اليوم الثاني لمعرض "تراثنا": إقبال كثيف على شراء ال"كروشيه والزجاج المعشق"

إقبال كثيف شهده معرض «تراثنا» للحرف اليدوية، المقام بمركز مصر للمعارض الدولية فى التجمع الخامس، لليوم الثانى على التوالى، والممتد حتى السادس من الشهر الحالى، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وجهاز تنمية المشروعات، والذى يضم عدداً كبيراً من المشاركين يعملون بالحرف اليدوية، من مختلف المحافظات، وأشادوا بنجاح تجربتهم داخل المعرض، بجانب ترحيب الزوار بالمعروضات، وتأكيدهم على ملاءمة أسعار السلع لهم مقارنة بالأسواق الأخرى.
"كوكب": كل شغلى فى صناعة إكسسوارات "الهاند ميد" باعمله فى البيت وشاركت قبل كده فى معارض "أوبن داى" لكن دى أول مرة أشارك فى معرض للحرف اليدوية
إكسسوارات مختلفة الأشكال والألوان، مرصوصة بجوار بعضها البعض، استقرت فى أحد جوانب المكان المخصص لعرض منتجات محافظة المنوفية، وقفت أمامها كوكب ندا، 53 عاماً، حاصلة على بكالوريوس تربية فنية، متخصصة فى صناعة إكسسوارات «الهاند ميد»، تقول: «أغلب الخامات اللى بتشوفها عنيا بحاول أعمل منها إكسسوارات متعددة»، خامات كثيرة تستخدمها «كوكب» فى صناعة منتجاتها، منها الكريستال، والساتان، والقماش، والأحجار، وعجين السيراميك: «كل شغلى بعمله فى البيت، وبناتى هما اللى بيساعدونى، واحدة منهم خريجة فنون جميلة، والتانية بكالوريوس تجارة»، مشيرة إلى أن هذه هى المرة الأولى لها فى المشاركة بمعرض للحرف اليدوية: «اشتركت قبل كده فى معارض أوبن داى، لكن دى أول مرة أشارك فى معرض للحرف اليدوية»، مضيفة أنها سمعت عن المعرض بالصدفة، وعلى الفور قررت الاشتراك فيه: «من شهرين واحدة زميلتى هى اللى قالت لى إن المحافظ أتاح فرصة للعاملين بالحرف اليدوية للاشتراك فى معرض تراثنا، وبعدها قدمت نماذج من شغلى واتوافق عليها».
فى الجهة المقابلة ل«كوكب» رُصّ عدد من اللوحات الفنية المحفورة على قطع خشبية بأحجام مختلفة وتصميمات متعددة، وقف بجوارها أحمد صبحى، 62 عاماً، أحد سكان محافظة المنوفية، على المعاش، يقول: «كنت مدير عام سابق لشركة أنابيب البترول، ولكن هوايتى من صغرى أعمل لوحات على الخشب وأزخرفها»، بعد توقفه عن العمل أتيحت له الفرصة للتفرغ لهوايته وتطويرها والعمل عليها: «بصنع كل اللوحات فى البيت بمساعدة ولادى، لأنهم واخدين منى نفس الهواية، وبيحبوا شغل الجرافيك»، وأضاف «صبحى» أن لوحاته بعضها مستوحى من صور مرسومة، والبعض الآخر من وحى خياله: «لما الواحد بيحب مهنة بيطلّع فيها كل حاجة عنده عشان يثبت نفسه»، أما عن الإقبال، فأكد «صبحى» زيادة عدد الزوار فى اليوم الثانى للمعرض مقارنة بيومه الأول، مشيراً إلى أن أسعار منتجاته فى متناول يد الجميع.
«أباجورات.. ساعات.. مرايات» صُنعت جميعها من الزجاج المعشق، مهنة احترفتها ماجدة حنفى، 49 عاماً، تقطن بمنطقة فيصل، لم يسعدها الحظ فى الاشتراك بالدورة الأولى لمعرض «تراثنا»، لذلك بذلت قصارى جهدها للاشتراك فى دورته الثانية: «كنت حابة اشترك فيه السنة اللى فاتت، لكن ما لحقتش، والسنة دى كان ليا نصيب فى المشاركة»، مضيفة أن جميع منتجاتها تُصنع داخل منزلها، بمساعدة أبنائها: «كل حاجة بعملها بإيدى فى البيت مع ولادى»، وأشارت «ماجدة» إلى تجهيزها لمنتجات جديدة لكى تتناسب مع طبيعة المعرض.
ساحة المعرض يتوسطها ركن مربع الشكل، مكون من عدة أرفف، بعضها يحمل ملابس يدوية، وبعضها فيه شنط من القماش المصنوع يدوياً، وآخر مرصوص عليه مجموعة من المفروشات اليدوية، وقف بينها محمد عفيفى، 31 عاماً، من سكان منطقة الجمالية، الذى جاء إلى المعرض كنوع من أنواع التسويق والدعاية لمنتجاته التى يعرضها طوال الوقت فى محله بمنطقة الحسين، يقول: «المعرض معمول له دعاية بشكل كبير، وأكبر دليل على كده الإقبال الموجود من يوم افتتاحه».
"دعاء": شاركت فى الدورة الأولى وكانت تجربة ناجحة وعرّفتنى بزباين كتير وكل سنة هكون أول المشتركين
التقطت منه أطراف الحديث، دعاء جلال، 32 عاماً، من سكان منطقة الجمالية، تقوم بتصنيع الشنط اليدوية، وتعرضها فى نفس مكان «عفيفى»، تقول: «شاركت فى الدورة الأولى للمعرض، وكانت تجربة ناجحة وعرفتنى بزباين كتير، وكررتها السنة دى، وكل سنة هكون أول المشتركين».
منسوجات عديدة زينتها أعمال الكروشيه، قامت بها حنان عثمان، 56 عاماً، من سكان محافظة القاهرة، مستخدمة ألواناً مختلفة من خيوط الكروشيه فى عمل ملابس الأطفال والمفروشات، لم تكن مشاركتها هى الأولى من نوعها، بل شاركت من قبل فى أكثر من معرض، من أهمها معرض «ديارنا».
ركن تملأه لوحات الخشب «الأركيت» المدون عليها عبارات بالخط العربى، وبمستويات وأحجام مختلفة، يجلس وسطها أحمد سيف، بملامح يكسوها الشيب، أحد سكان مدينة السادس من أكتوبر، درس الخط العربى، وورث مهنته عن والده، وأخذ يطور من نفسه، لكى يستطيع عمل لوحات خشبية تميزه عن غيره، يقول: «درست تصميم، وبدأت أشتغل شغل الأركيت، فى الأول كنت بعمل لوحات مستوى واحد، يعنى مكتوب عليها عبارة واحدة، لكن مع الوقت قدرت أحقق لوحات فيها أكتر من 12 مستوى»، مضيفاً أنه للمرة الأولى يشترك فى معرض مخصص للحرف اليدوية، وأشار «سيف» إلى فخره بالمشاركة فى المعرض، لأنها أتاحت له فرصة التسويق لأعماله التى قد تغيب عن أذهان البعض: «الخط العربى ما بقاش موجود زى الأول، والمعارض اللى زى كده هى اللى هترجّع كل تراثنا اللى ناسيينه».
"هانى": ألعاب الأطفال بتشد الزبون وسيدة اشترت بوجى وطمطم عشان بيمثلوا لها ذكريات الطفولة
«بوجى وطمطم» يظهران بحجم كبير فى أحد أركان المعرض، بجوارهما عدد كبير من ألعاب الأطفال المصنوعة من القطن، المشهد كان كفيلاً لجذب انتباه كل المارين أمامه، وليس الأطفال منهم فقط، وذلك بحسب قول هانى حمادة، 24 عاماً، مسئول مبيعات أحد مصانع ألعاب الأطفال، الذى أكد على الإقبال الكثيف الذى يشهده المعرض، وخاصة ركنه.
خيمة كبيرة ضمت داخلها عدداً كبيراً من التمور والمكسرات، وقف أمامها عاصم على أحمد، 42 عاماً، مسئول مبيعات شركة «واحة باريس للتمور»، يسكن محافظة الوادى الجديد، يقول: «أول مرة نشارك فى معرض تراثنا، والتجربة هنا ممتازة، لأن التنظيم مستواه عالى، والمكان مناسب لأعداد المشاركين فيه»، مضيفاً أنه سيكرر الاشتراك فى الدورة المقبلة للمعرض: «اتعرفت على ناس كتير فى المعرض، وده ساعد فى ترويج اسم منتجاتنا، وهيساعد فى وجود زباين أكتر خلال الفترة المقبلة».