فى يوم 18 ديسمبر من كل عام تحتفل قطر بعيدها الوطنى، الذى يأتى إحياء لذكرى تولى مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثانى الحكم فى البلاد، ومن المألوف فى هذا اليوم الاحتفال على أنغام أغنية شهيرة يقول مطلعها: «اليوم يوم السعد فى ديرة أهل الحمية.. دار التميمى حمد»، وتذيع قنوات التليفزيون القطرى مقاطع الرقصات القطرية الجماعية التى تسمى «العرضة»، ويظهر خلالها الأمير السابق حمد آل ثانى وهو يتمايل على أنغام الأنشودة الشهيرة التى تمجد اسمه باعتباره صاحب «الحمية»، كما تذاع «عرضات» شهيرة أخرى مثل «من يعادى قطر؟!» وعرضة «يا أهل العليا» التى تتوعد أعداء قطر بالموت، ويتخلل لحنها أصوات المدافع الرشاشة، بما يتناقض بشدة مع تبعية قطر الكاملة للولايات المتحدة، ووصلت هذه التبعية لأمريكا إلى درجة أن وصفها السفير كمال عبدالمتعال، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ب«النسخة العربية من إسرائيل». خلال الاحتفال الأخير للسفارة القطريةبالقاهرة فى ديسمبر الماضى، أى بعد 6 أشهر تقريباً من ثورة 30 يونيو، كانت هذه الأغانى الوطنية حاضرة فى القاهرة وسط رقص وتلويح المحتفلين بالسيوف بمناسبة العيد الوطنى القطرى، فيما تظاهر العشرات من النشطاء أمام أحد الفنادق التى شهدت الحفل القطرى مطالبين بطرد السفير القطرى سيف بن مقدم البوعينين. واعتبر السفير حسين هريدى أن استضافة دولة لقواعد عسكرية لدولة أخرى يدل على التطابق بين الدولتين فى الاستراتيجية، موضحاً أن القاعدتين الأمريكيتين جزء رئيسى من الاستراتيجية العسكرية الأمريكية فى المنطقة، مشيراً إلى أن إحدى القاعدتين كانت تمثل دعماً للقوات الإسرائيلية خلال العدوان الإسرائيلى على غزة عام 2009 دون علم قطر، فى نفس الوقت الذى كانت تدعم فيه قطر حركة «حماس»، بما يعنى أن هذه القوة العسكرية الأمريكية يمكن أن تُستخدم فى أى وقت ضد أى طرف عربى آخر. وبشأن استفادة قطر من الوجود العسكرى الأمريكى على أراضيها، قال: «قطر تبرر وجود القاعدة العسكرية الأمريكية برغبتها فى حماية نفسها من إيران، كى لا يتكرر مشهد الغزو العراقى للكويت مرة أخرى، وهذا مبرر فى غير محله لأنه لا يمكن لأى قوى إقليمية كإيران أو السعودية تكرار ما فعله صدام حسين فى الكويت، والوجود الأمريكى فى قطر لا يقتصر على الوجود العسكرى فقط بل هناك جامعات ومراكز بحثية أمريكية تعمل فى قطر، بحيث أصبحت رأس حربة للفكر الأمريكى فى المنطقة والعالم الإسلامى. ويرى السفير كمال عبدالمتعال أن «قطر تدين منذ 15 سنة بالولاء لإسرائيل والرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز تحديداً، الذى وضع التصور لدور قطر فى المنطقة»، وأكد ل«الوطن» أن المشروع القطرى هو مشروع إسرائيلى لعمل تسلل واختراق للتجمع العربى والخليجى والشرق أوسطى وتخريب المنطقة العربية لصالح إسرائيل من خلال العرب أنفسهم وبواسطة الدور والتدخل القطرى. وتابع: «شيمون بيريز عرض على أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثانى المشروع (القطرى-الإسرائيلى)، وكان رد حمد عليه أن قطر دولة صغيرة وأن ما يطلبونه منها يمثل دوراً أكبر من مساحتها وإمكانياتها، وقال له بيريز إن إسرائيل أيضاً دولة صغيرة وأصبح لها دور أكبر بكثير من حجمها. وأقنع قطر بهذا الدور وبدأت الولاياتالمتحدة وإسرائيل مشروعها مع قطر لتفتيت الدول العربية الكبيرة المحيطة بإسرائيل». ورداً على ما إذا كانت قطر تمثل النسخة العربية من إسرائيل، قال السفير: «بالفعل هذا التشبيه صحيح، وهى تهدد المصالح العربية وتهدد الدول الكبرى العربية فى المنطقة، لأنها متحدة مع إسرائيل فى الهدف والمنهج والأسلوب والوسائل، وهى بالفعل نموذج عربى لإسرائيل». وأضاف: «أعتبر أن زيارة أوباما القادمة للسعودية ستتناول بشكل رئيسى خلافات دول الخليج مع قطر نتيجة دعمها للإخوان فى مقابل دعم الخليج لمصر».