قال «وسيط موزة» عبر إحدى الفضائيات: «إن ما يقال عن أن قطر تأتمر بأمر أمريكا كلام فارغ»، ونشرت صحيفة مصرية ممولة وموالية لقطر وجماعة الإخوان مقالاً، نقلاً عن صحيفة قطرية بعنوان: «يا سادة قطر ذات سيادة».. كان هذا بعد سحب السعودية، والإمارات، والبحرين لسفرائها من قطر.. وإذا كانت قطر ذات سيادة على أرضها، فمعنى ذلك أن أمريكا دولة عبيطة، لأنه حسب الكاتب الأمريكى، وليم أركِن، تستضيف قطر أهم بنية تحتية عسكرية أمريكية فى المنطقة، وفيها يوجد المقر الميدانى للقيادة العسكرية المركزية للمنطقة الوسطى من العالم (الممتدة من آسيا الوسطى للقرن الأفريقى)، بينما المقر الرئيسى لتلك القيادة فى قاعدة «ماك دِل» الجوية فى ولاية فلوريدا الأمريكية. لنتأمل هذه الحالة لدولة جيشها من 8 إلى 10 آلاف مقاتل، وأغلبهم «مرتزقة» تم تجنيسهم حديثاً.. ونسأل: هل يمكن لأمريكا أن تترك جنودها بعدد كبير وبمهام خطيرة فى بلد لا يدين لها بالولاء المطلق، بل لا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة دون مشورتها.. وسأتوقف عند برقية نشرها موقع «ويكيلكس» الشهير بعث بها السفير الأمريكى بالدوحة جوزيف لاليبرون، مؤرخة فى 19 مارس 2009، بعنوان: قطر تستخدم «الجزيرة» كأداة للمساومة، وإليكم بعض النقاط التى وردت فى البرقية تأكيداً لتبعية قطر المطلقة للولايات المتحدة: 1- سيتم تقوية مكانة ولى العهد الشيخ تميم، حيث يتم إعداده بشكل جيد، وسيقوم بإصدار مراسيم أميرية قريباً، وذلك لتعزيز مكانته. 2- سيتم تعزيز مكانة الشيخة موزة من خلال المساعدات الإنسانية والاجتماعية والتعليمية التى سوف تقوم بتقديمها. 3- لن يتغير الحكم الاستبدادى المطلق فى قطر. 4- خلال السنوات الثلاث المقبلة، ستطور قطر علاقاتها مع إيران لأسباب براجماتية (حقل الغاز المشترك). 5- ستقوم الحكومة القطرية باستخدام قناة الجزيرة كأداة من أدوات علاقاتها الخارجية. 6-القوات المسلحة القطرية قواتها 8000 رجل، وهى ليست بالقوة.. وبالتالى فإن قطر فى مواجهة التحديات والتهديدات الخارجية تعتمد على أمريكا وقواعدها. 7- ستطلب الحكومة القطرية من الإدارة الأمريكية أن تقوم بتدريب وتسليح عناصر قوة الأمن الداخلى. 8- تريد قطر تركيز التعاون مع أمريكا على حماية البنى التحتية لقطاع الطاقة، وكافة المرافق الإنتاجية للغاز والبترول. 9- ارتفعت صادرات الولاياتالمتحدةلقطر بنسبة 340% ما بين أعوام 2003 - 2008، بحيث أصبح الميزان التجارى بين البلدين لصالح أمريكا، بحيث أصبحت قطر رابع سوق للصادرات الأمريكية فى الشرق الأوسط، ونتوقع زيادة الصادرات الأمريكيةلقطر بمعدل 20 -30% سنوياً. 10- سوف تقوم الجزيرة بتحسين صورة أمريكا، وهى بالفعل تقوم بذلك منذ تسلم الرئيس أوباما حكم أمريكا. هل لاحظتم أن البرقية تكلمت بلهجة محددة وقاطعة لما سيحدث فى قطر.. هذه اللهجة ليست تكهنات سياسية، ولا قراءة لمستقبل دولة، لكنها لهجة من خطط وأدار ويعرف كيف ستكون النتيجة؟ وبنظرة سريعة على حجم الوجود العسكرى الأمريكى نعرف أن قطر كلها ليست سوى قاعدة عسكرية أمريكية، بعد أن رهنها آل ثان لتكون خنجراً مسموماً فى خاصرة الأمة العربية. أنفقت قطر عام 2002 أكثر من 400 مليون دولار لتحديث قاعدة «العديد»، وغيرها من القواعد مقابل الحماية العسكرية للأسرة الحاكمة، ومنذ 1995 أصبحت قطر أكبر مخزن للأسلحة والعتاد الأمريكى فى المنطقة، وبنت على نفقتها مجمعاً من 27 مخزناً لآليات القوات الأمريكية، وفى عام 2001 أصبحت «السيلية» المقر الميدانى للقيادة المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى. واضح طبعاً أن قطر لا دولة.. لا سيادة.. ولا حتى محتلة.. قطر لا تزيد على كونها حاملة جنود أمريكان تسير وفق أوامر من البنتاجون والسى أى إيه.. والصهاينة من قبل ومن بعد.. ولهذا مقال آخر.