3 سنوات هى عمر رحلة عذاب، دخل خلالها فاروق وخرج من المستشفى الأميرى ببورسعيد مرات بلا عدد، وهن العظم وتكاثرت أمراض الشيخوخة على العجوز الثمانينى، حتى كف عن الحديث، محا ال«ألزهايمر» ذاكرته، وأوقف الروماتويد أعضاءه عن الحركة، ليبقى حبيس الألم والعجز والنسيان داخل المستشفى، شريداً بلا أهل أو أصدقاء. «كان قاعد فى الاستقبال، مالهوش تذكرة، يعنى لا أكل ولا شرب ولا دواء ولا أدنى رعاية، لو مفيش حد راح له من أهل الخير أكّله ونضّفه، محدش بيتحرك عشانه».. قالتها إحدى المتطوعات بمجموعة «فقراء بورسعيد» التى حاولت متابعة الحالة ومساعدتها دون جدوى، بعدما رفضت دور المسنين استقباله، لتجاوزه ال60. قبل أيام، نُقل العجوز لغرفة «حجز» خارج مبنى المستشفى، فى مشهد أرعب كل من رآه: «الراجل ما بيقدرش يتحرك، ورجله مكسورة، كنا بنروح له بالليل نلاقيه بيعض البطانية من الجوع، فوجئنا آخر مرة بنقله لغرفة رائحتها وقذارتها لا تحتملها الحيوانات، حاولنا ننقله عنبر الرجال لكنهم رفضوا تماماً». «عارف بحالة عم فاروق، وللأسف مشكلته معقدة، لأن أمراضه تتعلق بالشيخوخة وعلاجها مش فى المستشفى».. قالها د. حلمى العفنى، مدير عام الصحة ببورسعيد، مؤكداً أن الحل بيد المحافظ باستثنائه وإيداعه إحدى دور المسنين. «العفنى» برر بقاء الرجل فى المستشفى دون أوراق بدخوله وخروجه المتكرر: «طالبت مدير المستشفى بتقنين وضعه ورعايته لكنه رفض.