التقي اليوم، البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة الارثوذكسية، وفد من بيت العائلة المصرية، في المقر البابوي في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وذلك في ختام اللقاء الاول للدورة الثانية للخطاب الديني. والجدير بالذكر أن بيت العائلة المصرية قد نظم الدورة الاولي والتي ضمت اربعة لقاءات للمجموعه الاولي من الائمة والقسوس خلال عام 2013 و هذا هو اللقاء الاول بالدورة الجديدة لعام 2014م والتي تضم اربع لقاءات ايضا وقد شارك فيه ستون من اصحاب الفضيله الشيوخ والاباء القسوس من الكنائس المصريه القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية والاسقفيه في الفترة من 24 فبراير حتي 26 فبراير 2014 م وقد افتتح اللقاء في مشيخة الأزهر الشريف بتوزيع شهادات التقدير لمن حضر اللقاءات الاربع خلال العام الماضي و كانت كلمات الافتتاح للدكتور محمود زقزوق الامين العام لبيت العائلة المصرية و الانبا ارميا الأسقف العام والأمين العام المساعد و المطران منير حنا رئيس الكنيسة الاسقفية و الدكتور محمود عزب منسق بيت العائلة وقد اعتذر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لتعرضه لوعكه صحيه بسيطه وجاءت المحاضرات بعد مشاركة فعلية من الذين اشتركوا في الدورة السابقة وايضا الدورة الحالية لتبادل الخبرات ثم القيت المحاضرات عن مقاصد الشريعه الإسلامية للدكتور سالم عبد الجليل والمسيحية و الاخر للانبا يوحنا قلته وكذلك محاضرة عن القيم المشتركة والحوار للدكتور محيي الدين عفيفي مقرر لجنة الخطاب الديني ثم محاضرة عن الحضارة القبطية في التاريخ المصري للقمص بطرس بطرس بسطاوروس وكذلك محاضرة عن اثر الحضارة الإسلامية في التاريخ المصري للدكتور محمود عزب. وكان ختام اللقاء في اليوم الثالث مع البابا تواضروس الثاني والذي القي بدوره محاضرة بعنوان الوسطيه وقد شعر الجميع بمحبة البابا ودعمه لهذا المشروع التي تعبر عن المحبة الحقيقة وهذه هي صورة مصر وجاء نص كلمة البابا تواضروس الثانى في اللقاء كالتالى: "سعيد أن أرى هذا الجمع من الائمه و الكهنة، ونحن علاقتنا مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر طيبة وممتازة و انا اسعد فى كل مرة أتقابل فيها معه فهو أحد أعمدة الكيان المصرى، ان مصر يا احبائي وطن فريد فى التاريخ - الجغرافية – الطبيعة – الحضارة – التجانس، و مصر وطن شكله الجغرافى مربع 1000×1000 ضلعين على الشواطئ المائية وضلعين على أماكن صحراوية وفكرة المربع تعنى اعتدال الشخصية فنظرتنا متوازنة ومتعادلة، والمصرى نشأ على الأرض الطيبة وأخذ التوازن والاعتدال و لذلك فى أصل الفراعنة أو المسيحية أو الإسلامية لا نسمع تطرف لأن الاعتدال فى جيناتنا، ان حقيقة مصر حقيقة ثلاثية تضم الإنسان والأرض والنهر فحدث إرتباط ثلاثى فى حقيقة الحياة المصرية. مصر فى التاريخ معروفةً بالاعتدالية والوسطية " الطريق الوسطى خلصت كثيرين " ونحن على أرض مصر نتناول في الأمثال " الجار قبل الدار " ، " الصديق عند الضيق". فى طفولتنا تصادقنا وتصاحبنا عن طريق المدرسة – الجيرة – الشارع – وسيلة المواصلات وصارت صداقات لا تنظر إلى الدين وتحمل ذكريات رائعة .... فى مصر نحن فى حالة اندماج طيبة وفى حالة محبة أخوية تضم الجميع كلنا نعلم أن بعد حياتنا سنقف أمام الديان العادل ونعطى حساب وكالتنا . ولذا نحن كرجال دين محتاجين أن نعزز ذلك المبدأ فماذا سنقول لله عندما نقف أمامه ونحن أكثر دول العالم نحب ديننا فالأزهر حارس الإسلام ، والكنيسة حارسة المسيحية ونشأت الأديان منذ قدم التاريخ . فالفراعنة لم يتركوا لنا قصور ولكنهم تركوا لنا معابد ومقابر وأهمهم الهرم وذلك بسبب اهتمامهم بالخلود ( الحياة القادمة). هل من الممكن نؤهل الأجيال القادمة حتى يكون لهم نصيب صالح فى الحياة القادمة . الله خلق لنا العقل فى قمة قامة الإنسان لأنه وسيلة الإتصال مع الله. نحن كأئمة مباركين وكهنة مباركين قلوبنا تشبه الرمان فعندما تفتح الرمان ستجد فصوص مرصوصة بغاية الجمال والتناسق. فقلب رجل الدين قلب كبير يتسع القلب بالحب للكل هذه فضيلة يجب أن نقتنيها. أيها الأخ المبارك جاهد أن يتسع قلبك وأن يكون الكل مرصوص فى قلبك زى فصوص الرمان . ...يجب أن نكون قد مهدنا أجيال كلها محبة.