فى أقل من يومين تلقى وزير السياحة المصرى هشام زعزوع ضربتين موجعتين، الأولى «تفجير انتحارى لنفسه داخل أوتوبيس سياحى فى مدينة طابا أودى بحياة ثلاثة سائحين وسائق مصرى». والثانية «مصرع 4 شباب مصريين خلال رحلة سفارى بجبال سانت كاترين فى عاصفة ثلجية، وما تردد عن تقصير جهات الإنقاذ فى تمشيط المنطقة للعثور على المصريين التائهين فى الدروب الجبلية قبل موتهم». كانت تصريحات الوزارة قبل هذين الحادثين تشير لارتفاع معدلات الإشغال الفندقى بالعديد من المدن السياحية، ووصول أول رحلة مباشرة من لندن بعد توقف دام ثمانية أشهر عجاف نتيجة قرارات فرض حظر السفر إلى مصر، وامتناع شركات التأمين عن التعاقد مع الراغبين فى السفر لمصر، مما أدى لتكبد قطاع السياحة خسائر زادت على 28 مليار جنيه خلال 2013 بنسبة انخفاض 40% عن الإيرادات فى 2012، مع تراجع أعداد السياح إلى 9.5 مليون سائح بانخفاض نحو 17.9% عن 2012. «السائح لم يتعرض لأى اعتداء خلال ال3 سنوات الماضية رغم حالة الفوضى التى سادت الشارع خلالها»، تلك الكلمات احتج بها الوزير الستينى خلال لقاءاته مع وزراء السياحة والسفراء الأجانب والمهنيين، غير أن حادث طابا، واستهداف السياح، أفقد تلك الكلمات بريقها ومفعولها، ليضطر «زعزوع» للتحرك بخطة استراتيجية مختلفة خلال المرحلة المقبلة لإدارة أزمة قد تؤثر بالسلب على معدلات الإشغال الفندقية، والتوافد السياحى الذى كان قد عاود ارتفاعه بعد فترة خمول. يرى خبراء فى النشاط السياحى أن السياحة ستتحمل رغماً عنها الكثير من التبعات السلبية لما يجرى بمصر من أحداث عنف واضطرابات سياسية وتفجيرات انتحارية وتفخيخ. وتشير التوقعات إلى أن معدلات السياحة ستتراجع خلال المرحلة المقبلة، لكن زعزوع نجح فى السابق فى إقناع نحو 27 دولة برفع حظر السفر إلى مصر فى مدة وجيزة، بخلاف التوقعات السابقة مع توليه الوزارة، ولذلك ربما ينجح فى تحقيق معجزة لاحتواء المستجدات الراهنة. العودة إلى المربع «صفر»، واستمرار الكساد، وقيام الشركات بتسريح العاملين بها هو أكثر ما يقلق هشام زعزوع، كرد فعل محتمل للعمليات الإرهابية، ووفاة مصريين فى رحلة سفارى ب«سانت كاترين». حتى لو كانت مؤشرات الأسواق المصدرة للسياح لمصر تطمئنه بعض الشىء. لن تتحمل السياحة وحدها مهمة احتواء المشكلة. بل سيمتد الدور لوزارة الخارجية، وهيئة الاستعلامات التى سيتحتم عليها توضيح طبيعة العمليات الإرهابية الفردية فى مصر، التى يقول البعض إنها منتشرة فى كل أنحاء العالم بما فيها الدول المتقدمة.