أعلنت وزارة خارجية جنوب أفريقيا، اليوم، أن بريتوريا "أغلقت مؤقتا" بعثتيها الدبلوماسيتين في نيجيريا بعد تلقيها "تهديدات" بعمليات انتقامية ردا على أعمال العنف التي استهدفت أجانب في الأيام الأخيرة في جنوب إفريقيا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في بريتوريا لوكالة "فرانس برس" الفرنسية: "تلقينا معلومات وتهديدات من نيجيريين وقررنا أن نغلق مؤقتا" سفارة جنوب أفريقيا في أبوجا والقنصلية في لاجوس مع "تقييم الموقف"، مضيفا: "سنراقب الوضع حين نرى ذلك ضروريا، سنعيد فتح" السفارة والقنصلية. وشهدت جوهانسبرج أكبر مدينة في جنوب أفريقيا ثلاثة أيام من أعمال شغب ضد أجانب خلفت سبعة قتلى قبل عودة الهدوء إليها، أمس الأربعاء. ودمرت عشرات المتاجر وتم حرق شاحنات يشتبه بأن سائقين أجانب كانوا يقودونها. ولم تعلن جنسيات الضحايا بعد، وأثارت أعمال العنف هذه غضبا وقلقا في القارة الأفريقية، ودعت دول أفريقية جوهانسبرج للهدوء فيما حضّت مواطنيها على توخي الحذر. ويواجه العمال الأجانب مشاعر معادية للاجئين في جنوب أفريقيا، ثاني أكبر اقتصاد في القارة، حيث يتنافسون مع المواطنين المحليين خصوصا في القطاعات التي لا تحتاج لعمالة ماهرة، وأوقفت السلطات الجنوب أفريقية 420 شخصا منذ الأحد الماضي. وكثّفت نيجيريا، التي تشكّل مصدرا كبيرا للعمالة الأجنبية في جنوب أفريقيا، الإجراءات الأمنية بعد اعتداءات انتقامية، فيما نشبت أعمال عنف أيضا في الكونغو الديموقراطية، أمس الاربعاء، وأعلنت شركة "ام تي ان" الجنوب أفريقية للاتصالات إغلاق متاجرها بشكل مؤقت في نيجيريا كإجراء وقائي بعد أن هاجم محتجون متاجر للشركة العملاقة في عدة مدن نيجيرية. وفي أحداث عنف جديدة، حطّمت حشود غاضبة في لوبومباشي ثاني كبرى مدن الكونغو الديموقراطية نوافذ قنصلية جنوب أفريقيا ونهبت متاجر يملكها مواطنون من جنوب أفريقيا، وقال رجل الأعمال النيجيري اليكو دانجوتي، الذي يعد أغنى رجل في أفريقيا، إنّ العنف بين الأفارقة يعوق "آمالنا بازدهار دائم ومشترك". وتعد جنوب افريقيا أكبر قوة صناعية في القارة، وتشهد بانتظام أعمال عنف بحق أجانب يؤججها تنامي الفقر والبطالة، وفي 2015 قتل سبعة أشخاص خلال أعمال نهب استهدفت متاجر يملكها أجانب في جوهانسبرج ودوربان شرق البلاد. وفي 2008 خلفت أعمال شغب على خلفية كراهية أجانب 62 قتيلا.