رأى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، أن الأكراد الذين تشن تركيا عدوانا ضدهم في شمال سوريا منذ انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، "ليسوا ملائكة"، وقال إن "الأكراد محميون بشكل جيد"، بينما يواجه الرئيس الجمهوري اتهامات في الولاياتالمتحدة ومن قبل حلفائه الأجانب "بالتخلي" عن الأكراد. وأضاف ترامب: "أساسا هم ليسوا ملائكة"، وذلك قبل أن يتوجه نائب الرئيس مايك بنس إلى تركيا، مساء الأربعاء، للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس". وتواصل أنقرة لليوم الثامن على التوالي عدوانها على شمال شرقي سوريا، ضد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، التي أبدت خشيتها من أن يُؤدي ذلك في عودة تنظيم داعش الإرهابي، الذي تحتجز قوات سوريا الديموقراطية الآلاف من مقاتليه وأفراد عائلاتهم في سجون ومخيمات مكتظة، وذلك على الرغم من الإدانات الدولية والعربية، ورغم تعليق عدد من الدول الأوروبية من بينها فرنسا وألمانيا والنرويج وهولندا وألمانيا وفنلندا تصدير الأسلحة إلى تركيا على خلفية العدوان. وأكد رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، تمسك بلاده بموقفها بشأن وقف توريد الأسلحة لتركيا، مطالبا بضرورة اتخاذ موقف أوروبي مشترك ضد العمليات العسكرية التركية في سوريا. وفي إحاطة لمجلس الشيوخ الإيطالي في ضوء المجلس الأوروبي الذي من المقرر أن تنطلق اجتماعاته غدا على مدار يومين، شدد كونتي على ضرورة الوحدة والتلاحم لأجل أمن أوروبا جراء العدوان التركي في شمال شرقي سوريا، حيث إنه يهدد استقرار وأمن المنطقة بأسرها، ويسبب معاناة جديدة للمدنيين ملحقا بهم مزيداً من التشريد، وفقا لما ذكرته وكالة انباء "الشرق الاوسط". وأضاف كونتي، وفقا لوكالة أنباء "آكي" الإيطالية للأنباء، اليوم الأربعاء، أن هذا العدوان التركي يعيق وصول المساعدات الإنسانية، ويعرض العملية السياسية بقيادة الأممالمتحدة من أجل إحلال السلام في سوريا للخطر، وكذلك التقدم الذي أحرزه حتى الآن، التحالف الدولي المناهض لتنظيم "داعش" الإرهابي. وأشار رئيس الوزراء الإيطالي، إلى أن هذا السيناريو يرمز إليه وبشكل مؤسف، مقتل الناشطة الكردية هيفرين خلف، وبالتالي فإن القرار التركي يعيد فرض ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لموقف مشترك من جانب الاتحاد الأوروبي. وذكر كونتي أن "إيطاليا التي أيدت منذ البداية ومن جانب واحد أيضاً، وقفها لبيع الأسلحة إلى تركيا، أرادت وبشدة منذ نهاية الأسبوع الماضي، جعل هذا الأمر موضوعًا للنقاش على المستوى الأوروبي"، مشيرا إلى أنه بعد النتائج التي تمخض عنها مجلس الشؤون الخارجية، الإثنين الماضي، يُفترض أن يكون لوقف بيع الأسلحة هذا، قيمة سياسية وفاعلية أكبر". وتابع المسؤول الإيطالي: "الحكومة الإيطالية مقتنعة بأن علينا التصرف بعزم شديد لتجنيب الشعب السوري مزيدا من المعاناة، والأكراد بشكل خاص، وكذلك مناهضة الأعمال المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وهذه الأهداف ستكون أكثر فاعلية إذا تحققت من خلال تنسيق أوروبي وبين أطراف متعددة".