لم يكد المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، يخرج فى أعقاب ثورة 30 يونيو، حتى تحول إلى بطل شعبى، وما هى إلا أيام أخرى حتى انطلقت دعوات ترشيحه رئيساً للجمهورية، مدعومة بعدد كبير من البوسترات التى ازدادت شيئاً فشيئاً، وبلغت ذروتها فى الذكرى الثالثة للثورة فى 25 يناير الماضى، وصاحب ذلك ظهور تماثيل «السيسى» وأقنعة ذهبية وورقية وبلاستيكية تحاكى وجهه. إلا أن المنتجات التى اتصل تنفيذها بجانب فنى بحت لم تكن على درجة كبيرة من الحرفية والإتقان مقارنة بالعديد من البوسترات التى ظهرت لمرشحين رئاسيين آخرين. «جزء كبير من البوسترات المنتشرة للمشير، كانت أشبه ب(نقوط) الأفراح، أو بمعنى أصح (رشوة)، أصحابها عاوزين يوصلوا رسالة للسيسى إنهم معاه باعتباره الرجل الأكثر شعبية»، هكذا لخص أحمد اللباد، أحد أشهر المصممين الفنيين فى مصر، رؤيته للبوسترات التى خرجت للسيسى، مشيراً إلى أن الرجل لم يترشح بعد، وأن البوسترات المنتشرة لأجله «غير احترافية»، ولا يجب أن تكون كذلك طالما خرجت بطريقة شعبية على يد أشخاص عاديين لا يمكن السيطرة على أفكارهم أو إبداعهم فى النهاية. فى إحدى اللافتات التى تحمل اسم المشير، تظهر صورة له وإلى جوارها كلمة «إرادة شعب»، وهى الجملة ذاتها التى ارتبطت من قبل بحملة محمد مرسى، الرئيس المعزول، وشعارها «النهضة إرادة شعب». قال «اللباد» إن الأمر لا يقتصر على البوسترات، بل امتد إلى تماثيل وصفها ب«العجيبة»: «المشكلة إنك لما تعمل بوستر وحِش، وتنتج مستنسخ ضعيف جداً من تمثال مش بتاع السيسى أصلا وتروج له على إنه بتاعه، فانت بتضر الراجل مش بتفيده». يرى «اللباد» أن الكثير من الرموز والأفكار التى صنعت على أساسها بوسترات المشير «رخيصة ومستواها البصرى متدنٍّ» تسىء له وترسخ لدى الشعب صورة ذهنية سيئة. أضاف: «فيه حاجات شفتها بذيئة جداً، شبه اللى كانت بتتحط عشان مبارك، وبعضها بيوصل لدرجة الفكاهة، زى جزار فى مجرى العيون علق فى زمن مبارك لافتة بتقول: نعم لمبارك برنس الرؤساء العرب». أشار «اللباد» إلى مجموعة من المبادئ الأساسية التى يجب أن تعتمد عليها الحملات الموجهة للأشخاص: «لو فيه حملة وخطة واضحة وقوية، هتعتمد على صور ونصوص وأفكار، مش ممكن هتختار صور رؤساء سابقين تحطها جنب رجل بيترشح لأول مرة». يتابع: «المصمم اللى عاوز ينجح المفروض يعرف الصورة اللى صاحب الحملة عاوز يقدمها عن نفسه، ويعتمد على تثبيت صورة أو اتنين فى دماغ الناس عن الشخص، لو تذكرنا الحملة الدعائية لمبارك ظهر فيها لابس قميص أبيض وقاعد على مكتب، فى إشارة إلى أنه شباب زى المرشحين اللى معاه وقتها. أهم خطوة فى الحملة برنامج المرشح والنقاط اللى بتميزه عن الآخرين».