أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن «الدولة تتحرك بجدية ومسئولية لتغيير الواقع، وبناء وتعمير مصر وتحقيق نهضة كبيرة بها»، مشيراً إلى أن التحدى الأكبر الذى يواجهها مع أى شركات تنفذ مشروعات مع الدولة هو الوقت، قائلاً: «إحنا بنضغط فى الوقت عشان نشغل مصريين ونغير حياتهم، ومستقبلهم وأسرهم، وهنفضل نبنى ونعمر طول ما إحنا عايشين». الرئيس: «بنضغط الوقت عشان نشغَّل مصريين ونغيَّر حياتهم ومستقبلهم وأسرهم» وأضاف «السيسى»، خلال كلمته فى حفل افتتاح أكبر مجمع للأسمدة الفوسفاتية والمركبة فى الشرق الأوسط والمقام بالعين السخنة، بصحبة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، وعدد من الوزراء والمسئولين، اليوم، إنّ المجمع وفر فرص عمل ل1500 شخص، موجهاً الشكر لكل من ساهم فى خروجه بهذا الشكل، لافتاً إلى دعمه الكامل للقطاع الخاص، قائلاً: «أنا داعم ليه دايماً، ومش بقول الكلام ده دلوقتى بس.. وقلت لهم فى أول لقاء معاهم يلا نبنى مع بعض لأجل خاطر بلدنا». وأشار الرئيس إلى أن «ما تنفذه الدولة الآن هو أقصى معدلات من الممكن أن تتم، لكن ما زال المطلوب كثيراً وكنت أتحدث مع مسئولى الدولة وقلت لهم إننا نحتاج موازنة نحو تريليون دولار لدولة بحجم مصر، فلقيتها فى إحدى الصحف لحل مشاكل مصر بنحتاج لتريليون دولار، وده مش صح، أنا باتكلم عن مصروف مش باتكلم عن حل مشكلات، دولة فيها 100 مليون، مصروفها السنوى تريليون دولار». وأوضح «السيسى» أن الانتهاء من العديد من المشروعات يؤكد أن هناك أملاً، مضيفاً: «بنأكد على الأمل اللى الأشرار المدمرين المخربين بيحاولوا يهدوه، بقولهم لأ مش هتقدروا، مش عشان إحنا جامدين لأ، ربنا مابيرضاش بكده، ربنا خلق الإنسان لتعمير الأرض ماخلقهوش لتخريب الأرض، ولا للإفساد أو الهدم». وتابع الرئيس: «أنا بقول الكلام ده عشان زمايلنا اللى بيقروا ويسمعوا يعرفوا إن الحكاية محتاجة جهدنا كلنا، جهد الدولة وكل الشرفاء من المصريين فى القطاع الخاص، وأنا داعم ليهم»، لافتاً إلى أنه كان هناك الحديث عن الاستفادة من الخامات المصرية الموجودة بدلاً من تصديرها للخارج كمواد خام، وهذا المجمع هو محاولة لتنفيذ التوصية بتحويل ما لدينا من قدرات ومواد خام لقيمة مضافة للاستفادة منها فى السوق المصرية والتصدير للخارج من الفائض. وأشار الرئيس إلى مدينة الرخام الجديدة، قائلاً: «مدينة الرخام الجديدة تنتج ما يقرب من 30 مليون متر فى العام الواحد، وزى السنة دى هنكون بنفتتح مدينة الرخام الجديدة، التى تعمل بكافة الشروط البيئية وتراجعها وزارة البيئة بشكل دورى». السيسي: مستعد لحضور افتتاح مشروعات خاصة ل«رجال الأعمال».. و«لازم نفهّم أولادنا ونحصَّنهم ضد الفكر الهدام.. والدول بتنهض بالانضباط والخلق والتعليم» وتطرق «السيسى» للحديث عن الصناعة فى مصر، قائلاً: «إن الدولة تقف إلى جانب رجال الأعمال، وإحنا معاهم من خلال التمويل ومن جانب البنوك وبنيسر عليهم الأمور»، مشيراً إلى أن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، عرض عليه حضور افتتاح مشروعات خاصة برجال أعمال، خاصة أنها تمثل قلاعاً صناعية كبيرة، مؤكداً: «قلت ماعنديش مانع عشان نبيّن جهد رجال مصريين شغالين وبيبنوا ويعمروا معانا، مستعد طبقاً للوقت اللى يحددوه». وتحدث الرئيس حول الأعمال الإرهابية وخطورتها على الدولة والمجتمع، التى كان آخرها الحادث الإرهابى الذى وقع فى محيط معهد الأورام، وقال: «شوفوا يا مصريين الدنيا اللى حوالينا.. هل فى دين بيقام كدا؟.. هل فى إصلاح يقام بالهدم، قلت الكلام ده مرة ومرات كتيرة، بس التصدى ليه مش الدولة بس، إحنا كمجتمع لازم نفهم أولادنا ونوعيهم ونحصنهم ضد الفكر ده، مفيش دول هتطلع قدام بالهدم، الدول بتنهض بالانضباط والخلق والتعليم والجهد والصبر». وتفقد الرئيس مجمع الأسمدة الفوسفاتية والمركبة، وشهدت جولة الرئيس تفقد معمل تحاليل مياه الشرب بالمجمع، والتقى الشباب العاملين فى المعمل وسألهم: «انتو خريجين إيه يا شباب؟»، فأجابه اثنان منهم: «خريجين كلية علوم جامعة المنوفية، بتقدير عام جيد جداً مع مرتبة الشرف»، ورد «السيسى»: «كلكو خريجى كلية العلوم». وسأل الرئيس الشباب العاملين فى المعمل: «مبسوطين فى الشغل؟»، ورد الشباب: «الحمد لله يافندم»، وسألهم: «مش عاوزين حاجة؟»، ورد الشباب: «ربنا يخليك يافندم». وقال اللواء مصطفى أمين، مدير عام مشروعات جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، إنّ «الجهاز يسعى لأن تسهم شركاته فى تنفيذ المشروعات الإنتاجية بالعديد من المجالات التى تدعم خطط التنمية الشاملة بتنفيذ مشروعات كبرى، مثل المتعلقة بالأمن الغذائى مثل استصلاح الأراضى الزراعية وتنمية الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة»، لافتاً إلى إنشاء مجمعات للصناعات الثقيلة والمتخصصة، كالأسمنت والرخام وحديد التسليح، والاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية المتاحة. وأضاف «أمين»، خلال كلمته، أن «من المشروعات الكبرى التى نفذها الجهاز، إنشاء المجمعات الصناعية المتكاملة فى مجال إنتاج الأسمدة المتنوعة والكيماويات، وأن الجهاز وشركة النصر للكيماويات خططا لإنشاء 3 مجمعات فوسفاتية أخرى، وهى مجمع الأسمدة الفوسفاتية والمركبة فى العين السخنة، ويضم 9 مصانع على مساحة 400 فدان، ومجمع لإنتاج الأسمدة الآزوتية على مساحة 100 فدان يضم 6 مصانع، بتكلفة إنشاء مليار دولار، وينتهى فى 2022، ومجمع لإنتاج الغازات الطبية والصناعية فى أبورواش، ويضم مصنعين على مساحة 50 ألف كيلومتر مربع، وينتهى فى أكتوبر المقبل». وأكد أن الهدف من إنشاء المجمع الوصول إلى الاكتفاء الذاتى لمصر من الأسمدة المختلفة والحد من الاستيراد، وتوفير العملات الحرة بالتصدير، وتحقيق القيمة المضافة لأهم الخامات التى تتميز بها ثروات مصر الطبيعية، إضافة إلى توفير فرص للعمل، منوهاً بتوفير المياه الصناعية للمجمع بمحطة لتحلية مياه البحر، وأخرى لمعالجة الصرف والصرف الصناعى، مؤكداً أن المصانع توفر بعض المنتجات الحيوية المهمة مثل إنتاج الكلور الذى يمد محطات الشرب ب50 ألف طن سنوياً يمثل 60% من الإنتاج المحلى، وإنتاج الشبة السائلة والصلبة، و1.5 مليون طن سنوياً من الإنتاج المحلى للفوسفات. وقال اللواء أركان حرب مختار عبداللطيف، رئيس مجلس إدارة شركة النصر للكيماويات الوسيطة، إن المجمع يضم الشباب الخريجين من 22 محافظة بمن فيهم شباب محافظة السويس، موضحاً أنه بذلك يصبح إجمالى العاملين فى الشركة بالمقر الرئيسى بأبو رواش وبفرعيها فى الفيوم والعين السخنة 4 آلاف عامل ومهندس، إضافة إلى توفير 20 ألف فرصة عمل غير مباشرة بأعمال إنشاء المجمع، وتوريد الخامات والمعدات وأعمال النقل والتوزيع للمنتجات. وأشار «عبداللطيف»، إلى أنه «رُوعى تصميم مجمع الأسمدة الفوسفاتية والمركبة فى العين السخنة، كأسبقية أولى للحفاظ على سلامة البيئة، ومنع أى انبعاثات ضارة من المصانع، والتوافق مع الاشتراطات البيئية طبقاً للمعايير العالمية»، موضحاً أن الشركة نفذت العديد من الإجراءات البيئية منها «التحكم فى الانبعاثات السائلة والغازية والصلبة»، موضحاً أنه جرى استخدام أحدث الأساليب العلمية الحديثة والعوامل المساعدة فى إنتاج الأحماض والأسمدة الفوسفاتية، إلى جانب تركيب المرشحات والفلاتر لتنقية الهواء طبقاً للاشتراطات البيئية، وتغطية كل سيور النقل لتداول المواد الخام والمنتجات، وتركيب أجهزة مراقبة للانبعاثات على مداخن المصانع والتى تعمل بصورة آلية، وكذا معالجة الصرف الصناعى بتقنية عالية، حيث يجرى فصل المواد الصلبة والتخلص الآلى منها طبقاً لاشتراطات جهاز شئون البيئة، كما يجرى إعادة تدوير المياه والاستفادة منها فى العمليات الصناعية؛ توفيراً للمياه واستخدام الفائض منها فى رى المسطحات الخضراء. ونوه باستخدام الغاز الطبيعى بدلاً من السولار لمنع الانبعاثات، واستغلال الطاقة الحرارية الناتجة عن حرق الكبريت الخام؛ لتوليد الكهرباء حتى لا تسبب تغيراً مناخياً فى المنطقة المحيطة، مؤكداً إقامة فرع طبى متكامل داخل المجمع، إلى جانب تركيب شبكة إطفاء تعمل بصورة آلية، والتدريب على خطة الطوارئ ومكافحة الحريق، طبقاً لخطة السلامة والصحة المهنية، وتوفير أدوات ومعدات الأمن الصناعى لجميع العاملين بالشركة للحفاظ على حياتهم. وتابع: «إيماناً منا بإنتاج منتج جيد يتمتع بمواصفات وجودة عالمية، تولى الشركة اهتماماً بالغاً بموضوعات الجودة، حيث أنشأت الشركة معامل حديثة ومتطورة لمراقبة وتوكيد الجودة، بداية من تحاليل المواد الخام مروراً بجميع مراحل الإنتاج وصولاً إلى المنتج النهائى، وجهزت الشركة هذه المعامل بأحدث وأدق أجهزة التحاليل لضمان مطابقة المنتجات للمواصفات القياسية العالمية». وقال إنه يجرى حالياً إنشاء مشروعين جديدين بالمقر الرئيسى للشركة، أولهما: إنشاء مصنع الغازات الطبية والصناعية رقم 3؛ لتغطية احتياجات السوق فى ضوء إنشاء العديد من المستشفيات الجديدة والطلب المتزايد على الغازات الصناعية، وثانيهما: مصنع فوق أكسيد الهيدروجين بتركيز 50%، والذى يستخدم فى العديد من الصناعات المدنية مثل صناعة الورق والغزل والنسيج، ولصالح قطاع البترول، لتوطين تلك الصناعة، موضحاً أنه سيكون الأول فى البلاد لإنتاج هذه المادة التى نستوردها. وأوضح «عبداللطيف»، أنه يجرى حالياً تنفيذ المرحلة الثانية من مجمع الأسمدة، الذى يتكون من 6 مصانع كبرى لإنتاج الأسمدة الآزوتية بتكلفة استثمارية مليار دولار، وهى: «مصنع إنتاج الأمونيا بطاقة 400 ألف طن سنوياً، ومصنع إنتاج اليوريا بطاقة 320 ألف طن فى العام، ومصنع إنتاج اليوريا المحببة بطاقة 320 ألف طن فى العام، ومصنع إنتاج حامض النيتريك بطاقة 165 ألف طن سنوياً، مصنع إنتاج نترات النشادر بطاقة 210 آلاف طن فى العام، ومصنع إنتاج نترات النشادر الجيرية بطاقة 275 ألف طن سنوياً لأول مرة فى مصر، إضافة إلى مجموعة من الوحدات الخدمية والإدارية والمرافق الصناعية، حيث سيجرى تغطية احتياجات هذا المجمع الجديد من الطاقة الكهربائية ذاتياً بنسبة 100% من خلال توربينة بخارية بطاقة 17 ميجاوات فى الساعة». وقَّعت شركة النصر للأسمدة التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، وشركة بنشمارك باور إنترناشونال مذكرة تفاهم، لإنشاء مصنع جديد لإنتاج الأمونيا بطاقة إنتاجية 1200 طن يومياً فى المرحلة الأولى تتم مضاعفتها بالانتهاء من المرحلة الثانية، بتكلفة تقديرية نحو 600 مليون دولار. وقَّع المذكرة، اليوم، كل من حمدى جابر رئيس مجلس إدارة شركة النصر للأسمدة، وأحمد بهجت رئيس شركة بنشمارك باور إنترناشونال، بحضور عماد مصطفى رئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، ووزير قطاع الأعمال العام. ووفقاً لمذكرة التفاهم، تمنح شركة النصر لشركة المشروع قطعة أرض غير مستغلة بمساحة نحو 460 ألف متر مربع لإقامة المصنع عليها، وذلك بنظام حق الانتفاع لمدة 25 عاماً، وتقع بنطاق مجمع مصانع الشركة بمنطقة عتاقة بمحافظة السويس. وتقوم شركة بنشمارك باستدعاء الشركاء الفنيين والماليين، وتأمين تعاقد حق المعرفة وتكنولوجيا المعلومات مع مورد حق معرفة ذى سمعة عالمية وسابقة أعمال مرموقة فى تكنولوجيا صناعة الأمونيا. وذكر بيان للوزارة أن المشروع يأتى فى ضوء سعى الوزارة لتحديث وتطوير الشركات التابعة لها ودعمها بالتكنولوجيا الحديثة والاستعانة بخبرات القطاع الخاص، وكذلك تحسين الاستفادة من الأصول غير المستغلة. مجمع الأسمدة 1500 فرصة عمل يوفرها المشروع و3 أعوام استغرقها إنشاء المجمع. 9 مصانع يضمها المجمع على مساحة 400 فدان. 2.5 مليون طن أسمدة تقريباً ينتجها المجمع فى العام الواحد.
