الرئيس فرانسوا أولاند. واعتبر رئيس مجلس الشيوخ أن الحكومة الجديدة "سوف تلبى التوقعات التى أعرب عنها الفرنسيون". روح التفاؤل من قبل أعضاء الاشتراكي عبر عنها أيضا هارليم ديزيريه، أمين عام الحزب اليساري الحاكم والذي رحب بتشكيل حكومة، مانويل فالس، بشكل سريع والتى ستعمل بلا هوادة من أجل "إعادة توجيه أوروبا". وأضاف "ديزيريه" أن حزبه سيدعم وبشكل كامل الحكومة الجديدة في المرحلة الجديدة من ولاية الرئيس أولاند (حتى 2017). معتبرا أن الحكومة الجديدة المحكمة والمتكافئة والمقاتلة ستعمل على تحقيق التعافي وخلق فرص العمل بالاضافة إلى تعزيز العدالة الاجتماعية. وأوضح أن الحكومة برئاسة مانويل فالس ستتحرك على الفور لاستعادة ثقة الفرنسيين. وفى المقابل، أعرب جون فرانسوا كوبيه، أمين عام حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" (أكبر أحزاب اليمين المعارض) عن قلقه البالغ من تشكيلة الحكومة الجديدة التى وصفها بأنها "جديرة بأن تكون حكومة للجمهورية الرابعة". وتوقع "كوبيه"، في مؤتمر صحفي عقده بعيد الإعلان عن التشكيل بمقر حزبه بباريس، أن الحكومة لن تستجيب للرسالة التى وجهها الفرنسيون في الانتخابات البلدية الأخيرة للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند. وقال بسخرية "ائتلاف مختلط يذوب، فحزب الخضر لم يعد جزءا من الحكومة بعد التمثيلية التى شهدها الفرنسيون أمس" والتى صدمتهم بعمق. وتابع "وبالإضافة إلى ذلك، قرر مانويل فالس الاحتفاظ بكريستيان توبيرا بوزارة للعدالة، بعد عامين كارثيين من السياسة العقابية، وهذا التراخي يشكل رسالة رهيبة في مجال مكافحة الجريمة". منتقدا في الوقت نفسه عددا من وزراء الحكومة الجديدة. وأضاف كوبيه "نحن في حاجة لفريق حكومى قوي، مع وجود خط سياسي واضح". وطالب مجددا الرئيس "أولاند" بالكشف أمام الفرنسيين عن تفاصيل مبلغ ال 50 مليار يورو المتعلقة بخفض الاتفاق العام، وبسحب مشروع إصلاح المدارس، وأيضا مقترح وزيرة العدل بخصوص السياسة الجنائية. كما اعتبر كريستيان جاكوب، زعيم كتلة اليمين المعارض بالجمعية الوطنية (البرلمان)، أن الرئيس الفرنسي لم يفهم "حقا" الرسالة التى وجهها له الشعب خلال الانتخابات البلدية التى جرت جولتها الثانية يوم الأحد الماضي. وأضاف جاكوب أن "المشكلة هي أنه لا يوجد سوى اثنين من الوزراء الجدد فقط في الحكومة الجديدة". ومن ناحيتها، قالت مارين لوبان، رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" (اليمين المتطرف) إنها لا ترى أي جديد فى تشكيل حكومة مانويل فالس. مضيفة "نفس الوجوه، ونفس السياسة، وبالتالى نفس الفشل". وأضافت "لوبان"، في بيان صحفى، أن الجبهة الوطنية كانت قد حذرت من أن هذا التعديل الحكومي سيكون بلا جدوى ولن يستجب لرسالة المواطنين. ومن المقرر أن يجرى رئيس الوزراء الفرنسي الجديد مانويل فالس مساء اليوم، أول مقابلة تلفزيونية منذ تكليفه بتشكيل الحكومة وذلك على قناة "تي أف 1".