رحب سياسيون بالقرار السعودى بإعلان جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً، مؤكدين أنه كان متوقعاً، ويمثل رسالة ل«قطر» حاضنة التطرف، للتراجع عن دعم الإرهاب، فيما وصف تنظيم الإخوان الإرهابى، القرار بالسياسى، وأنه يمثل انحرافاً عن مسار ملوك السعودية. كانت المملكة العربية السعودية قد اعتمدت، أمس، قائمة للجماعات الإرهابية، تضم «داعش، والنصرة، والإخوان، وحزب الله السعودى، والحوثيين، وتنظيم القاعدة فى جزيرة العرب واليمن والعراق». وقال الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، ل«الوطن»، إن القرار كان رد فعل طبيعياً ومتوقعاً من المملكة على ممارسات الإخوان، التى تنتهج العنف منذ ثورة 30 يونيو، وتسير عكس الاتجاه، بدلاً من أن تعترف بفشلها فى الحكم، وبرفض المصريين لها، لافتاً إلى أن ممارسات التنظيم تحولت من العنف والإرهاب، إلى عقد تحالفات إقليمية ودولية تهدد المنطقة العربية بأكملها. وأضاف «الشوبكى» أن القرار يحمل رسالة إلى «قطر» التى تُعد الحاضن الأول للجماعات المتطرفة والمحرضة ضد دول الخليج، للتوقف عن التحريض، والسياسات التآمرية التى تنتهجها، مشيراً إلى أن ضم «حزب الله» و«تنظيم داعش» للقائمة جاء لموقفهما من الصراع السورى، وأن «حزب الله» تحول إلى الطائفية، فيما ارتبطت «داعش» بتنظيم القاعدة الذى يمارس الإرهاب الصريح فى سوريا، ما يجعل من إعلانها منظمات إرهابية قراراً متوازناً. وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، المتحدث باسم جبهة الإنقاذ، إن القرار جزء من المعركة التى يخوضها عدد من الدول العربية فى مواجهة الإرهاب، مضيفاً: «هذه القرارات رمزية، تؤكد موقفاً معيناً اتخذته الحكومة، لكنه لا يخلق وضعاً جديداً، لأننا أمام معركة طويلة فى مواجهة الإرهاب وستستمر لسنوات»، مشدداً على خطورة عودة المشاركين فى معارك سوريا إلى مصر والدول العربية، لأنهم سيكونون أكثر خطورة من عناصر الجماعات الإرهابية التى عادت من أفغانستان فى الماضى. من جانبه، رحب الدكتور شعبان عبدالعليم، عضو المجلس الرئاسى لحزب النور، بإعلان السعودية «حزب الله السعودى»، و«داعش»، و«النصرة» جماعات إرهابية، لما تمارسه من إرهاب وقتل معروف، مضيفاً: «لا ندرى سبب وضع الإخوان على القوائم، ولم نعرف حيثيات القرار، وهل هو التضامن مع مصر أم لأن هناك نشاطاً إرهابياً لهم داخل المملكة». فى المقابل، قال محمد السيسى، عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة، إن القرار السعودى انحراف عن المسار، وتغير لمنهج ملوك السعودية على مر الأعوام الماضية، ومن الواضح أن المملكة بدأت تسير خلف أمريكا وإسرائيل، من أجل مصالح شخصية تخدم أهداف الأسرة الحاكمة. وقال زكى بن إرشيد، نائب المراقب العام لتنظيم الإخوان فى الأردن: إن القرار السعودى يخدم مصالح النظام السورى، الذى سبق أن صنَّف الإخوان جماعة إرهابية، مشيراً إلى أن قرار السعودية جاء انعكاساً لدعمه لما سماه «الانقلاب» العسكرى بمصر. وحول تداعيات قرار السعودية على مستقبل الإخوان، أضاف أن «الإخوان» حركة لها جذورها فى التاريخ وليست عابرة أو طارئة، رغم عمليات الاستهداف الكثيرة لها، إلا أنها باقية ولم تتأثر. وطالب إرشيد السعودية بمراجعة موقفها من الإخوان؛ لأن معركتها مع الأعداء الخارجيين الذين يتربصون بها.