الصداقة نعمة من الله.. وأجمل صداقة هي التي ترجع إلى أيام الطفولة والصبا.. فهي الأروع والأكثر أمن وأمان.. أما كثير من الصداقات الجديدة فهي تتسم بالغموض الذي يختبئ وراء أقنعة تخفي اكثر ما تُظهر، خصوصًا الصداقة النسائية، فالجديد منها مثل الكتب أجمل ما فيها الغلاف، أما الجوهر والمضمون فكثيرًا ما يكون مبهم أو مؤلم. وفي لقاء مع صديقات الزمن الجميل، تناولنا حكايات عن بعضهن اللاتي دخلن حياتنا وتسللن إلى أيامنا عنوة وليس بعفوية صديقات زمان.. قالت ليلى: "صديقات اليوم كثير، منهن من يرتدين أقنعة عنكبوتية، إنهن لايعشن الواقع بل معلقات بين الحقيقة والخيال! كثيرات استسلمن للحياة المادية بمظاهرها الفالصو.. ولو كن يمتلكن ألماظ في الصوابع العشر.. لأن الصدق والود والحب لايقدروا بمال، والتواصل الإنساني السوي يبهج الحياة ويزيدها بريقًا طبيعيًا، فنحن للأسف في زمن هروب اللمة الحلوة وعدم الإكتراث بروعة الانتماء. وقالت لمياء: أحكي لكي عن "هند" لم أكن أتخيل إنها مثل "العنكبوت" إياه المعلق بين السماء والأرض.. اكتشفت إنها متسلقة لا تحترم الحقيقة.. الحقيقة التي تؤكد أن لديها غاية وتحاول الوصول إليها بأي وسيلة.. ولوكان بالقفزعلى حق الآخرين. والحكاية أن "هند" قريبة لإحدى صديقاتي، رأيتها شابة لطيفة شديدة الرقة لديها جمال "مصطنع" وعقل متلهف لسرعة الوصول.. أسرتني في البداية بصوتها الخفيض حد صوصوة العصافير، واجتهادها في العمل بطموح معجون بثقافة متواضعة، ولكنها متصنعة تلجأ إلى المجاملات واللطف الزائد واستمالة دائرة المعارف القريبة من السيد المدير..التي أنا منهم!! ودعتني يوم لزيارتها وفوجئت ب"نعيق الغربان" الذي حل مكان "صوصوة العصافير" رأيتها صدفة وهي تركل خادمتها وتشتمها بأبشع الألفاظ.. وشعرت بالاشمئزاز والارتباك في آن واحد، فالموقف محرج فاضح لحقيقتها "الفالصو" إنها شخصية حاولت التقرب مني بمظهرلايوحي بالجوهر؛ حتى تصل إلى مديرها عن طريق صداقة مصطنعة وقناع خارجي لايعبرعن تفاهة المضمون الداخلي، وخطورته أيضًا. وقالت "رجاء".. أيضًا أن شخصية "هناء" مثلها مثل شخصية صديقتك المدعية إياها.. فهي كانت زميلتي في الجامعة لاتتحدث إلا الإنجليزية التي لاتتقنها.. رأيها دائمًا هوالصائب ولو لم يكن، ثقتها في نفسها تزيدها جاذبية مع إنها متوسطة الجمال، وكان يتقرب منها طالب امتياز في كلية الطب، وكانت لاتعيره اهتمامًا واضحًا ما يزيد اشتعال حبه لها، كانت تتلاعب به تأمره فيطيع..تزجره فيسامح.. هي تتدلل وهو يتذلل لها مع أنه من عيلة -على حد قولها- وكان مظهرها المتحرر بشعرها الطويل المسترسل، والبنطلون الجينز الفرنسي والبلوزة الأنيقة ببساطة يوحي بمكانة عائلتها التي كثيرًا ما تتحدث عن جذورها التي تنتمي إلى العائلة المالكة، رأسها في السماء وجاذبيتها وخفة دمها تزيد من شعله حب صديقنا "محمود" لها.. ولكن!! لحظة الجد رأينا "محمود" يعطيها ظهره.