لا يشعرون بالقلق عادة تجاه أى خطر؛ لذا فإن مواجهة بضع مئات من البشر العزل، لا تمثل لديهم أمراً جديراً بالاهتمام. يتحلى جنود الصاعقة بدرجة بالغة من الثقة بالنفس، يصلون إليها عبر مشوار شاق من التدريبات، يشترط للملتحق بها أن تتوافر لديه لياقة بدنية عالية، ليلحق بفرقة الصاعقة فى أنشاص، بعد عملية فرز بين ضباط المظلات والوحدات البحرية الخاصة. مدة الفرقة المعروفة ب«السيل» 34 أسبوعاً، من دون توقف، بعد اجتياز الاختبارات الطبية للتأكد من سلامتهم أولاً، يتدرب الضابط فى الأسابيع ال4 الأولى على التأقلم مع حياة قاسية، تبدأ بتعلم السباحة العسكرية، ثم الإنقاذ تحت الماء والطوارئ البحرية والإسعافات الأولية، لمدة أسبوعين. وفى الأسابيع ال7 التالية، يمارس رياضة اختراق الضاحية لمسافات تزيد على 30 كيلومتراً فى شدة الحر والبرد، ويركز الجزء الرابع، ومدته أسبوعان، على تعليم الغطس الدفاعى والهجومى بواسطة أسطوانة الأكسجين ذات الدائرة المغلقة، ويهاجم معلمو «السيل» المتدرب تحت الماء، لسلب معداته، ثم يدربونه على انتشال الأفراد فى حالة فشل مهمة ما قبل أسبوع الرماية باستخدام أنواع الأسلحة، والتدرب على قفزة تطهير المجال بالمظلات. فى الأسبوعين الأخيرين، تبدأ معاناة الضابط مع الأصعب، ويصبح «التكدير العنيف» العقاب الأقل فى أسبوع الجحيم؛ حيث يستيقظ المتدربون فى منتصف الليل على أوعية يُصب ماؤها البارد على أجسادهم العارية، ليبدأوا الزحف على الرمال تحت وابل نيران، مع حرمانهم من النوم أطول وقت، مع حمل جذوع النخيل فى تمرينات بدنية (ضغط وبطن وعقلة)، وفى الظلام الحالك يواجه المتدرب ما لا يتوقعه: جنود بأسلحة بيضاء يهاجمونه على حين غرة، وعليه التصدى لهم، ليفوز براحة 24 ساعة فقط. وتنتهى فترة الجحيم فى السد العالى والفيوم غالباً، لتعلم النوم والحياة داخل البحيرات المفتوحة، فى ظل درجة ملوحة عالية جداً، ليوم كامل، فى وضع استعداد وهجوم، ويتم تحذير المتدربين من التبول، للوقاية من جراثيم تقضى على الإنسان فى ربع ساعة. لا يعتبر هذا كله هو الأسوأ فى نظر جنود الصاعقة، الذين يحرسون وزارة الدفاع حالياً، مقارنة بما يجدون أنفسهم فى مواجهته اليوم: متظاهرون سلميون يطالبون بالحرية ورحيل المجلس العسكرى عن السلطة، وليس قوات معادية تدربوا على قهرها بلا رحمة.