سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
برج القاهرة.. أسير المستثمرين الأجانب.. و"العمال" مهددون ب"التشرد" أعضاء اللجنة النقابية: قدمنا بلاغا للنائب العام وشكوى ل"السياحة" نطالب بممارسة عملنا فقط
لافتات عريضة على بوابات الدخول "117 أسرة يهددها الجوع، ممنوع دخول الزوار"، اثنين من رجال الأمن مستلقيان على منضدة وضعت جانب بوابة المرور، مجموعة من العمال يقفون في تجمع واحد خلف الأبواب، يتوسط صفوفهم الصمت والسكون، حيث يحل التفكير ضيفا دائما على اعتصام استمر حوالي شهر لعمال "برج القاهرة". البداية كانت عندما تلقى عمال برج القاهرة قرار إغلاقه أمام الزوار، بل وتوقفهم عن العمل بعد انتهاء عقد المستثمر اللبناني "خالد وليد محمود أبوزهرة" في 30 يناير الماضي، لم تكن المرة الأولى التي يتعرض لها عمال برج القاهرة لمحاولة إغلاقه ووقفه عن العمل، وذلك مع قدوم مستثمرون جدد كل 5 سنوات. "بشتغل في البرج من 5 سنين لحد ما جالنا تليفون إننا خلاص من النهاردة مفيش شغل، وفي انتظار مستثمر جديد ياخد البرج، وإحنا ومصيرنا معاه، هياخودنا ولا لأ"، ويقول "ع. ج." أحد عمال البرج ل"الوطن"، قبل أن يستكمل حديثه عن مصيرهم، خبرات عمال البرج تتراوح من 13 إلى 20 عامًا، ولكن التطور الجديد في التبعية الإدارية جعل مصيرهم مجهولًا، يتساءل العامل باستنكار، "هل المستثمر الجديد هياخد الخبرات اللي موجودة، ولا هيجيب حد عنده 20، 30 سنة، ويقول ده عنصر الشباب!". منذ أن دبت رجل الاستثمار بأرض برج القاهرة، يخضع العمال تحت وطأة قانون "المصلحة للمستثمر" كما لقبه أحدهم، وبعد انتهاء عقد المستثمر اللبناني، وخوف العمال على مصيرهم ومستقبل أسرهم، ما أدى إلى اعتصامهم بشكل مفتوح، تم إبلاغ العمال بمقابلة مع الجهة المالكة لتقييمهم "قسمنا بعضنا دفعتين، الدفعة الأولى روحت وجت، وكنت من الدفعة التانية، روحنا لقيناها شركة أمن مش جهه مالكة ولا حاجة، كانوا بيكدبوا علينا وبيقولوا إنهم مكلفين من الجهة المالكة إن هما يقيمونا، وكان أسلوب كلامهم بشكل تهديد، إننا بنتعامل مع جهة عالية في البلد، واللي نقول عليه تنفذوه"، هكذا يتحدث "حسن شحاته" مراقب أمن برج القاهرة منذ 6 سنوات سابقة. لم يُكمل العمال اجتماع الجهة المالكة أو شركة "كان ستار" كما وجب تسميتها، ليأتي عرض المستثمر، بإعطاء العمال مستحقات رمزية 75% من المرتب الأساسي، خلال 3 أشهر فقط، فيقول "حسن درويش"، الموظف بإدارة أمن برج القاهرة، "قانون العمل بيقول لو إنت عاوز تمشيني فصل تعسفي، إيدني حقوقي على كل سنة شهرين، ولو المستثمر الجديد عاوز يمشينا يمشي على القانون ده، وكل العمال اللي اعتصمت هنا هدفها إنها تشتغل". ويتابع "شحاتة" حديثه، "99% منا مقتنع إن المستثمر مش هيتغير، المستثمر القديم عاوز يصفي عمال ويصفي الشركة علشان يبدأ من جديد"، طرق هاجس الإعفاء الضريبي للمستثمر الخارجي أبواب العمال، حتى أصبحوا مُقنين أن ما يحدث مجرد "لعبة" لإطاحتهم، "أي مستثمر خارجي بيدخل البلد بياخد إعفاء ضريبي 5 سنوات، والشركة المصرية لإادارة برج القاهرة الخاصة بينا، بقالها 5 سنوات" بحسب درويش. "تجديد للشركة وتضييع لحقوق الناس في التأمنيات، في ناس هنا بقالها 20 سنة تأمينتها طالع في الورق 2008، بداية عقد الشركة بتاعتنا"، يستطرد "عمرو" أحد أعضاء اللجنة النقابية بالبرج، والتي قدمت بلاغا أمام النائب العام، بعدما قدموا شكوى بالنقابة العامة للسياحة، ووزارة القوى العاملة، لمطالبة الجهات المسؤولة بترك العمال يمارسون عملهم، حيث أنه بالرغم من اعتصامهم إلا أنهم لم يحدثوا شغب أو مشكلات داخل البرج، كما أنهم ملتزمون بقرار إغلاق البرج في وجه الزوار تطبيقًا للقرار إلا أن ينظر في موقفهم، وفقًا لموظف برج القاهرة، ونوه "عمرو"، أن العمال لم يسلموا عهدتهم بالبرج حتى الآن، ما يعني أنهم مسؤولون مثل الأمن في حماية البرج، والحفاظ على حقوقهم، وفقًا لكلامه. عمال البرج حصلوا على لقب أفضل فريق عمل على مستوى العالم، في مسابقة الأبراج العالمية، بمشاركة أبراج "إيفيل، الخليفة، والقاهرة"، يضيف "حسن" إن عدد العمال بالبرج قبل الثورة تجاوز 265 عاملًا، ووصل بعد التصفية بسبب المرتبات إلى 117 عاملًا فقط"، حسب كلامه. برج القاهرة، الذي لُقب تاريخيا ب"شوكة عبدالناصر"، حيث تم بناؤه في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بتكلفة 6 ملايين جنيه، مقدمة من الولاياتالمتحدة لمصر، بهدف التأثير على موقفها المؤيد للجزائر ضد الاحتلال الفرنسي، تمر الأعوام وبعد 58 تقريبًا من تشييد المزار المصري، أصبح أسير المستثمرين الأجانب، وتحول من شوكة عبدالناصر في حلق الأمريكان ل"شوكة لقمة عيش المصريين".