فترة الطفولة بمشاعرها الصادقة النقية الرحبة أحنّ إليها دائماً، وأجد فى الكتابة للأطفال واحة خضراء تسكنها المشاعر والأحاسيس العميقة المختزنة منذ أيام الطفولة البعيدة. فمهما مرت السنون، يحن كل منا لأيام طفولته البريئة؛ لذا فأنا دوماً يستهوينى أدب الأطفال فى كل الثقافات والشعوب، فهو يعد مرآة حقيقية لثقافة وحضارة الشعب بما يغرسه من معانٍ وقيم فى قلوب وعقول براعم ستصنع بأناملها الصغيرة مستقبل هذا الشعب.. والتصدى للكتابة للطفل يتطلب فى وقتنا الحالى مهارات خاصة، فقد أصبح العالم قرية صغيرة وصار الأطفال على احتكاك بكل ما يدور حولهم من خلال وسائل الاتصال الحديثة المختلفة، مما جعلهم أكثر وعياً وإدراكاً ونضجاً ويحتاجون للغة تحترم عقولهم ولا تستهين بقدراتهم. ومن أجمل ما قرأت من حكايات فى أدب الطفل: حكايات من الشرق الأقصى؛ فالأدب والشعر فى منطقة الشرق الأقصى تسكنهما الفلسفة والحكمة العميقة، وينفذان إلى روح الأشياء ببساطة وبراعة. مع قصة من اليابان بعنوان «ألف دلو من الماء» نعيش اليوم أصدقائى.