كلما هدأت حروب الكلام الملتهبة داخل الميادين على أرض المحروسة، خرج علينا مكلمنجية قاذفات اللهب من كل صوب وحدب، يدكون حصون الهدوء على الجبهات، ويخرقون الهدنة ويوجهون أسلحتهم الثقيلة من فوق منصات إطلاق الصواريخ الفشنك بغية استمرار هجومهم الكاسح وغير المشروع لاكتساب أراض جديدة يؤكدون بها ما فشلت فيه سياسات «فرق تسد» التى ابتدعتها إنجلترا خلال احتلالها لمصر، وقد نجح البعض منهم فى خلق الكراهية وتفتيت إرادة الشعب فى تقسيم الوطن بأياديهم إلى فرق وجماعات متنافرة داخل ميادين التحرير والمنصة ومصطفى محمود وأخيراً ميدان العروبة لتحقيق ما فشل فيه المحتل الأجنبى خلال القرون الماضية، والمدهش أن قادة هذه الفرق الانكشارية يقودون معاركهم الكلامية تحت ظلال راية مصر الواحدة بينما النداءات والهتافات متعددة الاتجاهات فهذا ميدان يطالب برحيل العسكر وآخر يطالب برحيل الإخوان وميدان يتطاولون فيه على قضاة مصر الشرفاء مستخدمين عناصر من المرتزقة ليشوهوا كرامة وقدسية ميدان التحرير الأب الروحى للثورة بعدما دخل تاريخ الكفاح المصرى ثم استسلم مكرهاً أخيراً لقوات الاحتلال من الباعة الجائلين والمعتصمين من المصراوية بسطاء الفكر المغيبة عقولهم تحت تأثير فتاوى وآراء الجماعات الدينية المتشددة ومن صراخ وهتافات الحازمين والصامدين واللازمين بدون وجه حق وشرعية وجود، ومن فضلكم يا رماة المدفعية الثقيلة الزموا الهدوء وفككوا خيامكم ونظموا صفوفكم بشكل حضارى ديمقراطى وامنحوا رئيس الدولة فسحة من الوقت دون التدخل فى رسم سياساته ليتمكن من تحديد أولويات مهامه التى انتخبتموه من أجلها، وألقوا بأسلحتكم الفاسدة وحاربوا معه الحرب المشروعة على الجهل والبولوتيكا من أجل البناء والتنمية والعيش والحرية لا من أجل التدمير، ثم قَيموا بعد ذلك أعماله، وحاسبوه فى حال فشله، ولا تنسوا أن العدو الحقيقى سوف يطرق أبواب مصر عندما تسود الفوضى ويسيطر جهل العقول وتنهار قوى الشعب على الصمود وبهدوء يا مصراوية ربنا يخليكو وننصحكم نحن الآباء المخضرمين بأن تهدأوا وتلموا الدور.