الأخلاق لغويا هي كلمة بسيطة معناها الصفات الجميلة والأفعال الحسنة، ما يدل على أصالة من يتحلي بها. عندما أستمع لقصص الماضي وذكرياته التي يرويها لي أبي أتحسر على مجتمع تحول بعض أو معظم أفراده من مثال للشهامة ونبل الأخلاق و سموها وتعففها إلى مثال لانحدار الخلق وتدهور المروءة وتلاشي الحياء. لما تغير الخلق وأين اختفت الشهامة وإلي أين رحلت المروءة!، هل أصبح من الطبيعي أن ينهر الشاب من َهِرم، وأن تفقد الفتاة أمنها، وأن تخوض حربا ضارية أثناء مشيها في شوارع مصر-الآمنة سابقا- هل من الطبيعي أن يفقد الفقير كرامته، وأن تصبح لغتنا اليومية هي السباب والشتائم واللعنات؟!، هل من الطبيعي أن نفقد التسامح لدرجة أن نتقاتل على مصباح سيارة مُتَحطم، أو علي دور في طابور العيش أو على أنبوبة بوتاجاز؟!؛ ربما لسوء الأحوال و ضيقها!؛ ولكن ليس من الطبيعي أن تكون الحاجة سببا لانعدام الخلق واختفاء التسامح . إن لم نتوصل لسبب، فهل يمكننا التوصل لحل أو وسيلة للحد من الانفلات الأخلاقي وإيجاد التسامح المُنعدِم والعثور علي الحياء المُختفي ؟ّ!.إذا فلمَ لا نستغل برامج التوك شو، التي أصبح عددها يفوق عدد شعيرات الرأس، وتقتصر حواراتها على الأوضاع السياسية الانتخابية الحكومية الصراعية ! وأهملت أخلاق شعب تناثرت كأوراق شجر في فصل الخريف الحزين . لما لا نخصص حلقات كاملة لمناقشة هذا الموضوع لتحليل شخصية المواطن المصري المُتغيرة إلى الأسوأ-؟!. لمَا لا تقترب الدعوة الدينية أكثر من الشباب المتمرد لإعادة نشر التعاليم الدينية بطرق تناسب تغير فكرهم وجموح شخصياتهم، من خلال مشاركتهم فعالياتهم، ولتوضيح أن الدين الصحيح لا يقيد حرياتهم بل يصححها ويوجهها نحو الصواب . لمَا لا تتوجه البرامج الساخرة التي أصبح بعضها مصدرا لنشر الألفاظ المتدنية والإيحاءات البذيئة والسخرية الهزيلة دون تقديم حلول، لمَا لا ترقي في لغتها؟! وتنتقي ما تتوجه به لفئة واسعة جدا من الشباب تنتقي ما توجهه إليهم من لفظ وإيحاء ولغة، فظهور مثل تلك البرامج هو ظاهرة صحية في حد ذاتها ؛لكن إذا ارتقت بالأسلوب، ورفعت من قيمة الألفاظ وحسنت لغة الحوار . ربما سأعيش حتي أري –يوما- الشعب الذي كان جسدا وروحا للأخلاق قد استعاد رشده .