نتيجة تنسيق المرحلة الأولى.. نصائح نفسية إذا لم تلتحق بالكلية المرغوب فيها

بين الخوف والترقب والقلق الشديد، ينتظر الآلاف من طلاب الثانوية العامة، اليوم، إعلان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، نتيجة المرحلة الأولى لتنسيق القبول بالجامعات للطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة بالدور الأول لعام 2019.
مشاعر متضاربة يعيشها طلاب الثانوي العامة، خلال الساعات التي تسبق الإعلان عن نتيجة التنسيق، منتظرين أن يظفروا بكليات أحلامهم، إلا أنه أحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، بأن تخيب ظنونهم بالدراسة الجامعية، بفارق درجة أو اثنين، ليصابوا في الأغلب بحالة صدمة قوية.
حالة الصدمة سرعان ما تتحول إلى إحباط شديد، لا سيما لدى الطلاب الذين تخلف أحلامهم بسبب درجات بسيطة، وهو ما يتضاعف أيضا لدى "العُصابيين" الذين يعانون من خوف وتوتر شديد ما يرفع نسبة الأدرينالين في الجسم، والمصابين دائما بتعرق شديد في اليد، ما يسبب لهم "تدهور سن المراهقة"، وفقا للدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي.
وأضاف فرويز، ل"الوطن"، أنه في تلك الحالة ممكن أن يلجأ "العُصابيين" من طلاب الثانوية إلى الانتحار، إذا لم يتمكنوا من الالتحاق بالكليات المنشودة لهم، بينما هم على اقتناع من بذلهم جهود مضنية لذلك، مؤكدا أنه بالنسبة لذلك يجب أن يظهر دورا قويا للأهل بالاحتواء وسرعة التفكير في بدائل مرضية للطلاب حتى لو كانت تتمثل في الكليات الخاصة، قدر المستطاع، وعدم تركهم بمفردهم واحتوائهم تماما لعدم تملك الإحباط منهم.
أما بالنسبة لحالة الطلاب الآخرين، أوضح استشاري الطب النفسي، أن ذلك يؤثر بشدة عليهم أيضا ويصيبهم بإحباط شديد والذي من الممكن أن يتطور إلى اكتئاب، لكن عليهم التصرف بهدوء، وينظرون إلى إيجابيات الكلية الجديدة التي سيلتحقوا بها، والإيمان بأنه الاختيار الأفضل لهم، أو البحث عن بدائل أفضل لهم أيضا.
الأهل هم أصحاب الدور الأساسي في هذه الحالة، وفقا للدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية، موضحا أن الأسرة هي صاحبة التصرف الأهم في هذه الحالة قبل الطالب نفسه، بسرعة تقديم الدعم النفسي وتهيئة خطط بديلة لأبنائهم قبل الإعلان عن التنسيق، لتخفيف الصدمة.
وتابع هاني، ل"الوطن"، أنه على الأسرة أيضا تدارك الأمر دون لوم أو عتاب إطلاقا للطلبة، ودعمهم بتأكيد تقديمهم جهودا ضخمة خلال الثانوية، ومساعدتهم في رسم مستقبل جديد لهم، حتى لو تمثل ذلك في التقديم بالكليات الخاصة لتحقيق أحلام أبنائهم، قائلا: "استثمار الأهل في مستقبل أبنائهم أفضل استثمار بالحياة".
بينما الطلاب المصابين بالصدمة جراء عدم التحاقهم بالكليات المرغوبة، نصحهم استشاري الصحة النفسية بالتعامل بهدوء دون أي ضغوط، والوعي الشديد لعدم الانزلاق في بئر الإحباط والاكتئاب والتفكير بإيجابية والبحث عن بدائل لهم، والتحلي باليقين أن ذلك هو الاختيار الأفضل من الله عز وجل لهم.
وقبل قليل، أعلن الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، خلال المؤتمر الصحفي لإعلان نتيجة المرحلة الأولى بتنسيق 2019، الحد الأدنى لكليات الطب البشري وهو 98.4% بواقع 403.5 درجة، والحد الأدنى لكليات الصيدلة وهو 97.8% بواقع 401 درجة، والحد الأدنى لكليات طب الفم والأسنان وهو 98.29% بواقع 403 درجة، والحد الأدنى لكليات العلاج الطبيعي وهو 97.07% بواقع 405 درجة، والحد الأدنى لكليات الطب البيطري 97.07%، على أنّ المرحلة الثانية تشهد أماكن شاغرة في كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات.