فى مثل هذا اليوم منذ 25 عاماً، وبالتحديد فى 19 مارس عام 1989، استعادت مصر رسمياً من إسرائيل، قطعة الأرض الواقعة على حدودها الشرقية، والشهيرة باسم «طابا»، رفع الرئيس الأسبق حسنى مبارك علم مصر على «المدينة الحدودية»، التى لم تكن تحتوى إلا على فندق سياحى واحد. هللت الصحف وقتها ل«المفاوض المصرى العتيد»، الذى نجح فى تحرير «قطعة غالية من أرض مصر» دون طلقة رصاص واحدة، وإنما باللجوء للتحكيم الدولى، لتتمكن مصر من فرض سيادتها على القطعة المتنازع عليها، بعد صدور حكم هيئة التحكيم الدولية فى 27 سبتمبر عام 1988 ب«أحقية مصر فى طابا»، عادت المدينة الصغيرة إلى مصر لتزدحم بالمنشآت السياحية على اعتبار أنها واقعة على الشاطئ الغربى لخليج العقبة، فيزورها السائحون من كل جنس ولون، خاصة أولئك الذين يترددون على إسرائيل، ويجدون سهولة بالغة فى اجتياز المعبر البرى الواقع بين مدينة إيلات الإسرائيلية، وطابا المصرية، لينفذوا منه إلى مدن شرم الشيخ وسانت كاترين والقاهرة، غرقت المدينة فى هدوء شديد لم يقطعه إلا وقوع تفجيرين شهيرين، أولهما فى أواخر عام 2004، والثانى فى فبراير 2014، كانا كفيلين بأن يقطعا «رِجل» السائحين الأجانب عن المدينة السياحية، وتكفلت قلة الخدمات هناك ب«تطفيش» السائحين المصريين الذين كانوا من الممكن أن يعوضوا غياب الأجانب، الآن لا أجانب ولا مصريين، فقط منشآت سياحية خاوية، ومبنى طبى معطل، ومنفذ برى لا يعمل إلا فى اتجاه واحد.