اندلعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب العراقية في ساحة الطيران القريبة من ساحة التحرير في بغداد. وشهد العراق احتجاجات، أمس، وحوادث عنف في عدد من المحافظات، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة أكثر من 250 آخرين، وفق مصادر طبية. وعقب ذلك، أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي البدء في إجراء تحقيق بشأن حوادث العنف هذه، مشيرًا إلى أن الأولوية كانت وستبقى مركزة على تحقيق تطلعات الشعب المشروعة والاستجابة لكل مطلب عادل. فيما أعلنت رئاسة مجلس النواب العراقي توجه لجنتين نيابيتين بفتح تحقيق في الأحداث التي رافقت التظاهرات، فيما قالت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي إن قمع التظاهرات السلمية ردة فعل خاطئة. وتأتي هذه التظاهرات، التي انطلقت في بغداد ومحافظات البصرة وذي قار ومدن أخرى، بعد أيام من دعوات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لرفض إقالة القادة الميدانيين الذين حاربوا تنظيم داعش، ومن بينهم رئيس جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي. واعتبرت جهات عراقية أن قرار إقالة الساعدي بأمر من رئيس الحكومة يأتي في إطار تنفيذ أجندات خارجية، ترمي إلى القضاء على هيبة المؤسسة العسكرية المتمثلة بالجيش العراقي، وتعمل على أن يكون للحشد الشعبي قوة أكبر من قوة الجيش. وتصدت قوات الأمن العراقية لاحتجاجات بغداد بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، حسبما أفاد مسؤولون طبيون في وقت سابق من الثلاثاء. ورد بعض المحتجين بإلقاء الحجارة على قوات الأمن، بينما كان آخرون يلوحون بالأعلام العراقية فوق مدفع المياه. وأصدرت خلية الإعلام الحكومي بيانا مشتركا لوزارتي الداخلية والصحة عن المظاهرات، أعربت خلالها عن أسفها لما رافقت هذه الاحتجاجات من أعمال عنف، صدرت من مجموعة من مثيري الشغب لإسقاط المحتوى الحقيقي لتلك المطالب وتجريدها من السلمية التي خرجت لأجلها. ودعت الخلية المواطنين كل إلى التهدئة وضبط النفس، ونؤكد أستمرار الأجهزة الأمنية في تأدية مهماتها حرصا منها على أمن وسلامة المتظاهرين. من جانبها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تراقب التظاهرات في العراق، معربة عن قلقها من تقارير تفيد بوقوع خسائر في الأرواح.