بدت التهدئة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة متماسكة، اليوم، إذ تحدث الجيش الإسرائيلي عن إطلاق صاروخ واحد من القطاع بعد يومين من العنف المتبادل. وقال الجيش الإسرائيلي: "منذ دقائق استهدف صاروخ جنوب إسرائيل". وأوضح المتحدث باسم الجيش أن هذا هو الصاروخ الأول الذي يطلق على إسرائيل منذ أكثر من 12 ساعة. والصاروخ هو السادس منذ إعلان حركة الجهاد الإسلامي، أمس، عن اتفاق تهدئة برعاية مصرية. ورد الجيش الإسرائيلي عبر شن عدة غارات لليلة الثانية على التوالي. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان عند منتصف ليل أمس تقريبا، إن "الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت أربعة مواقع لإرهابيين في جنوب قطاع غزة وثلاثة في شمال القطاع". وبحسب شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية، فإن الغارات الإسرائيلية استهدفت منشآت قرب مدينة غزة تابعة لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" الحاكمة في غزة. واستهدفت الغارات الإسرائيلية أيضا موقعا للجان المقاومة الشعبية في جنوب مدينة رفح الحدودية مع مصر. وقال الجيش إن خمسة صواريخ اطلقت من القطاع عصر الخميس، كما اعترضت القبة الحديدية صاروخين. وأطلقت ثلاثة صواريخ صباحا قبل الإعلان عن تثبيت التهدئة. والأربعاء أطلق فلسطينيون 60 صاروخا من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. ورد الجيش الإسرائيلي بشن سلسلة غارات، في أعنف مواجهة منذ العدوان الإسرائيلي على القطاع في نوفمبر 2012. ولم يبلغ عن وقوع إصابات من الجانبين. وبدأت المواجهة الثلاثاء عندما أطلق مسلحو الجهاد الإسلامي قذيفة هاون على جنود إسرائيليين قالوا إنهم حاولوا دخول القطاع، فردت إسرائيل بغارة جوية أدت إلى مقتل ثلاثة من عناصر الجهاد الإسلامي. وبعد ذلك بيوم، أطلقت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، وابلا من الصواريخ على جنوب إسرائيل، رد عليها الجيش الإسرائيلي بضرب قواعد يستخدمها عناصر الجهاد الإسلامي وحماس، كما شنت سبع غارات جوية على جنوب القطاع خلال الصباح. وتحدثت "سرايا القدس" عن إطلاق 130 صاروخا باتجاه جنوب إسرائيل، فيما ردت اسرائيل الليلة ذاتها عبر الإغارة على 29 هدفا في غزة من بينها مواقع للجهاد الإسلامي وحركة حماس. وفي اليوم الثاني، شنت 14 غارة جوية. ويقول محللون إن إسرائيل غير معنية بمواجهة واسعة، فيما يعتقد آخرون أن الاشتباكات المقبلة ليست سوى مسألة وقت. وكتب المحلل العسكري أليكس فيشمان، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "وابل الصواريخ وقذائف الهاون عبارة عن حدث غير عادي". وأضاف أن "ما بدأ كحملة ثأر وردع تحول إلى محاولة خطيرة من قبل قياديي الجهاد الإسلامي لوضع خط أحمر، للتأكيد على أن اي عملية اغتيال تستهدف إرهابيين ستقابل بإطلاق النيران". وتابع: "هذه الصيغة قد تخضع قريبا للاختبار، ربما الأسبوع المقبل، وبالتالي فإن شيئا لم ينته فعليا". وتحدثت افتتاحية في صحيفة "جيروزالم بوست"، عن أن حركة الجهاد الإسلامي تستعرض عضلاتها، وأن العداء المصري تجاه حماس منذ إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي قد توفر احتمالات استراتيجية جديدة لاسرائيل، إن كانت مستعدة لاختبارها. وتابعت الافتتاحية أن "أحد الخيارات قد يكون تشكيل تحالف غير رسمي وسري بين مصر والولايات المتحدة وحركة فتح للإطاحة بحكومة حماس، ليس فقط أو بشكل أساسي عبر الوسائل العسكرية". وأضافت: "هناك خيار آخر يتضمن تشجيع حماس على مواصلة تغيير موقعها لتصبح حركة سياسية شرعية، وهي عملية بدأت فعليا بعد سيطرة حماس على غزة في 2007. وبالنتيجة من الممكن أن تنضم حماس إلى اتفاق سلام واسع يشمل إسرائيل وفتح".