استطاع باسم سمرة، بملامحه الحادة، أن يغير نظرة الناس إلى النجم، ليشاهدوا أداءه، لا شكله. وقد لفت «السمرة» نظر الجميع، منذ بدايته الحقيقية فى فيلم «عمارة يعقوبيان»، واستطاع بعدها أن يقدم شهادة اعتماده للجمهور، سينمائيا ودراميا، حتى وصل بفيلمه «بعد الموقعة» إلى السجادة الحمراء فى «كان» ليمثل مصر فى هذا المهرجان، بعد اشتياق طويل. هنا يتحدث باسم السمرة عن فيلمه «بعد الموقعة» وعن مشاركته فى «كان».. * هل صحيح أن فيلم «بعد الموقعة» يوثق لأحداث «موقعة الجمل»؟ - نعم.. حيث كنا نتابع وقت الثورة تفاصيل كل ما يحدث لحظة بلحظة، حتى جاء خطاب «مبارك» الشهير الذى جعل قطاعا عريضا من الشعب يتعاطف معه، ويغادر الميدان، ثم تابعنا فى اليوم التالى «موقعة الجمل»، التى جعلت الأزمة تشتعل أكثر، وأصر الشعب على إسقاط النظام، وحمَّلوا أهالى «نزلة السمان» جميعا مسئولية هذه الأحداث الدامية. حينها كنت جالسا مع المخرج يسرى نصر الله بالصدفة، نتابع الفيديوهات التى تعرض أحداث موقعة الجمل، فلاحظت أن فى الفيديوهات أكثر من شخص أعرفهم جيدا، بحكم أنى مولود أساسا فى منطقة الهرم، وأهوى ركوب الخيل، وكنت أتعامل مع هؤلاء، ولهذا كنت متأكدا أنهم ليسوا بلطجية ولا مسجلين ولا مأجورين، وتناقشت مع «نصر الله» فى هذه الحقيقة، وكنت أقول شيئا والصورة تقول شيئا آخر، لهذا اقترحت عليه أن أصطحبه لهذه المنطقة، ليرى بنفسه على أرض الواقع صحة كلامى، وهذا ما حدث، فذهبنا إلى هناك، وتناقشنا معهم فى كل التفاصيل، فرأينا أجمل صورة لهم، من حيث الواجب والاحترام وحسن الضيافة، وفجأة وجدت «نصر الله» يقرر أنه سيحول كل هذه التفاصيل إلى فيلم. * نفهم من ذلك أن أحداث الفيلم ستبرئ أهالى نزلة السمان من أحداث موقعة الجمل؟ - من الظلم فكرة التعميم، لا يوجد شىء اسمه «أهالى نزلة السمان عملوا موقعة الجمل» ولا يوجد شىء اسمه «أهالى بورسعيد عملوا مذبحة الألتراس» وما سنعرضه فى الفيلم ليس تبرئة، لكنه توضيح جانب من الحقيقة لم يتعرض إليه أحد، ولكنى لا أريد حرق الأحداث. * ما الصعوبات التى واجهتك أثناء التصوير؟ - أنه لم يكن هناك سيناريو مكتوب يمكننا السير على خطواته، فقد كنا نتابع الأحداث لحظة بلحظة، ثم نذهب للتصوير، فالأحداث كانت متلاحقة، وغير متوقَّعة، لأن الثورة لم تكن انتهت، وأحداثها مستمرة، ففكرة التصوير مع عدم وجود سيناريو كانت مرهقة جدا، وحتى «الاسكريبت» الذى قدم للرقابة لم يتعد ال6 ورقات، لكن المؤلف عمرو شامة والمخرج يسرى نصر الله استطاعا أن يصيغا الموضوع بشكل يعوض غياب السيناريو. * هل صحيح أن أفرادا ممن اشتركوا فى موقعة الجمل من نزلة السمان شاركوا فى أحداث الفيلم؟ - لا، الممثلون فى الفيلم أشخاص من نزلة السمان فعلا، لكنهم ليسوا من قاموا بموقعة الجمل؛ لأن الفاعلين الأصليين خافوا من الظهور، فاكتفينا بسماع شهاداتهم فقط، أما الموجودون معنا فنزلوا الميدان لأنهم كانوا مؤيدين للثورة، وحاولوا نشر التوعية بين الأهالى فى منطقتهم. * حدثنى عن دورك فى الفيلم؟ - أقدم دور محمود البيطار، وهو شخص من أهالى نزلة السمان، متزوج ولديه طفلان، ذهبوا جميعا إلى ميدان التحرير وقت موقعة الجمل، وسنرى من خلال هذه الشخصية جوانب إنسانية كثيرة لم تتضح من قبل. * ماذا تمثل لك مشاركتك فى مهرجان كان؟ - أنا فى منتهى السعادة لمجرد المشاركة فى مهرجان بحجم «كان»، وأرى ذلك فى حد ذاته صفعة على وجه الجهلة وطيور الظلام الذين يريدون تقييد حرية الإبداع، وأتمنى أن يكرمنا الله ونعود بأى جائزة، سواء أكانت للإخراج أم للتمثيل أم للتصوير، المهم أن نعود بجائزة حتى نقدم لمصر شيئا يشرفها، ويضيف إلى رصيدها.