بعد رفضها لعرض واشنطن.. لماذا تتمسك الهند بصواريخ "إس-400" الروسية؟

أكد مصدر حكومي في الهند، أمس، أن نيودلهي تعتزم إبلاغ الجانب الأمريكي بعدم التراجع عن شراء منظومات الدفاع الجوي "إس-400" الروسية، ورفضها للعرض الأمريكي المتعلق بشراء مقاتلات "إف-35" بدلا منها وذلك خلال أول حوار وزاري بين البلدين في صيغة "2+2" المزمع عقده في 6 سبتمبر الجاري، ليثير بذلك تساؤلات حول سبب تمسك الهند بالصواريخ الروسية ورفضها العرض الأمريكي متجاهلة بذلك العقوبات الأمريكية.
وتواصل الولايات المتحدة، ضغطها على الهند لجهة التخلي عن نية شراء منظومات صواريخ "إس-400" الروسية المضادة للطائرات، وأعلنت الولايات المتحدة استعدادها لتوريد منظومات "ثاد" للدفاع الجوي ومقاتلات "إف-35" للهند، التي أنكر المسؤولون العسكريون الهنود مرارًا اهتمامهم بتلك المقاتلات الأمريكية، وقال برندر سينخ دهانوا قائد القوات الجوية الهندية: "إن القوات الجوية الهندية لا تهتم بطائرات (إف-35)، ولا يجري الحديث عن شراء تلك الطائرات".
ومن ناحيتها، قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن "تمسك الهند بصواريخ (إس-400) خاصة بعد حصول الصين عليها لأنها تسعى دائمًا لتحقيق توازن في القوى العسكرية مع الصين"، متابعة "تمتاز تلك الصواريخ بتقنية متطورة مقارنة بالمقاتلات الأمريكية تجعل الهند ذات قدرات دفاعية حمائية متقدمة".
ولفتت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، ل"الوطن"، إلى أن الهند هي الشريك الأساسي لروسيا في تصنيع الأسلحة، خاصة أنه يوجد بين البلدين تعاون عسكري وتاريخي منذ استقلال الهند التي تعد من أكبر مستوردي السلاح الروسي على مستوى العالم إذ تستورد أكثر من ثلث الأسلحة الروسية، مضيفة: "الصناعات العسكرية الهندية معظمها عبارة عن شراكات وهو ليس متوفر في العلاقات الهندية الأمريكية بسبب رفض الولايات المتحدة وفرنسا الشراكة في الصناعة العسكرية".
وعن سياسة العقوبات الأمريكية التي تتبعها واشنطن لمنع الهند من إتمام تلك الصفقة، قالت "الشيخ": "محاولة بائسة يائسة من أمريكا لاستعادة مكانتها في سوق السلاح".
كما أشارت إلى أن العقوبات التي قد تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على الهند عند حصولها على تلك الصواريخ لن تؤثر على الهند فقط وإنما ستضرر أمريكا أيضاً، مؤكدة أن الهند ليست على استعداد للتخلي عن الحليف الروسي باعتباره شريك إستراتيجي لها "أيا كانت العقوبات التي ستفرضها واشنطن تكلفتها لن تتجاوز المزايا التي تحصل عليها الهند من روسيا".
وكانت نيودلهي أبرمت العام الماضي اتفاقًا مع روسيا لشراء أنظمة "إس-400" أرض جو للدفاع الصاروخي؛ رغم تحذير الولايات المتحدة لها من أن هذه الصفقة قد تجعلها عرضة للعقوبات بموجب القانون الأمريكي.
وتتفوق منظومة "ثاد" على "إس-400" في الثمن ولكن إمكانيات المنظومة الأمريكية محدودة جدًا مقارنة بإمكانيات منظومة "إس-400" التي تتقدم على "ثاد" في مدى العمل وسرعة التفاعل مع الأهداف المطلوب تدميرها. وعلى العكس من "إس-400" لا تقدر "ثاد" على إسقاط الطائرات والأهداف السريعة جدا التي تفوق سرعتها كثيرا سرعة الصوت.