يبدأ شي جينبينغ جولته الأولى إلى أوروبا بصفته رئيسا للصين، السبت، بينما تشهد القارة تصعيدا بعد ضم روسيا حليفة الصين للقرم التي كانت جزءاً من أوكرانيا. وتأتي الجولة التي تشمل أربع دول بعد امتناع الصين عن التصويت على قرار أمام مجلس الأمن الدولي يدعمه الغرب يندد بالاستفتاء في القرم، بدلا من استخدام حقها بالنقض على غرار موسكو. وفي الوقت الذي يستبعد فيه محللون أن يدلي شي بتصريح حول أوكرانيا، إلا أنهم لا يعتقدون أن الصين ستظل على الهامش دبلوماسيا لفترة طويلة. ومنذ توليه منصبه قبل عام، زار شي روسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية والكاريبي وجنوب شرق آسيا ووسط آسيا. وستكون محطته الأولى في هولندا تليها فرنساوألمانيا وبلجيكا حيث سيزور أيضا مقر الاتحاد الأوروبي. وأثار تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القرم انتقادات شديدة داخل مجموعة الدول السبع (الأكثر تقدما). ومن المقرر أن يلتقي شي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ونظيره الفرنسي فرنسوا أولاند، على أن يلتقي نظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش قمة الأمن النووي المقررة في لاهاي يومي الاثنين والثلاثاء. والقادة الغربيون الثلاثة أعضاء في مجموعة الدول السبع التي تسعى بشكل حثيث إلى إعداد رد على الأزمة في القرم ومن المرجح أن يقوموا بالتباحث في المسالة خلال القمة في لاهاي. إلا أن زيارات الزعماء أو الرؤساء الصينيين إلى الخارج عادة لا تخرج عن السيناريو الدقيق المعد مسبقا. وتقتصر على التركيز على الجوانب الإيجابية لعلاقات بكين مع الدول التي تشملها الزيارة. وتتفادى بكين عادة اتخاذ مواقف من أوضاع لا تؤثر عليها بشكل مباشر، بحسب توماس كونينغ منسق برامج أسيا والصين لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، من مقره في لندن. وقال كونينغ: "لا أعتقد أن الصين ستدلي بتصريحات أو بتصريحات مهمة حول أوكرانيا". وتابع: "لكنني أعتقد أن الموقف لدى الدول الأوروبية بشكل عام هو أن الصين لن يعود بإمكانها عاجلا أم آجلا أن تحتفظ بموقف عدم التدخل". وكان نائب وزير خارجية الصين لي باودونغ أقر بأن الوضع في أوكرانيا سيطرح خلال اللقاء مع أوباما، إلا أنه أشار إلى موقف الصين المحتمل وهو دعوتها المعتادة إلى "الهدوء وضبط النفس". وقال لي: "ستوجه الزيارة أقوى رسالة لنا إلى كل القارة الأوروبية والعالم بأن الصين تقدر دور أوروبا ونحن ملتزمون بتعزيز علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي". وسيكون على شي أن يتوخى الحذر الشديد خلال زيارته إلى كل من ألمانياوفرنسا وأثناء محادثاته مع قادة الاتحاد الأوروبي الآخرين. ويعتبر الاتحاد الأوروبي بدوله ال28 الشريك التجاري الأكبر للصين، إلا أن العلاقات شهدت توترا بين الجانبين خصوصا العام الماضي مع تبادل اتهامات حول ألواح الطاقة الشمسية الصينية والنبيذ الأوروبي أثرت على مصالح بعض الدول الأوروبية. وتابع: "المشكلة الأزلية مع الاتحاد الأوروبي هي أنه سيكون هناك دائما كيان يدعو إلى العمل معا على أننا كيان واحدا يتجاوز السلطات الوطنية بدلا من التركيز على المصالح الوطنية. لكن في النهاية المصالح الوطنية هي التي تطغى". وستكون زيارة شي إلى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل في 31 مارس الأولى التي يقوم بها رئيس صيني، إذ في السابق كان رؤساء الحكومة الصينيون هم من يشاركون في اجتماعات الاتحاد الأوروبي. في المقابل، ستكرس الزيارة إلى فرنسا جزئيا لإحياء الذكرى الخمسين لإقامة علاقات دبلوماسية بين باريس وبكين في 1964. ومن المقرر أن يلقي شي خطابا مهما في باريس يشدد فيه على العلاقات التاريخية خصوصا وأن اثنين من كبار قادة الحزب الشيوعي الصيني تشو انلاي ودينغ هسياوبينغ درسا في فرنسا. وكانت هناك تكهنات في مطلع العام بأن شي سيزور نصب تكريم محرقة اليهود في برلين لإحراج اليابان من خلال التركيز على الماضي النازي لألمانيا. وتدعو بكينطوكيو باستمرار إلى الاعتذار عن احتلالها للصين وعن الفظائع التي ارتكبتها فيها خلال الحرب العالمية الثانية. إلا أن مساعد وزير التجارة الصيني وانغ تشاو نفى ذلك. وقال إن "الموضوع.. لم يطرح خلال تحضيراتنا للرحلة".