على أحد مقاهى وسط المدينة اصطفوا جميعهم، فى ترقب ظلوا متأهبين لانطلاق الصافرة؛ فاللقاء الذى ينتظرونه سيبدأ بعد دقائق، برشلونة وريال مدريد، أو «الكلاسيكو»، فى لقاء الإياب بمسابقة السوبر الإسبانى، كل منهم راح يتحدث عن فوز ناديه المحقق، وفرص منافسه الضئيلة، فيما بقى أحمد سيد لم يشغله سوى شىء وحيد. الشاب الذى ساقه طريقه إلى المقهى جبرا للقاء أصدقائه جذبته كلمة أجنبية كتبت أوسط «تى شيرت» فريق برشلونة حازت كل تفكيره، ترجمتها «مؤسسة قطر» الراعى الرسمى للفريق، الذى أظهر علامته على صدر قميص أفضل فرق العالم مع بداية الموسم الرياضى الماضى، «قطر مسيطرة يا معلم»، تعقيب من «محمد» الذى جلس بجواره، قبل أن ينصحه بالتركيز فى المباراة لحظة نزول كل من «ميسى ورونالدو» نجمى الفريقين إلى أرض الملعب. النادى الكاتالونى دائما ما رفض وجود إعلانات تزين صدور لاعبيه، فقد اكتفى بإعلان تطوعى لمنظمة «يونيسيف» المهتمة بشأن الطفولة والأمومة، قبل أن يتراجع عن موقفه بوضع إعلان المنظمة العالمية على ظهر القميص فيما اتخذ «لوجو مؤسسة قطر» مكانه فى المقدمة، بعد مرور 10 دقائق يحرز ريال مدريد هدفه الأول فيضج المكان بالصراخ فيما بقى «أحمد سيد» وصديقه يتحدثان فى الهيمنة القطرية التى وصلت إلى عالم الساحرة المستديرة، يتدخل «على» فى الحوار راوياً تفاصيل قرأها عن ضيافة الجزيرة الصغيرة لكأس العالم 2022 الذى استطاعت اقتناص تنظيمه من فم الأسود (أمريكا ورسيا): «يا عم دول هيعملوا تكييفات فى شوارع قطر كلها.. ناس بتشتغل يا سيدى»، قالها زيدان قبل أن يحرز رونالدو هدف النادى الملكى الثانى، يسخر الأصدقاء من رفيقهم الذى يشجع «برشلونة» قبل أن يعاودوا الحديث عن الإعلان الذى لم يزل يحير «أحمد سيد»، فيوضح له «محمد» أن نادى برشلونة يسهم بمبلغ 1٫5 مليون يورو سنوياً لدعم عمل اليونيسيف بهدف الوصول إلى ملايين الأطفال فى 16000 مدرسة داخل أربعة بلدان هى: البرازيل والصين وغانا وجنوب أفريقيا. الغريب أن «سيد» غير المهتم بالكرة ظل مركزا عينه صوب الشاشة متأملا تلك العلامة التى حيرته، العقد المبرم بين المؤسسة القطرية -ترأس مجلس إدارتها الشيخة موزة حرم أمير قطر- وبرشلونة، تم الاتفاق عليه قبل عام، أكثر ما أدهش «سيد» أن تلك هى المرة الأولى التى يضع فيها برشلونة إعلانا على قميص فريقه مقابل مبلغ مالى؛ لأنه لا يتقاضى من اليونيسيف أى مبلغ منذ أن وضع شعارها على صدور لاعبيه عام 2006، قبل أن يفهم المغزى بعدما سمع رقم التعاقد الذى وصل إلى 166 مليون يورو حتى العام 2016. قبل نهاية الشوط الأول أحرز «ميسى»، أفضل لاعبى العالم، هدف فريقه الأول، وخلال استراحة ما بين الشوطين حضر «توفيق» صديقهم الموسوعى الذى دخل فى الحديث ليخبرهم بأن الصفقة بين النادى الإسبانى والمؤسسة القطرية هى الأغلى فى التاريخ.