في قلب الميدان كانت تسجل اللقطات "صورة وكتابة"، لا تخشى المواجهات الدامية وشظايا الخرطوش المتناثرة من حولها، فقط كانت تخشى أن تفوتها "اللقطة" أو أن تتأخر عن منافسيها من زملائها بالصحف الأخرى في إرسال ما يجري من أحداث. "يا رب طبطب عليا" كانت آخر ما نقل عنها عبر تدوينة لها على صفحتها الشخصية ب"فيس بوك"، ولم تكن تعلم ميادة أشرف، الصحفية ب"الدستور"، أنها ستخرج لتلقى مصرعها ويصبح قتلها لغزًا محيرًا في صراع جهنمي بين أنصار جماعة الإخوان وقوات الأمن التي تتصدى لمظاهراتهم. مقطع فيديو يتضمّن مداخلة هاتفية مع قناة التحرير لأحد المراسلين يؤكد فيها أن الشرطة هي من أصابت الصحفية الشهيدة ميادة أشرف في مقتل، لجان الإخوان الإلكترونية احتفوا كثيرًا بالمداخلة ونشروها على أوسع النطاقات وتزامن معه زعم بوابة حزب الحرية والعدالة الإخواني أن الصحفية تتبع بوابة "مصر العربية"، المحسوبة على الجماعة، وأن هناك شهادة أقر بها رئيسها المباشر في الموقع قال فيها: "آخر اتصال بينها وبيننا كان من حوالي 4 ساعات، وقالت إن الشرطة بتضرب خرطوش، وقلنا لها سلامتك الشخصية أهم من أي حاجة ابعدي عن المكان قالت حاضر وبعدها خبر وفاتها جه لنا". في الوقت الذي تبرأت فيه وزارة الداخلية من دماء الفقيدة، مشددة على أن مصرع الصحفية جاء بعد إطلاق نار عشوائي على يد عناصر جماعة الإخوان على الأهالي، ما أسفر عن إصابة الصحفية برصاصتين بالرأس والرقبة. كما أذاعت العديد من القنوات الفضائية مداخلة هاتفية سابقة للصحفية الشهيدة ميادة أشرف تتهم فيها طلاب جماعة الإخوان بجامعة الأزهر باحتجازها والاستيلاء على معداتها الصحفية. وشهود عيان آخرون يؤكدون أن الشهيدة تعرّضت لطلق ناري بالسلاح الآلي من جانب عناصر الإخوان فأُصيبت برصاصتين بالرأس وأُصيب العشرات بجوارها نتيجة الإطلاق العشوائي للرصاص. كل هذا ليبقى مصرع الصحفية الفقيدة لغزًا محيرًا بين مسلسل "تبادل الاتهامات" من الجانبين لم تتضح خيوطه بعد، ربما تكشف الأيام المقبلة عن جديد يشفي الصدور ويكشف الحقيقة الغائبة.