أكد المهندس أحمد فوزى، رئيس مجلس إدارة شركة ميناء القاهرة الجوى، أن من حق كل دولة التأكد من سلامة الإجراءات الأمنية فى المطار، حرصاً على حياة مواطنيها، وهى نفس السياسة التى يتبعها مطار القاهرة مع المطارات الأجنبية، لافتاً إلى وجود تطوير دائم لوسائل التأمين، وهو ما نال استحسان الأمريكان والإنجليز والروس، الذين أشادوا بكفاءة الإجراءات المتبعة فى مصر. المهندس أحمد فوزى ل"الوطن": سنبدأ تطوير مبنى الركاب "1" بتكلفة 3 مليارات جنيه لرفع طاقته الاستيعابية إلى 30 مليون راكب سنوياً وقال رئيس الشركة، فى حوار ل«الوطن»، إن المطار استطاع تحقيق أرباح ضخمة فى السنة المالية الماضية، قُدرت بنحو مليار ونصف المليار جنيه، إلى نص الحوار: الخليج الأكثر كثافة لارتفاع نسبة العمالة المصرية.. ونتوقع استقبال 18 مليون راكب فى 2020 ما القوة الاستيعابية اليومية لمطار القاهرة؟ - نستقبل نحو 400 طائرة يومياً من مختلف دول العالم، بين سفر ووصول، ودول الخليج هى الأولى من حيث الكثافة، خاصة المملكة السعودية، لقربها جغرافياً من مصر، وارتفاع نسبة العمالة المصرية بها، بخلاف رحلات العمرة والحج طيلة العام، واستقبل المطار أكثر من 17 مليون راكب العام الماضى، ومن المتوقع أن يصل العدد بحلول عام 2020 إلى 18 مليون راكب. هل الزيادة طبيعية مقارنة بالدول الأخرى؟ - النمو الطبيعى حول العالم تتراوح نسبته من 3% إلى 7%، بينما النسبة الحالية فى مصر تُقدر ب10%، وهو معدل غير مسبوق عالمياً، فالجميع هنا يعملون بقلب رجل واحد، وأمام هدف وحيد، وهو مصر. ما الميزات المختلفة لمطار القاهرة عن غيره من مطارات العالم؟ - نمتاز بأننا دائماً ما نكون فى قلب الأحداث، بمعنى أننا نستثمر المناسبات والأعياد العالمية والإسلامية بخلق الأجواء المصاحبة لها فى المطار، لنُشعر الراكب بالبهجة، وبعدم انفصاله عن مظاهر الاحتفالات فى بلده، فعلى سبيل المثال أقمنا احتفالات بأعياد «الكريسماس»، و«القيامة»، وكل مناسبة لها خصوصية واحتفال مختلف، وبدأنا مؤخراً الاحتفال بالأيام العالمية المعتمدة لدى الأممالمتحدة، مثل اليوم العالمى للمرأة، أو متحدى الإعاقة وغيرها، إلى جانب محاكاة نفس أجواء شهر رمضان وعيدَى الفطر والأضحى، وهو ما يُدخل حالة سرور على المترددين على مطار القاهرة، ونوزع الهدايا التذكارية والورود على المسافرين، وهى تجربة فريدة، هذا بخلاف ما نقدمه لرواد المطار من خدمات، وقد شهد المطار فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى إنجازات غير مسبوقة، و«انزل بنفسك وشوف»، بدليل حصولنا على شهادات وإشادات دولية، والفضل يعود لوعى وزير الطيران المدنى الفريق يونس المصرى، وإدراكه لأهمية التوسع فى الإنفاق على مشروعات البنية التحتية، والأمن، وتنمية العنصر البشرى. كيف تُقيّم أوجه التعاون بين شركة الميناء والجهات التى تتولى المنظومة الأمنية فى المطار؟ - بيننا علاقات تكامل، ونوفر لهم اللوجيستيات المطلوبة، ونقدم كافة الخدمات والتسهيلات اللازمة ليتسنى لهم تأدية عملهم على أكمل وجه، وهناك اجتماعات بيننا بشكل دورى للنقاش والتباحث حول أفضل السبل لتقديم خدمات تأمين عصرية وجيدة. يحق لكل دولة التأكد من سلامة إجراءات التأمين حفاظاً على حياة مواطنيها.. وننتهج سياسة المعاملة بالمثل مع المطارات الأجنبية كيف تتقبل الوفود الأجنبية إجراءات الأمن والتفتيش، خاصة الوفود الروسية؟ - يحق لكل دولة التأكد من سلامة إجراءات التأمين حفاظاً على حياة مواطنيها، ونحن نفعل المثل أيضاً، ونطلب تفتيش بعض المطارات الأجنبية، ونقدم ملاحظات حين يتطلب الأمر ذلك، ومنظمة «الإيكاو» وضعت ضوابط وشروطاً لذلك، تلتزم بها جميع الدول الأعضاء، وتنفذها حرفياً لسلامة الركاب. ما خطتكم لتنمية العنصر البشرى لاستيعاب منظومة التأمين الجديدة؟ - أولادنا بفضل الله مدربون جيداً ويعملون بشكل احترافى، والعنصر البشرى لدينا «واخد حقه تمام»، وأعتقد أن نتائج ذلك واضحة أمام الجميع، والملاحظات بسيطة ويتم علاجها على الفور، لتفاديها فى المرات المقبلة، لكن لا توجد ملاحظات جوهرية. ما الموقف المالى شركة ميناء القاهرة الجوى؟ - حقق المطار أرباحاً ضخمة خلال السنة الماضية بلغت نحو مليار ونصف المليار جنيه، ونطمح إلى تحقيق المزيد خلال الخطة المالية الحالية، كما استطعنا مؤخراً ترشيد النفقات بشكل مدروس عبر تقليل المصروفات، واستحداث أنشطة تجارية جديدة غير جوية، واستغلال كل الأماكن المتاحة لتحقيق عوائد مادية، وأنجزنا 9 مشروعات تجارية العام الحالى، ونسعى لتحقيق دخل مادى من الأنشطة التجارية غير الجوية بنسبة 60%، وهو أمر يصعب تحقيقه لكننا نحاول بكل طاقتنا. وماذا تعنى الأنشطة التجارية غير الجوية؟ - أقصد خدمات الهبوط، والإيواء، والركاب، والأسواق الحرة، والكافيهات، والأمانات الخاصة بالحقائب والأمتعة الخاصة، وكبسولات الراحة، وهى بديل جديد للفنادق بأسعار أقل، وتوجد داخل المطارات بعيداً عن زحام العاصمة. كم تبلغ مديونية الشركة للضرائب؟ - سددنا ضرائب أخيرة بقيمة 500 مليون جنيه، وترشيد النفقات بالمطار يخضع لبرنامج مدروس، وهناك مشروعات جديدة تهدف لزيادة الإنتاج وتعظيم العائدات والأرباح، كما أننا بصدد التعاقد مع مسوق عالمى للمطار بعد أن وصلنا للحد الأقصى من الأنشطة التجارية، وبالتالى لا بد من وجود مسوق عالمى. هل هناك جهات رقابية داخلية تتولى التفتيش على المطار؟ - بالطبع، هناك جهات مختلفة، وهى جهات معاونة فى المقام الأول وليست كما يعتقد البعض أو يحاولون تصويرها لعامة المصريين بأنها تتصيد الأخطاء، فهذا كلام فارغ. ما أبرز الشهادات الدولية التى فزتم بها؟ - فى رأيى أهم شهادة هى شهادة الراكب نفسه، فسعادتى لا توصف عندما ألتقيهم وأجد مشاعر امتنان ورضاء عن مستوى الخدمات فى المطار، حيث أعتبرها رد فعل عملياً وسريعاً على ما نحققه من إنجاز على الأرض، وأيضاً حصلنا على العديد من شهادات التقدير من مؤسسات دولية مختلفة، ذات وزن وسمعة عالمية فى عالم الطيران المدنى. ما مدى رضاك عن الأداء العملى من حيث حركة الوصول والسفر وغيرها؟ - ماقدرش أقول إنى راضٍ بنسبة 100%، ويوم ما أقول كده فهذا يعنى إنى فاشل، أو على الأقل أقف فى أول طريق الفشل، لأن العالم كل يوم يشهد جديداً، وبالتالى علينا مواكبة الحركة المتسارعة فى التطوير والتحديث المستمر، من حيث الاستعانة بالأجهزة الحديثة وتدريب الطاقم البشرى، وأن نضع فى دائرة اهتمامنا دائماً أن الأمن والأمان والاستقرار رسالة ومسئولية، وعلينا تطوير أنفسنا باستمرار. ومن جانبى أتفقد فى جولات يومية صالات السفر والوصول لأسمع من الركاب والمترددين على المطار، وأتعرف على مطالبهم وشكاواهم، دون أن أُظهر صفتى كرئيس للشركة، وأشاهد بنفسى تجارب الدول المختلفة، وأنقله لزملائنا، لأن الخبرة والاحتكاك بالآخر من أهم صور النجاح. ما تقييمك لافتتاح مطارات جديدة للمرة الأولى فى شرق القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة وغرب القاهرة مثل سفنكس الدولى؟ - انتهاج أسلوب المركزية فى المطارات ليس فكرة سديدة، لأن المطارات مكملة لبعضها البعض، وتساهم فى امتداد شريان التنمية، وتخلق فرص عمل، وأظن أن التقييم لا يجوز فى الوقت الحالى ولكن بعد عامين أو ثلاثة أعوام من التشغيل، لترى شكل المناطق المحيطة بالمطارات وكيف ستتحول من أماكن صحراوية إلى محاور تنموية هامة، ثم نتحدث عن حجم فرص العمل التى خلقتها، يعنى باختصار «المطارات دى هتخلق روح وحياة»، وتشييد مطارات جديدة سيعيد اكتشاف مصر، والعالم كله يسير على نفس النهج، فعلى سبيل المثال تملك اليابان وفرنسا ولندن مطارات فى قلب العواصم لتسهيل الحركة على السائحين والمسافرين، فيما لدينا يعانى المسافر أحياناً من طول المسافة بين إقامته وبين المطار البعيد عنه. وماذا عن حجم الإنشاءات الحالية بميناء القاهرة الجوى؟ - يشهد قطاع الطيران خلال المرحلة الحالية طفرة ملحوظة فى الإنشاءات، وانتهينا من مشروعات تطوير مختلفة بالقطاع، وتهدف للارتقاء بمنظومة الطيران المدنى، حيث افتتح الفريق يونس المصرى العديد من مشروعات التحديث بشركة ميناء القاهرة الجوى، وتضمنت افتتاح رفع كفاءة الممر الرئيسى «05C/23C»، وهو المدرج الأهم بالمطار، حيث القدرة الاستيعابية وأعمال الإقلاع والهبوط، وتشغيله يوفر الكثير من الوقود المستخدم للتحرك إلى مبنى الركاب 2، ومبنى الركاب 3. هل هناك جديد فى مشروعات التأمين؟ - بالتأكيد، قطعنا شوطاً هائلاً فى مشروعات تأمين الأفراد والمنشآت، وشمل ذلك تأمين المطار بالكامل بمنظومة كاميرات المراقبة، كما تم توريد وتركيب جهاز محاكاة تدريب إطفاء الحريق (simulator)، وتوريد عربات إطفاء حديثة من أحدث سيارة الإطفاء فى العالم، وإنسان آلى للتعرف على المتفجرات والتعامل المباشر معها، وتوريد سلم إنقاذ الطائرات بطول 8 أمتار ونصف ليصل خصيصاً إلى الطائرة طراز A380، كذلك هناك مشروعات خدمية لتأمين التشغيل، وتشمل إطلاق الموقع الرسمى الإلكترونى ويقدم العديد من الخدمات للركاب مثل مواعيد الرحلات وإمكانية تتبعها وحجز خدمة «أهلاً» والدفع الإلكترونى للعطاءات والمناقصات. وتتضمن الإنشاءات الجديدة نظام البوابات الإلكترونية، فضلاً عن توريد 8 «شاتل باص» لنقل الركاب، بها مكان لوضع الحقائب، وآخر لذوى الاحتياجات الخاصة، ومزود بramp لصعود ونزول الكراسى المتحركة، وتوريد ونش حمولة 60 طناً لاستخدامه فى تحميل الكاونترات. وزير الطيران يدرك أهمية زيادة الإنفاق على مشروعات البنية والأمن والعنصر البشرى وماذا عن المنظومة الأمنية داخل المطار؟ - وزير الطيران المدنى دفع بكل طاقته لتأمين المطار بأحدث النظم العالمية، والدولة استجابت فوراً، وهناك تنسيق على أعلى مستوى لتطوير المنظومة فى المطار، واشترينا أجهزة تأمين متطورة وعالية الجودة، وما زلنا نستكمل إجراءات التأمين الدقيقة بتحديث المنظومة الأمنية بشكل مستمر، وخضع المطار لتفتيش من مختلف الدول، وحصل على إشادات بالإجراءات المتبعة. هل هناك تعاون دولى فى المجال الأمنى؟ - بالطبع، هناك تنسيق باستمرار مع المنظمات الدولية من خلال سلطة الطيران المدنى المصرية، لمتابعة الأساليب المتطورة فى التأمين، وما يخص تدريب العنصر البشرى، وأشاد الجانبان الأمريكى والإنجليزى، ومؤخراً الروسى، بالإجراءات الأمنية داخل مطار القاهرة الدولى. أعلن وزير الطيران مرات عدة عن تطوير مبنى الركاب رقم 1، فما الجديد؟ - ننتظر خروج شركة «المقاولات» الجديدة للنور خلال الأيام المقبلة، بعد انتهاء إجراءات التأسيس بين وزارة الطيران المدنى، ممثلة فى القابضة للمطارات، وبين تحالف 4 شركات مقاولات كبرى، وسوف تتولى الشركة الجديدة تنفيذ أعمال القطاع، وسنبدأ بمبنى الركاب رقم «1»، وتزويده بأحدث الأجهزة والنظم فى التشغيل والتأمين، وتُقدر تكلفته بين 2 و3 مليارات جنيه، ورفع طاقته الاستيعابية ل30 مليون راكب سنوياً.
