أعلن البرلمان الانفصالي في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، اليوم، اتخاذ قرار ب"تأميم" الأسهم العائدة إلى شركة النفط الأوكرانية العامة "تشيرنومورنفتجاز" والسهل الجنوبي والمنطقة الاقتصادية الخاصة في البحر، إضافة إلى تأميم أسهم شركتين أخريين في القطاع نفسه، هما "أوكرترإنسجاز" و"فيودوسيا" في جنوب شرق "القرم". وبعد ساعات من إعلان النتائج النهائية لاستفتاء "القرم" وإعلان تأميم المنشآت الاقتصادية والنفطية، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان لها، أن "أوكرانيا قررت استدعاء سفيرها في موسكو للتشاور؛ نظرًا للوضع في القرم وضرورة مناقشة بعض الجوانب الدولية لهذه الأزمة"، فيما قالت السلطات الأوكرانية إنها قررت حفر خندق دفاعي وإقامة حواجز خرسانية ومتاريس على طول امتداد الحدود الروسية، مؤكدة أن هدف مشروع الخندق هو حماية الحدود الشرقية مع روسيا. وقال مصدر دبلوماسي أوكراني، إن التوقيع على الشق السياسي من اتفاق الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي سيتم الجمعة المقبلة، على هامش قمة يعقدها القادة الأوروبيون في بروكسل تعبيرًا عن دعمهم للسلطات الجديدة في كييف. وفي سياق منفصل، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول، مرسومًا يعترف رسميًا بشبه جزيرة "القرم" دولة مستقلة، إضافة إلى التصديق على مشروع قانون بضم "القرم"، وإخطار الحكومة والبرلمان بطلب "القرم" للانضمام إلى روسيا رسميًا. من جانبها، واصلت الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة محاولات الضغط على "بوتين" للتوقّف عن التصعيد في الأزمة الأوكرانية، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن العقوبات الأمريكية التي تم فرضها على المسؤولين الروس تؤكد أنه "هناك عواقب على أفعالهم في القرم"، محذّرًا من أن الولاياتالمتحدة مستعدة لفرض المزيد من العقوبات إذا استدعت الضرورة، مشددًا على أن الحكومة يمكنها ملاحقة المسؤولين في قطاع الأسلحة الروسية ومَن يدعمون روسيا، إذا لم تسع الحكومة في موسكو إلى حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا. وفي الوقت ذاته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن "فرنسا قد تفكر في إلغاء بيع سفن عسكرية فرنسية من طراز (ميسترال) لروسيا، إذا استمر بوتين في ما يقوم به في أوكرانيا، كما انضمت ألمانيا إلى قائمة الدول الرافضة لنتائج استفتاء القرم، مؤكدة أن النتائج غير مشروعة وغير مقبولة". وقال الرئيس الروماني ترايان باسيسكو، إن روسيا خلقت سلسلة من الصراعات المعلّقة حول البحر الأسود، دعمًا لمخطط الرئيس الروسي لإعادة بناء الاتحاد السوفيتي السابق على طول حدوده السابقة مع الغرب، مضيفا أن "أوكرانيا ومولودوفا تعدان ضمن أولويات فلاديمير بوتين الذي يرغب في إعادة بناء الاتحاد السوفيتي"، فيما فرضت اليابان عقوبات "متواضعة" على روسيا لاعترافها ب"القرم" دولة مستقلة، حيث قررت تعليق المحادثات حول تخفيف متطلبات الحصول على تأشيرة دخول بين البلدين، ومحادثات بشأن الاستثمار واستكشاف الفضاء والتعاون العسكري. وقالت عفاف كونجا المتحدثة باسم رئيس الدورة ال68 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن الجمعية ستعقد جلسة عامة بشأن أوكرانيا غدا، مضيفة أن رئيس الدورة ال68 للجمعية العامة للأمم المتحدة جون آش، بعث برسائل إلى البلدان الأعضاء تتضمن دعوات للمشاركة في الجلسة التي ستعقد في 20 مارس، مؤكدة أن الجلسة تعقد بطلب رسمي من مندوب أوكرانيا الدائم لدى الأممالمتحدة يوري سيرجييف. وعلى خطى "القرم"، تقدم برلمان جمهورية "بريدنيستروفييه" ب"مولدوفيا" بطلب إلى البرلمان الروسي لتمكينه من الانضمام إلى روسيا بالطريقة القانونية، وذكرت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية أن ميخائيل بورلا، رئيس برلمان جمهورية "بريدنيستروفييه"، قدم طلبا إلى رئيس مجلس النواب الروسي سيرجي ناريشكين لتضمين القانون الروسي ذي الصلة بندا يتيح لجمهورية "بريدنيستروفييه" الانضمام إلى روسيا الاتحادية.