أصابتنى فى الأيام الأخيرة حالة من الإحباط وعدم التفاؤل بشأن مستقبل الكرة المصرية، لسببين أولهما اختيارات شوقى غريب، المدير الفنى للمنتخب، لمباراة البوسنة الودية المقررة غداً بالنمسا، رغم أن ذلك حق أصيل للمدير الفنى، وهو الأدرى بظروف اختياراته، لكنى غير مقتنع بما ساقه حول تلك الخيارات من مبررات، فالمتاح من وجهة نظرى أفضل بكثير ممن وقع عليهم الاختيار. وعدم التنسيق بشأن لاعبى الزمالك واحتمالية غيابهم عن اللقاء، لارتباط الفريق بمباراة عودة فى دورى الأبطال يثبت أن الجهازين الفنى والإدارى ما زالا بعيدين عن الاحترافية، رغم أن المدير الفنى والمدير الإدارى يعملان بالمنتخبات منذ عقود، ومثل هذه المواقف من الأمور البديهية التى يتعرض لها الفريق باستمرار. وأتعجب من حالة الارتباك التى أصابت الجهاز مع تأكده من غياب لاعبى الزمالك، لدرجة أنه لم يضم بديلاً لمحمد عبدالشافى، ظهير الزمالك الأيسر، وأظهرت رغبة المدير الفنى فى عدم ضم سيد معوض، لاعب الأهلى، بدليل أن انضمام بعض اللاعبين وحصولهم على التأشيرة النمساوية جاء متأخراً، ولو أراد المدير الفنى ضم «معوض» لتعامل مع الموقف بنفس منطقه فى ضم هؤلاء اللاعبين. وعموما أتمنى أن يخوننى إحساس الفشل الذى ينتظر المنتخب فى المرحلة المقبلة بداية من لقاء البوسنة، وأشكر وائل جمعة على اختياره هذا التوقيت للاعتزال، لأنه لم يكن فى حسابات المنتخب فى تلك الفترة، رغم إعلان «غريب» عكس ذلك، وهو ما لم يكن يليق باللاعب الأكثر عطاءً للكرة المصرية فى السنوات العشر الأخيرة. الأمر الثانى الذى زاد من حالة الإحباط عندى تصرفات مجموعات ألتراس سواء أهلاوى أو زملكاوى على هامش مباراتى السوبر الأفريقى بين الأهلى والصفاقسى، والزمالك وكابوسكورب الأنجولى، فالأول حضر اللقاء، وكان سبباً فى فوز ناديه ببطولة غالية توجته بلقب الأكثر حصداً للبطولات حول العالم، لكنه تجاوز مع انتهاء المباراة، فكان من الطبيعى حرمان جمهور الثانى من حضور لقاء فريقه، رغم أنه لم يقترف أى ذنب، لكن ما شهده لقاء السوبر منح الأمن كل الحق فى عدم السماح للجمهور بالحضور. الأزمة فيما حدث أنه يعيد كل خطوة تخطوها الكرة فى مصر إلى الخلف مجدداً، فالكل داخل الوسط استبشر خيراً بعودة الأمور إلى نصابها، حتى جاءت تلك الأحداث لتهدد استمرار النشاط، وتعكر علينا صفو انتظام مسابقة الدورى وانتهاء دورها الأول، وهو ما لم يحدث فى سنوات كثيرة كانت مصر فيها أكثر أمنا، ولهذا فالتجاوز من الألتراس بات مرفوضاً، خصوصاً أن الجميع يقدر ما قامت به تلك المجموعات من تغيير شامل لفكرة التشجيع ومساندة الأندية والمنتخبات لدرجة جعلتهم سبباً رئيسياً ومباشراً فى فوز الأهلى بكثير من البطولات فى السنوات الأخيرة، ولهذا أذكرهم أن الأصل فى كلمة ultres يعنى باللاتينية التعصب والانتماء للكيان مع عدم الضرر به، وهو عكس ما يقومون به الآن، رغم إيمانى بأن حضور المباريات حق مشروع يجب أن تُسرع الدولة فى الانتهاء منه بقرار مدروس، لأن الجمهور أحد العناصر الهامة لاستمرار المنظومة الرياضية، ويا رب يرجعلى التفاؤل.