حث الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، اليوم، واشنطن على المشاركة في لجنة عالية المستوى، لتشجيع السلام، بعد شهر من التظاهرات المعارضة، التي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. ويتهم مادورو، الولاياتالمتحدة بدعم الاحتجاجات، الأمر الذي نفته واشنطن، أول أمس، ووصفته ب"السخيف". وأسفرت الاحتجاجات، التي بدأت في الرابع من فبراير الماضي، بقيادة طلابية، عن مقتل 28 شخصا، وجرح 400 آخرين، وكانت التظاهرات بدأت في غرب فنزويلا، ثم امتدت إلى كراكاس، ومدن أخرى. وشهدت الدولة الغنية بالنفط، خلال فبراير الماضي، تظاهرات يومية، شارك فيها مئات الآلاف، للاحتجاج على ارتفاع نسبة الجريمة، والتضخم ونقص السلع الأساسية. وأمام تظاهرة، لدعم القوات المسلحة، قال مادورو إنه:"سيقترح إنشاء لجنة للسلام والاحترام المتبادل للسيادة، بين فنزويلاوالولاياتالمتحدة، ومن الممكن أن تشمل أيضا جهات معنية من الطرفين، ومن اتحاد دول أمريكا الجنوبية". وأشار الرئيس اليساري إلى أنه:"سيعين ديوسدادو كابيلو، رئيس البرلمان الفنزويلي، ليقود محادثات محتملة مع الولاياتالمتحدة، تترافق مع احترام السلام، من أجل حوار يساوي بين الأطراف". وتعتبر شروط الرئيس الفنزويلي للحوار، مشابهة لتلك التي طالما أعلنت عنها كوبا، حليفة فنزويلا المقربة، ولم ترد الولاياتالمتحدة، على أي من العروض المقدمة من الدولتين الحليفتين. وكان وزير الخارجية الفنزويلي إلياس خاوا، وصف في وقت سابق نظيره الأمريكي جون كيري ب"قاتل الشعب الفنزويلي"، متهما إياه بتشجيع التظاهرات، التي أدت إلى مقتل 28 شخصا، في خمسة أسابيع. أما في واشنطن، فقال مصدر في وزارة الخارجية، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن:"الحل لمشاكل فنزويلا، هو الحوار الديموقراطي بين الفنزويليين، وليس القمع أو رمي الانتقادات على الولاياتالمتحدة". وتعتبر الولاياتالمتحدة، السوق الأساسية للنفط الفنزويلي، إلا أن الدولتين، شهدتا علاقات متوترة لسنوات، وقد سحبتا سفرائهما في 2010. وفي خطابه، حذر مادورو، المتظاهرين المتشددين في ساحة ألتاميرا، من أنه مستعد للرد بعنف، وقال:"أنا مستعد لمنح هؤلاء التشاكيز (دمى مجرمة)، الذين يسيطرون على الساحة، ويقطعون جادة فرانشيسكو دي ميراندا ساعتين، وإذا لم يغادروا المكان في الفترة المحددة، فإني سأحرر تلك الأماكن العامة بالقوة". وأطلق مادورو على المتظاهرين لقب (التشاكيز)، في إشارة إلى الدمية المجرمة، في أحد أفلام الرعب الشهيرة. وفي حي شاكاوو، عمد الطلاب الجامعيون إلى رشق الحجارة، وقنابل المولوتوف ووضع المتاريس في مواجهة شرطة مكافحة الشغب. وألقت شرطة مكافحة الشغب، القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، وأرسلت المدرعات لإخلاء المناطق من المحتجين، وقد نجحت في تفريقهم. وفي وقت سابق، تظاهر مؤيدون لحكومة مادورو، ومن بينهم عناصر في القوات المسلحة في العاصمة الفنزويلية. وردد ديوسدادو كابيلو، أمام الجماهير، وهو يرتدي المعطف الملون بألوان العلم الفنزويلي:"الشعب والقوات المسلحة في الشوارع، لحماية الثورة البوليفارية، وإرث هوجو شافيز، والدولة والدستور". وكان من المفترض أن، يعقد حزب إرادة الشعب المعارض، تظاهرة مضادة، في جزء آخر من العاصمة، للتعبير عن رفض هجوم القوات الأمنية، والمجموعات الموالية للحكومة على المحتجين". ولكن تم إلغاء التظاهرة، بسبب تهديدات من مجموعات تتسم بالعنف، داعمة للحكومة، بحسب ما قال المتحدث باسم حزب إرادة الشعب، جوهان ميرشان.