أكدت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تضافر كل الجهود لمواجهة السياسة الأمريكية الداعمة لشرعنة الاستيطان، ودعم تحرك القيادة الفلسطينية على الصعيدين الدولي والإقليمي، مترافقا مع تفعيل الملفات أمام المحكمة الجنائية الدولية والذهاب إلى محكمة العدل الدولية وكل المؤسسات التي تتطلب قيامها بتحمل مسؤولياتها لتنفيذ القوانين والمواثيق الدولية تجاه الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط". وجاء ذلك خلال الاجتماع الطارئ الذي عقدته فصائل المنظمة، اليوم، في مقر المنظمة بمدينة رام الله، بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول شرعنة الاستيطان الاستعماري غير الشرعي وغير القانوني في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، الذي "يمثل عدوانا جديدا سافرا وحربا مفتوحة ضد الشعب الفلسطيني منذ الإعلان عن مدينة القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاصمة للاحتلال، وما إلى ذلك من محاولات المساس بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والتاريخية المتمثلة بحق عودة اللاجئين، وحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية". وشددت الفصائل، على رفض موقف الإدارة الأمريكية الذي يشكل استهتارا بكل الشرعيات والقوانين الدولية وعدوانا صارخا مستمرا في ظل هذه السياسة المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني، مشددة على أهمية اتخاذ موقف عربي موحد وخاصة توحيد موقف القوى والأحزاب العربية خارج إطار الشجب والاستنكار، من خلال تنفيذ ما اتخذ من قرارات في الجامعة العربية لوضع آليات عملية كفيلة بمواجهة هذه المخاطر على صعيد محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وما تتعرض له حقوق الشعب الفلسطيني على هذا الصعيد، والالتزام بمقاطعة إسرائيل والتوقف الفوري عن سياسة التطبيع مع دولة الاحتلال، الذي يعتبر خروجا على قرارات القمم العربية المتعاقبة. وأكدت الفصائل، أن الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي يجب أن تضطلع بدورها في إطار مواجهة وإجهاض هذه القرارات، التي تحاول زعزعة الوضع في المنطقة وحماية الاحتلال وجرائمه من مغبة مساءلته على هذه الجرائم المتصاعدة، بجانب الاستيطان الاستعماري الذي يعتبر جريمة حرب ضد الإنسانية لا بد من معاقبة الاحتلال عليها، كما أكدت الفصائل أهمية تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في الوطن وفي كل مخيمات اللجوء والشتات، وتعزيز فعاليات المقاومة الشعبية في كافة المدن والقرى والمخيمات، بمشاركة جماهيرية واسعة في إطار هذه الفعاليات الرافضة للسياسة الأمريكية المعادية، وفي مواجهة جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين وحماية الأراضي الفلسطينيةوالقدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، كما أكدت أهمية تنفيذ قرارات مقاطعة شاملة على الاحتلال، وفرض مقاطعة شاملة وفورية لكل بضائع الاحتلال ومنع دخولها، وتنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني بالتخلص من العلاقات مع الاحتلال والإدارة الأمريكية التي تتنكر لكل قرارات الشرعية الدولية، خاصة الإسراع باستكمال انضمام دولة فلسطين إلى كافة المؤسسات والوكالات والمنظمات الدولية. وشددت الفصائل، على أن صمود الشعب الفلسطيني والتضحيات الجسام التي يقدمها، والتمسك بالحقوق والثوابت والمقاومة وسرعة إنهاء الإنقسام على طريق تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار "منظمة التحرير الفلسطينية" ومواجهة كل المؤامرات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، "تجعل من إفشال كل هذه المحاولات بتضافر كل جهودنا، مع إصرار العالم أجمع الذين صوتوا بالإجماع خلال الأيام الماضية حول تجديد التفويض لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وحول حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". وفي هذا السياق، دعا أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، لأن يكون هناك توافق وجهد فصائلي موحد في مواجهة إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مشيرا إلى أن بومبيو حاول شرعنة الاستيطان الاستعماري، في عدوان مستمر وشراكة مطلقة مع الاحتلال، يعكس الاستهتار بالشرعية الدولية والقانون الدولي، وتكريس لشريعة الغاب، فيما قال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول "إن ردنا قد بدأ باتخاذ خطوات سياسية على مستوى العالم، كدعوة مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، والجامعة العربية، والمؤتمر الإسلامي، للاجتماع، والتواصل مع كل دول العالم من أجل هذه المسألة، والتواصل مع المحاكم والقضاء، وأضاف العالول: "سنقوم بأقصى ما يمكن من الصمود والتصدي لهذه التحديات الكبيرة التي نعيشها". من جانبه، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني، إن "الحراك سيكون ضمن برنامج وطني، من خلال تفعيل الأطر التنظيمية، ولسنا وحدنا في التصدي للاحتلال بل إن فصائل العمل الوطني المختلفة موجودة"، فيما، دعا القيادي في الجبهة الشعبية عمر شحادة إلى توحيد وإنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات، لتكون مدخلا لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة، لإفشال مخططات الاحتلال وأسياده في واشنطن. وأكد شحادة، أن الإعلان الأمريكي والسياسات الأمريكية، تتطلب التلاحم والوحدة بين مختلف الفصائل والقوى، السبيل لتحقيق وحدة الشعب والقضية على أساس سيادة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والتصدي لمحاولات زرع الفتن. من جانبه، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبدالكريم، إن الموقف الأمريكي منسق مع أقصى اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يمثل خطرا وجوديا على القضية الفلسطينية، وهو يتطلب منا معالجة وطنية شاملة وإعادة النظر بوضعنا الداخلي، فيما دعا الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، إلى ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني، مؤكدا أن وحدة الجبهة الداخلية يعزز الموقف السياسي الفلسطيني الذي يبنى عليه موقف دولي، مشددا على ضرورة تصعيد المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال، التي تعكس قدرتنا على المواجهة وبناء تحالفات ومواقف دولية داعمة للموقف الفلسطيني. وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن أمس الأول الاثنين أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية "غير متسقة مع القانون الدولي" في تحول في السياسة الخارجية الأمريكية، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس".