أيام مباركة تجتمع فيها ملايين الحجيج من كل فج عميق، ليلتقوا في أرض مباركة يؤدون مناسك وشعائر فريضة الحج، راجين أن يعودوا كما ولدتهم أمهاتهم بدون ذنب أو أوزار. وخلال أيام الحج تعمل المملكة السعودية العربية على خدمة الحجيج وتيسير كل أمورهم لتأدية الفريضة دون معوقات، وفي هذه الأثناء تظهر العديد من المواقف الإنسانية التي تبرز مدى حرص المملكة على خروج موسم الحج بأفضل صورة ممكنة. المواقف الإنسانية خلال موسم الحج الحالي تجلت أكثر من مرة، مع الأطفال وكبار السن والمرضى، وفي موقف جليل حرصت قافلة وزارة الصحة السعودية على تلبية طلب إحدى الحاجات الصوماليات باصطحاب ابنها المريض معها إلى مشعر عرفات، ليصبح أصغر حاج. الطفل الصومالي يدعى "عرفات" عمره 4 سنوات، ويعد أصغر حاج تم تصعيده ضمن قافلة الصحة التي نقلت الحجاج المنومين في مستشفيات الصحة بمكةالمكرمة، ومشعر منى، إلى مشعر عرفات، ويعاني من مرض وضعف في القلب، والتي استوجب الاعتماد على التنفس الصناعي من خلال أنبوبة الأوكسجين. كما نجح فريق طبي بمدينة الملك عبدالله الطبية، في إنقاذ حياة حاج مصري في العقد الثامن من عمره بعد تعرضه لأزمة قلبية أثناء طوافه بالحرم المكي، حيث أجريت له عملية قسطرة قلبية تكللت بالنجاح. وكان عبدالمنعم إبراهيم، البالغ من العمر 70 عامًا، يؤدي مناسك الحج هذا العام، وأثناء وجوده في مكةالمكرمة قرر أن يؤدي عمرة عن والدته التسعينية، وأثناء قيامه بالطواف في الحرم تعرض لألم في الصدر وسقط مغشيًا عليه، حيث تم نقله لطوارئ المدينة التي قامت بكافة الإجراءات الطبية للمريض. ومن إحدى المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي في اليمن، وصل حاج يمني لأداء فريضة الحج، إلا أن معاناته السابقة من أمراض القلب وخضوعه لعملية قلب مفتوح سابقة، ولطول السفر والإرهاق، هددت أداءه للفريضة، حيث تعرض لأزمة قلبية بعد وصوله إلى المشاعر المقدسة. ونُقل الحاج اليمني إلى مدينة الملك عبدالله الطبية؛ حيث حظي برعاية طبية فائقة، وأجريت له عملية قسطرة قلبية، وقُدمت له الخدمات العلاجية؛ ما ساهم في استقرار حالته، والسماح له بتأدية الفريضة، إلا أنه - وفقًا لموقع وزارة الصحة السعودية - رفض ذكر اسمه أو نشر صورته خوفًا من ميليشيات الحوثي. موقف إنساني آخر ظهر مع حاجة فلسطينية في السبعين من عمرها، والتي وصلت مستشفى النور التخصصي وهي تعاني جسديا بعد أن أنهكها الفشل الكلوي المزمن الذي تعاني منه، إضافة لمعاناتها من انسداد كامل في الوريد المركزي، ورغبتها الملحة في أداء الفريضة. وأجرى الفريق الطبي بقسم جراحة الأوعية الدموية التداخلية للسيدة الفلسطينية عملية قسطرة قلبية في وحدة عمليات هجينة، حيث تم فتح الانسداد وتوسعة الوريد بالبالون ووضع دعامتين ما أدى لتحسن حالة الحاجة، وتمكنها من أداء مناسك فريضة الحج. سيدة أخرى من سوريا، تمكنت مستشفى النور التخصصي بالمملكة من حاجة سورية من تخليصها من ورم في مؤخرة الدماغ يبلغ حجمه نحو 5 سم3، وذلك بعد أن عانت من الآلام خلال الفترة الماضية وتعذر إجراء العملية لها في مستشفيات خارج المملكة العربية السعودية. وشخّص قسم جراحة المخ والأعصاب بالمستشفى حالة الحاجة "غالية نور الدين" البالغة من العمر 60 عاما، وقرر إجراء عملية إزالة الورم رغم خطورة الحالة؛ نظراً لوقوع الورم بجوار الأوردة الرئيسة بالمخيخ، لتنجح العملية في النهاية ولا تسجل أي مضاعفات بعدها. أما الحاج الصومالي عبدلي نور في العِقد الخامس من عمره، الذي يعاني من ثقب في القلب، طمأنته الفرق الطبية التابعة لوزارة الصحة السعودية، عقب تعرضه للتعب والألم في القلب وإدخاله المدينة الطبية؛ حيث أبلغته بإمكانية اصطحابه عبر القافلة الطبية التي تصعدها "الصحة" للحجاج المنومين بمستشفياتها، وإرجاء عملية القلب له بعد استكمال مناسك حجه.