رغم علم زوجي أنني قد حمدت رب العالمين وأخذت نصيبي من الإنجاب، وقد منّ الله علينا بفراشتين جميلتين "سلمى ونور"، لكنه يشعرني بتقصيري بسبب رغبتي في الاكتفاء بالإنجاب لهذا الحد، بسبب عملي ومسؤولياته وأيضا عبء التربية وخدمتهما جيدا، كما أن الصحة لم تعد تساعدني ل"لمناهدة" والحمل و توابعه الثقيلة. للأسف زوجي لا يتفهم رغبتي في التربية الجيدة أمام غلاء الأسعار المتوحش ومتطلبات الحياة التي لا ترحم، فهو يعشق العزوة وونس الأطفال التي اعتبرها "دوشة" وصخب زائد عن الحد، فلقد تربى وسط قطيع من أطفال عائلته من أبناء عمومته وعماته وخالاته وهكذا، حتى أدمن ذلك الصخب الطفولي وحنينه أيضا لإنجاب الولد، رغم علمه ويقينه أنه المسؤول عن تحديد نوع المولود كما أثبت العلم الحديث، لكنه يصر على تحقيق حلمه "إنجاب الثالث". أنصحه أن الثالث ربما يكون أنثى أيضا، و"التالتة تابتة يا ولد عمي العزيز"، ومازال يلح علي في ضرورة التخلي عن حرصي على عدم الإنجاب، رغم أنه يراني وأنا عائدة إلى العمل مشطورة إلى نصفين، بالكاد استجمع نفسي وألتقط أنفاسي، مازال يلح وأنا في حيرة من أمري رغم اقترابي من الأربعين ومخاطر الإنجاب في تلك السن، لكن رؤيته إلى أولاد أخيه الذكور تؤجج حنينه وشوقه لمزيد من العزوة والولد.