مع تصاعد التوتر في الأزمة بمنطقة الخليج العربي في الأيام القليلة الماضية، أعلن التحالف العربي أمس، مقتل مقيم سوري وإصابة 21 مدنيا من جنسيات مختلفة في هجوم شنته جماعة "أنصار الله" الحوثية على مطار "آبها" الدولي جنوب المملكة العربية السعودية، وذلك جاء عقب إعلان الحوثيون استهدافهم لمطار جازان وآبها السعوديين بهجمات مسيرة من طراز "قاصف k2"، ما يعتبر محاولة من النظام الإيراني الداعم لتلك الجماعات المسلحة لاستفزاز المملكة العربية السعودية للدخول في حرب معها وزيادة التوترات في المنطقة. كان مطار "أبها" الدولي استأنف الحركة الجوية بكامل الرحلات بعد استهداف الحوثيين له، أمس، وتمّ استئناف الحركة الجوية، وهي الآن تسير بشكل طبيعي". من جانبه، قال المحلل السياسي الإماراتي جاسم خلفان ل"الوطن"، إنّ الحوثيين لعبة في يد إيران، وتلك الضربات حدثت عندما شعرت إيران بأنّ أمريكا تتجه إلى الحوار، وضاعت عليها عملية تصعيد الوضع خاصة بعد تراجع الرئيس الأمريكي عن ضربته"، لافتا إلى أنّ إيران دائما تسعى إلى زيادة التوترات في منطقة الخليج، لذلك قامت بمثل تلك الهجمة على مطار آبها السعودي، في محاولة منها لتصعيد الأزمة مع أمريكا وبدء حرب في الخليج يتضرر بها العالم أجمع، وأضاف: "إيران كانت تنتظر أنّ توجه لها ضربات سواء من أمريكا أو من الاتحاد الأوروبي أو التحالف العربي، ولكن قرار الحرب ليس سهلا فهو يحتاج الى الدراسة". كما أشار إلى أنّ أمريكا أجّلت ضرباتها نحو إيران ولم تلغها تماما، وأنّ جميع الدول العربية والأوربية لن تنخدع بمحاولات إيران الفاشلة لاستدراجهم للدخول في معركة هم ليسوا في حاجة لها، لما قد تسببه من خسائر فادحة: "سيتم الرد على إيران بالأسلوب المناسب وفي الوقت المناسب، والضربة قد تأتيها على مستوى إقليمي أو دولي وليس من دولة واحدة"، مؤكدا أنّ جميع المؤشرات تفيد لتغيير الموقف الدولي تجاه النظام الإيراني في ظل الهجمات الأخيرة التي شنتها على المنشآت النفطية في منطقة الخليج. وأدانت العديد من الدول استهداف الحوثيين مطار أبها الدولي جنوب السعودية، أمس، مؤكدة وقوفها مع المملكة ضد كل ما يهدد أمنها واستقرارها، وأدانت مصر بأشد العبارات الحادث الإرهابي، وأكدت "وقوف حكومة وشعب مصر إلى جانب حكومة وشعب المملكة في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمنها واستقرارها ضد مثل تلك المحاولات اليائسة للنيل منها". واعتبرت الكويت أنّ الهجوم "الإرهابي الذي استهدف مطارا مدنيا، يعد انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية وتصعيد خطير يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة إضافة إلى تقويض فرص إحلال السلام فيها". وجددت البحرين "موقفها الثابت ضد كل من يحاول استهداف مصالح المملكة، وتأييدها التام لجهود السعودية الدؤوبة الرامية إلى القضاء على العنف والتطرف والإرهاب بكافه صوره وأشكاله". بينما أكدت الإمارات أنّ هذا "العمل الإرهابي دليل جديد على التوجهات العدائية والإرهابية للحوثيين المدعومين من إيران وسعيهم إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة". أما الأردن فقد اعتبرت أنّ أي استهداف لأمن المملكة هو استهداف لأمن المنطقة بأكملها، وقالت: "نتضامن مع المملكة في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها والتصدي للإرهاب".
