سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد 18 سنة خدمة.. صابر "سائق النقل العام": نفسي أوفر حياة كريمة لأولادي محمود صابر ل"الوطن": بننظم إضرابات من أيام مبارك للمطالبة بحافز الإثابة.. ومتحققش حاجة
بمجرد أن رأى زوال الظلام من نافذة حجرته، هرول وارتدى ملابسه المتهالكة بالرغم من البرد القارس، يخرج من بيته ولا يجد شخصًا يسير في الشارع، لا يتمنى من الله سوى سعة الرزق، ليوفر قوت يومه له ولأسرته. يقف على عربة الفول، القريبة من جراج المظلات، ليتناول إفطاره مع زملائه، استعدادًا لبدء ورديتهم من الساعة 7 صباحًا.. روتين يومي اعتاد عليه محمود صابر، سائق هيئة النقل العام، وغيره من مئات العاملين بالهيئة. "أكل العيش مر، متحملين كل الشقى ده وفي الآخر الحكومة استخسرت تطبّق الحد الأدنى للأجور"، بصوت يغلب عليه المرارة والحزن، يروي محمود صابر، السائق بهيئة النقل، رحلة عمله خلال 18 عامًا في الهيئة. صابر يحلم كغيره أن يوفّر لأسرته حياة كريمة، لكن أصبح ذلك صعبًا في ظل ظروف المعيشة الصعبة، "عندي 3 أطفال من حقهم يتعلموا ويعيشوا حياة كريمة هأكلهم وأعلمهم إزاي مع ارتفاع الأسعار"، كما يقول صابر. يعمل صابر سائقًا في هيئة النقل العام منذ 18 عامًا، يحصل على راتب لا يتعدى 900 جنيه، شاملاً جميع حوافزه، "بعد ما ضيّعنا عمرنا في الشغلانة دي، آخرتها مرتبي لسه موصلش ألف جنيه"، بصوت يغلب عليه الشجن، ويضيف "ازاي موظف قاعد على مكتب ياخد 1200 جنيه، وأنا اللي بصحى من الفجر وضهري اتحنى ولسه مرتبي موصلش ألف جنيه". ضمن المشاكل التي يواجهها عمال الهيئة، هو عدم تحديد هوية الهيئة في تبعيتها هل تابعة لوزارة النقل، أم محافظة القاهرة، "لمّا عرفنا إنه مش هيطبق علينا الحد الأدنى، نروح لوزارة النقل يقولوا انتم مش تبعنا، نروح لمحافظة القاهرة يقول مش تبعنا". ويضيف: "المحافظ عرض علينا زيادة حوافزنا 200 جنيه، لكن العمال رفضوا وقرروا الإضراب". إضرابات كثيرة نظمها سائقو هيئة النقل العام، ومطالب تم عرضها على المسؤولين، لكن أغلبها لم تتحقق، "نظمنا إضرابات كتيرة على مدار سنوات، من أيام مبارك، علشان نطالب بحافز الإثابة، ومتحققش حاجة، طالبنا ببدل عدوى، وغيرها من المطالب لم تتحقق". يرى صابر أن الهيئة تحقق أرباحًا تجعلها تستطيع تلبية مطالب العاملين، وأهمها شراء قطع غيار للأتوبيسات، وشراء أخرى جديدة، "الهيئة لازم تشتري قطع غيار للأتوبيسات، بقت عاملة زي الجسم اللي كله أمراض، وكل شوية تعطل، فين الأرباح والمكاسب؟". ويضيف: "الأتوبيسات بقى لها سنين شغالة، محتاجة تغيير، بتشتغل 3 ورديات في اليوم". يضطر صابر العمل وردية إضافية، حتى يستطيع أن يوفر قوت يومه له ولأسرته بالكاد، "بضطر أشتغل وردية إضافية يعني 16 ساعة في اليوم، يرضي مين ده، وفي الآخر استخسروا يطبقوا الحد الأدنى للأجور علينا". ويضيف بنبرة صوت يشوبها التشاؤم: "بيبقى نفسي أروح أشوف أولادي زي أي أب، لكن اللي بيحصل بروّح وهما نايمين".