هنأ رئيس مجلس الدولة في الصين (رئيس الوزراء)، لي كه تشيانج، وزير السياحة الكوبي مانويل ماريرو كروز بمناسبة تعيينه أول رئيس وزراء للبلاد منذ 43 عاما. وقال تشيانج، في رسالة تهنئة إلى كروز اليوم، إن الصينوكوبا تتمتعان بصداقة تقليدية راسخة ودائما ما تحترمان وتتفهمان وتدعمان بعضهما البعض في مسيرة التنمية والبناء الوطني للبلدين، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط". وأضاف تشيانج، أن الصين تعتزم العمل مع كوبا، واستغلال فرصة الذكرى ال60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما لتعزيز التبادلات رفيعة المستوى، وتعميق التعاون العملي في مختلف المجالات من أجل منفعة الدولتين والشعبين بشكل أفضل. وكان الرئيس الكوبي "ميجيل دياز كانيل" عين، أمس السبت، وزير السياحة مانويل ماريرو كروز "56 عاما"، رئيسا للوزراء ليصبح أول رئيس حكومة في البلاد منذ عقود، بموجب دستور جديد يسعى إلى تحقيق اللامركزية، وشغل "فيدل كاسترو" رئيسا للوزراء حتى عام 1976 عندما تم إلغاء المنصب حينما أصبح كاسترو رئيسا للحزب الشيوعي ورئيسا لمجلس الدولة ومجلس الوزراء. وتولى ماريرو أول رئيس حكومة في كوبا منذ أكثر من أربعة عقود مهامه أمس السبت بعدما أعادت الجزيرة هذا المنصب الذي كان فيدل كاسترو آخر من شغله، وتم اختيار ماريرو الذي درس الهندسة المعمارية وكان يشغل منصب وزير السياحة منذ 2004، رئيسا للحكومة في إطار تغييرات أقرت بعد مراجة الدستور في ابريل وكان بينها إعادة منصب رئيس الوزراء. خبير: "ماريرو" لم يأت ليحدث تغييرات بل للتنفيذ والإدارة وأعلن الرئيس الكوبي، عند تقديم ماريرو للجمعية الوطنية التي وافقت بالإجماع على تعيينه، أن "هذا الاقتراح حصل على موافقة المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوبي". وبعد ذلك، صافح ماريرو الرئيس الكوبي السابق راول كاسترو الذي يقود الحزب الشيوعي الكوبي، فيما قال الخبير في الشؤون الكوبية أرتورو لوبيز ليفي من جامعة هولي نيمز في كاليفورنيا، إن ماريرو "لم يأت ليحدث تغييرات بل للتنفيذ والإدارة"، مشددا على أن "الرئيس (دياز كانيل) هو من يتولى القيادة"، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس". وكان ماريرو يشغل منصب وزير السياحة منذ 2004 في آخر سنوات حكم قائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو، ثم في عهد شقيقه راوول كاسترو والرئيس الحالي دياز كانيل، وقد بدأ حياته المهنية في الحكومة في 1999 بصفته نائبا لرئيس مجموعة غافيوتا الفندقية التابعة للقوات المسلحة والتي تتمتع بنفوذ كبير، ثم اصبح رئيسا للمجموعة في العام التالي. وبقي في هذا المنصب حتى 2004. "كانيل": رئيس الوزراء الجديد قاد صناعة السياحة بطريقة تستحق التقدير وقال دياز كانيل "طوال حيته المهنية اتصف (ماريرو) بالتواضع والنزاهة والقدرة على العمل والحساسية السياسية والولاء للحزب والثورة"، موضحا أن رئيس الوزراء الجديد "قاد صناعة السياحة بطريقة تستحق التقدير، وهذا ما يشكل أحد الخطوط الرئيسية لتنمية الاقتصاد الوطني". ورأى المحلل لوبيز ليفي، أن هذا هو بالتحديد سبب امتلاك ماريرو "كل هذه الخبرة الواسعة في السياحة والعمل مع المستثمرين"، موضحا أن "هذا يؤكد أولوية هذا القطاع في استراتيجية تنمية البلاد". وكان فيدل كاسترو آخر رئيس للوزراء في كوبا في 1976، لكن المنصب ألغي عندما تولى كاسترو الرئاسة خلفا لأوسفالدو دورتيكوس بعد تعديل الدستور.وقال لوبيز ليفي، إن فيديل كاسترو كان رئيس وزراء فريدا "نظرا لوزن شخصيته"، مشيبرا إلى أن "القوة المطلقة في البلاد كانت بيد فيديل" عندما كان رئيسا للوزراء من 1959 إلى 1976 حتى بوجود دورتيكوس في منصب رئيس الدولة. وقد يعني تعيين رئيس للوزراء فصلا بين السلطات. لكن لوبيز ليفي شدد على أنه يمثل في كوبا "فصلا في الوظائف" نظرا للمفهوم الشيوعي للوحدة السياسية ولأن البلاد دولة يحكمها حزب واحد. ونص البرلمان الكوبي على أن يكون رئيس الوزراء عضوا في الجمعية الوطنية التي تضم 605 مقاعد ولا يقل عمره عن 35 عاما، وأن يكون "مواطنا كوبيا بالمولد ولا يحمل جنسية أخرى". ويتمتع رئس الوزراء بتوظيف وتسريح موظفي الدولة والإشراف على حكام المقاطعات، المنصب الآخر الذي استحدث مجددا في الدستور الجديد، وانتقد الرئيس الكوبي، أمس السبت الولاياتالمتحدة في أوج توتر بين هافانا وواشنطن. وقال إن 2019 "كان عاما مليئا بالتحديات والتوتر والعدوان" من قبل واشنطن. وأضاف أن الولاياتالمتحدة واصلت تشديد الحظر الطويل "الوحشي والجنوني" على الجزيرة، مؤكدا "لكننا ما زلنا على قيد الحياة". ومنذ وصول ميجل دياز-كانيل إلى السلطة قبل عام وثمانية أشهر، تمت إعادة توزيع غالبية الحقائب الوزارية من جديد، في مؤشر الى تغيير الأجيال.