حلم الأمومة يراود الكثيرين وبخاصة بين السيدات اللاتى تزيد لديهن غريزة الأمومة، وبالرغم من انتشار حالات العقم وعدم القدرة على الإنجاب حيث أقر تقرير لمنظمة الصحة العالمية أنه يوجد انخفاض فى خصوبة النساء حول العالم بنسبة تتراوح بين 60% و80% - فإنه يوجد الآن الكثير من التقنيات الحديثة والأساليب العلاجية المتطورة التى يمكن أن تحقق لكل زوجة حلمها فى أن تصبح أماً فى يوم من الأيام، حيث إن العلم فى تطور شديد وسريع للغاية، فما كان مستحيلاً من قبل أصبح الآن ممكناً فى ظل التطور السريع للطب العلاجى. ونظراً لأهمية مشكلة العقم فى مصر وانتشارها بين السيدات والرجال فضلاً عن انتشار مشاكل أمراض النساء التى تتسبب فى تزايد حالات عدم الإنجاب أو الإجهاض المتكرر - كان لنا هذا الحوار مع د. شريف باشا، استشارى أمراض النساء والتوليد وأطفال الأنابيب وزميل الكلية الملكية لأمراض النساء والتوليد بإنجلترا وعضو الجمعية الأوروبية للتناسل وعلم الأجنة. ■ بداية، ما الأساليب التقليدية لعلاج حالات عدم الإنجاب؟ - يمكن علاج العقم من خلال التلقيح الصناعى، وهو عبارة عن عملية يجب أن تتم فى أوقات التبويض لدى المرأة التى تكون معروفة من قبل الطبيب ويكون محدداً لها بأجهزته الخاصة به، ويقوم بأخذ عينة من الحيوانات المنوية بعد أن ينتقيها بعناية فى مختبره، ثم يحقن السائل المنوى فى الجهاز التناسلى للزوجة فى الرحم بواسطة قسطرة رفيعة مرنة. أما عن أطفال الأنابيب أو التلقيح المجهرى، فهو يقوم على تحفيز المبيض لإنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات بواسطة الهرمونات وقرار كمية ونوعية ومدة العلاج يرجع إلى الطبيب المعالج. ويقوم الطبيب المعالج بإخصاب البويضة بالحيوان المنوى فى أنبوب الاختبار بعد أخذ البويضات الناضجة من المبيض، لتوضع مع الحيوانات المنوية الجيدة فقط بعد غسلها حتى يحصل الإخصاب. ثم تعاد البويضة المخصبة (الأجنة) إلى الأم. تستغرق هذه العملية من يومين إلى خمسة أيام. وهذه الطريقة تعطى الخيار الأفضل لاختيار الأجنة لنقلها إلى الأم بعد إخصابها خارج الرحم. وتعطى كذلك مجالاً أكبر لاحتمال الحمل فى الدورة الواحدة لأنه يمكن نقل أكثر من جنين واحد إلى داخل الرحم. ■ ما أحدث التقنيات فى مجال أطفال الأنابيب؟ - أحدث التقنيات فى مجال أطفال الأنابيب هى حضَّانة «الإمبريوسكوب»، وهى حضانة أوروبية المنشأ، وتعد تقنية مبتكرة تمثل ثورة فى مجال الطب الجنينى. ■ ما الآلية التى تعمل من خلالها هذه الحضَّانة؟ - يطلق عليها الحضَّانة الذكية، وهى مكونة من 6 غرف تخصص ل6 مرضى، وكل غرفة تحتوى على 12 غرفة. وملحق بالحضانة كاميرا داخلية تلتقط الصور بشكل مستمر للتطور الجنينى، فهى تقدم صورة حية لتقدم الجنين منذ اليوم الأول، وتصور كل الانقسامات للجنين المنتظمة وغير المنتظمة على شاشة الكمبيوتر. ففى اليوم الخامس تتم مشاهدة كل صور الجنين بدقة، بحيث يستطيع الطبيب أن يرى انقسامات الجنين المختلفة فى خلال ثلاث دقائق فقط، ومن ثم يستطيع الطبيب أن يستبعد الجنين ذا الانقسامات غير المنتظمة. إن الحضانة تساعد الطبيب على ملاحظة معدل الانقسامات الخلوية وبناء الخلية للجنين، فمتابعة الانقسامات الخلوية وتنقيتها ترفع بشدة من فرص نجاح أطفال الأنابيب. ليس هذا فحسب، فالحضانة موصلة بالإنترنت حتى يستطيع الطبيب متابعة الانقسامات من البيت أو فى أى مكان حتى خارج البلاد من خلال الهاتف الجوال أو «الآى باد» أو «اللاب توب». كما أن الحضَّانة موصلة بالشركة الأم عن طريق الإنترنت، حيث إنه فور حدوث أى عطل أو خلل بالحضانة يتم إرسال رسالة إلكترونية للشركة المصنعة، وتبدأ فوراً باتخاذ الإجراءات المطلوبة للإصلاح، وتتطلب الحضَّانة صيانة فورية ومراقبة دورية متواصلة. ■ وما الفرق بين هذه الحضَّانة الحديثة والحضَّانة التقليدية؟ - تتميز هذه الحضَّانة عن مثيلاتها من الحضَّانات العادية بعدة مميزات؛ فهى تحافظ على سلامة الجنين نظراً لأنها لا تجعله يتعرض للعوامل والظروف الخارجية، ففى الحضانة العادية يقوم الأطباء أثناء إجراء عملية أطفال الأنابيب بأخذ البويضات الناضجة من المبيض ليتم وضعها مع الحيوانات المنوية الجيدة ثم يتم إخصاب البويضة بالحيوان المنوى فى أنبوب الاختبار ثم تعاد البويضة المخصبة -أى الأجنة- إلى رحم الأم، وفى اليوم الخامس يتم التفرقة بين الأجنة الجيدة وغير الجيدة. وبذلك يكون قد تعرض الجنين للظروف الخارجية مثل الضوء والحرارة قبل النزع، ما يعرض الجنين لإمكانية التلف. كما أننا بذلك نخرج الجنين من الجو المعتاد عليه الذى يشبه برحم الأم ثم نعاود إدخاله، وخروج الجنين من الجو الملائم له يعرضه للتلف. ولهذا فالحضَّانة الجديدة قضت على مشكلة تلف الجنين، وذلك لأنها تحتفظ بالجنين وكأنه داخل رحم الأم، وبالتالى فالحضَّانة تحافظ على سلامة الجنين لأنها تقوم بمراقبة الجنين منذ البداية فلا داعى لإزالته لمراقبة جودته. ■ ما نسبة نجاح عملية أطفال الأنابيب خلال حضانة «الإمبريوسكوب»؟ - تصل نسبة نجاح حدوث حمل سليم وتزداد فرص نجاح عملية أطفال الأنابيب من خلال حضانة «الإمبريوسكوب»، بنسبة تتراوح بين 10% و15% وهى نسبة كبيرة خاصة فى الحالات الصعبة أو فى حالات الإجهاض المتكرر، وترتفع نسبة النجاح عن الحضَّانة التقليدية بمعدل 3 أو 4 أضعاف. ■ وما أكثر الحالات استفادة من هذه الحضَّانة؟ - حالات الفشل المتكرر المجهولة السبب لعملية أطفال الأنابيب، وحالات الإجهاض المتكرر المجهولة السبب أيضاً، هما أكثر الحالات استفادة وذلك لأن متابعة انقسامات خلايا الأجنة يزيد من فرص نجاح أطفال الأنابيب، كما أنها تقلل من فرص الإجهاض خاصة فى السيدات فوق سن ال35. ■ هل هذه الحضانة موجودة فى مصر؟ - نعم، فنحن نفخر بوجودها فى مصر، وذلك لأننا بذلك نكون أول دولة فى الشرق الأوسط التى تمتلك هذه الحضانة، كما أننا بذلك نحاكى الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية فى تقديم أفضل رعاية طبية فى مجال أطفال الأنابيب، ويوجد حضَّانتان فى أحد المراكز بالقاهرة.