بعد استفتاء الأحد المقبل حول انضمام القرم إلى روسيا يدور سؤال أساسي: هل ستكون شبه الجزيرة قابلة للحياة إن قررت الانفصال عن اوكرانيا؟ قبل أسبوع على التصويت، أفاد نائب روسي بأن روسيا مستعدة لتوفير أكثر من مليار دولار للمنطقة الاستراتيجية على البحر الأسود التي تخضع حاليا لسيطرة روسية بحكم الأمر الواقع. غير أن وزير مالية أوكرانيا أولكسندر شلاباك، تعهد باستمرار كييف في "تغطية جميع نفقات الميزانية في القرم.. القرم ستمول كالعادة". ويعكس كل هذا الحديث عن التمويل اعتماد الجمهورية التي تتمتع بحكم ذاتي على الخارج للبقاء. تعد شبه الجزيرة مليوني شخص في جنوبأوكرانيا على مساحة أصغر من بلجيكا. وتحصل القرم على 82% من كهربائها من أوكرانيا بحسب خبير الطاقة في مركز نوموس في كييف ميهايلو غونشار. وتستخرج شركة شورنومورنفتوغاز 1,6 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي من البحر الأسود سنويا، لكن هذا يغطي بالكاد حاجات القرم. وهذا سيطرح مشكلة كبرى في حال سيطرة روسيا على المنطقة الاستراتيجية بحسب تحذير المحلل. وقال إن "روسيا لن تكون قادرة على توفير تعويض في مهلة قصيرة للقرم عن الموارد الأوكرانية، لأن الاتصال بالبنى التحتية ليس متوافرا بين روسيا والقرم". وتابع محذرا "ستكون هناك عواقب وخيمة لسكان القرم في جميع الأحوال في حال ضم روسيا لشبه الجزيرة". على ساحل البحر الأسود الذي شكل وجهة رئيسية للسياحة في فترة الاتحاد السوفيتي، ما زال اقتصاد القرم يعتمد بشكل كبير على السياحة، عبر منتجعات على غرار يالطا وافباتوريا تجذب الحشود صيفا. لكن مع وجود الجنود الروس وسفنهم مكان السياح وسفن الرحلات بدأت المنتجعات ترتقب موسما سيشهد خسائر فادحة. وصرحت الصحافية الاقتصادية الأوكرانية الشهيرة سفجيل موساييفا: "قرر الكثيرون عدم التوجه إلى القرم في عطلهم لأن المنطقة خطيرة، ليست منطقة آمنة". وتابعت: "لذلك سيتجه الكثيرون إلى تركيا أو سوتشي" المنتجع الروسي الذي يستضيف حاليا الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، فيما يحدق خطر الحرب على منطقة البحر الأسود برمتها. وتساءلت موساييفا: "في العام الفائت أنت أكثر من مليوني سائح إلى القرم، كم سيكونون هذا العام؟ هذا أمر لا يمكن أن أقدره". لكنها اعتبرت أن الشركات التي قد تخسر زبائنها أن لم يكن عملها برمته في حال انضمت القرم إلى روسيا، ما زالت لا تشعر بالذعر. وأوضحت "أنها مصدومة من الوضع برمته، لا يمكنها تصديقه. بالأمس كانت المنطقة أرضا أوكرانية، اليوم هناك الكثير من الجنود قرب المكاتب والكثير من الأعلام الروسية على جدران المدن وفوق المدارس". وبدا رئيس صندوق تنمية القرم أولكسي سكوريك أكثر تشاؤما، وحذر من أن الوضع الاقتصادي الصعب أصلا في المنطقة سيتفاقم مع تصعيد الأزمة. إلى جانب السياحة، تشكل الزراعة محركا كبيرا للاقتصاد المحلي لكنها "تعتمد كثيرا على مخزون المياه وكل موارد المياه متصلة بأوكرانيا، لذلك هناك مخاوف كبرى من قطعها إن ساءت الأوضاع". وتابع: "من السخافة القول باستمرار الاستثمارات في القرم في حال تواصل التوتر". وحذر قادة القرم إنهم سيبدأون بالسيطرة على الشركات التابعة للدولة الأوكرانية لكنهم طمأنوا الشركات الخاصة بأنهم لن يتعرضوا لها. ونقلت وكالة "إنترفاكس" عن نائب رئيس الوزراء المحلي رستم تميرغالييف، أن شركات على غرار شورنومورنفتوغاز والفروع المحلية من شركات وطنية كشركة اوكرزاليزنيتسيا لسكك الحديد "ستنتقل إلى ملكية القرم قريبا جدا".